هولاند وصف الاعتداء بأنه «جريمة إرهابية دنيئة» ودعا شعبه إلى التضامن

«داعش» يذبح كاهناً بعمـلية احتجاز رهائن بكنيسة في فرنسا

صورة

قتل كاهن ذبحاً في عملية احتجاز رهائن نفذها رجلان، أمس، في كنيسة في سانت إتيان دو روفريه، في شمال غرب فرنسا، وتبناها تنظيم «داعش»، ما يؤجج التوتر في البلاد التي تعرضت لسلسلة اعتداءات، خلال الفترة الأخيرة، تبناها التنظيم. في وقت تفقد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، مكان الاعتداء الذي وصفه بأنه «جريمة إرهابية دنيئة»، داعياً الفرنسيين إلى التضامن.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن شخصين دخلا إلى الكنيسة خلال القداس، واحتجزا خمسة أشخاص خرج منهم ثلاثة سالمين، وأعلنت إحالة ملف العملية إلى قضاة مكافحة الإرهاب.

وقالت مصادر متابعة للتحقيق لـ«فرانس برس»، إن أحد المهاجمين «معروف لأجهزة مكافحة الإرهاب».

وأضافت أن الرجل حاول في 2015 التوجه ألي فرنسا، لكنه عاد من تركيا وأوقف للتحقيق معه بشبهة الانتماء إلى عصابة على ارتباط بمنظمة إرهابية، ووُضع قيد التوقيف الاحتياطي قبل أن يفرج عنه ويبقى تحت المراقبة.

ويأتي هذا التطور بينما فرنسا في حال تأهب بعد أسبوعين من الاعتداء الذي نفذه تونسي بشاحنة تبريد في مدينة نيس في جنوب فرنسا، وقتل خلاله 84 شخصاً وأصيب أكثر من 350 آخرين، وتبنى الاعتداء تنظيم «داعش».

إلى ذلك، تفقد الرئيس الفرنسي مكان الاعتداء الذي وصفه بأنه «جريمة إرهابية دنيئة»، مشيراً إلى أن الرجلين اللذين قتلتهما قوات خاصة في الشرطة «قالا إنهما ينتميان إلى داعش».

وقال هولاند، في سانت إتيان دو روفريه، حيث رافقه وزير الداخلية، برنار كازنوف: «استهدف الكاثوليك اليوم، لكن كل الفرنسيين معنيون»، داعياً الفرنسيين إلى التضامن وإلى «إقامة كتلة منيعة لا يمكن لأحد أن يصدعها»، وأضاف أن «الخطر يبقى ماثلاً».

وعبر رئيس الوزراء، مانويل فالس، عن «الصدمة من الاعتداء الهمجي» على الكنيسة، الذي أصيبت فيه أيضاً رهينة ثانية لم تعرف هويتها، قالت السلطات إنها «بين الحياة والموت».

وكتب فالس على حسابه على موقع «تويتر» «فرنسا بكاملها وكل الكاثوليك تحت الصدمة في مواجهة الاعتداء الهمجي على الكنيسة» الواقعة في ضاحية مدينة روان.

وأفاد بيان لوكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، نشرته مواقع التواصل الاجتماعي، بأن «منفذَي هجوم كنيسة نورماندي في فرنسا جنديان من التنظيم»، وأنهما «نفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف».

وتشارك فرنسا في حملة الغارات الجوية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة أميركية ضد المتطرفين في سورية والعراق.

ويتزامن الاعتداء مع افتتاح الأيام العالمية للشباب بكراكوفيا في بولندا، وهو تجمع ضخم للكاثوليك يشارك فيه البابا فرانسيس.

وندد الفاتيكان بـ«جريمة همجية»، فيما عبر البابا عن ألمه إزاء العنف الذي استهدف كنيسة ومؤمنين.

وقال بيان صادر عن الكرسي الرسولي «نشعر بالصدمة لحصول هذا العنف الرهيب في كنيسة، في مكان مقدس يجسد حب الله، إزاء هذه الجريمة الهمجية التي قتل فيها كاهن وأصيب مؤمنون».

وأضاف أن البابا «أُبلغ بالخبر، ويشارك (الفرنسيين) الألم، ويدين بشدة كل أشكال الكراهية ويصلي للضحايا».

وقال «هذا الخبر المروع الجديد يضاف إلى سلسلة أعمال عنف خلال الأيام الأخيرة أصابتنا بالصدمة وأثارت ألماً كبيراً وقلقاً»، ناقلاً تضامن الفاتيكان مع الرعية المستهدفة والشعب الفرنسي.

وفي كراكوفيا، أعلن اسقف روان، دومينيك لوبران، أنه سيعود إلى فرنسا «لأن واجبي أن أكون قرب رعيتي».

وأوضح أن الكاهن الذي قتل يدعى جاك هامل وهو في الـ84 من العمر.

وتعرضت فرنسا لثلاثة اعتداءات خلال 18 شهراً، قتل فيها 17 شخصاً في يناير 2015، و130 في نوفمبر، و84 في يوليو 2016. وتخضع لحالة الطوارئ تحسباً لاعتداءات جديدة.

وبعد اعتداء نيس في 14 يوليو، اتهم اليمين الفرنسي الحكومة الاشتراكية بأنها لم تأخذ في الاعتبار بالقدر الكافي التهديدات الإرهابية.

وتوسعت دائرة الغضب لتشمل شرائح في الرأي العام، على عكس التضامن الوطني الذي ساد غداة اعتداءات نوفمبر.

وتم إحباط اعتداءات عدة منذ أكثر من عام، لكن لم يحُل ذلك دون حصول أخرى بينها مثلاً جريمة قتل شرطيين (رجل وامرأة) في منزلهما قرب باريس.

وحذر فالس في 19 يوليو من «اعتداءات أخرى ومقتل أبرياء جدد»، ما أثار انتقادات جديدة ضده اتهمته بالخنوع.

وفي 21 يوليو هدد تنظيم «داعش» بتصعيد هجماته ضد فرنسا في تسجيل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

تويتر