حمد الشرقي ترأس وفد الدولة

اختتام القمة العربية في نـواكشوط بعد اختصارها إلى يوم واحــد

الشرقي خلال ترؤسه وفد الدولة إلى الدورة الـ27 لمؤتمر القمة العربية في نواكشوط. وام

اختتمت، أمس، أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر القمة العربية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بحضور ستة من القادة العرب، بدعوات إلى محاربة الإرهاب، والتنديد بالتدخلات الخارجية التي تغذي عدم الاستقرار في العالم العربي، بعد أن اختصرت القمة إلى يوم واحد، بدلاً من يومين، كما كان مقرراً، فيما ترأس وفد الدولة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة.

وندّد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز في كلمته، أمام القمة بـ«العنف الأعمى للإرهابيين»، وبـ«التدخلات الخارجية التي تغذي عدم الاستقرار في العالم العربي».

واعتبر أن حالة عدم الاستقرار ستتواصل في المنطقة، طالما لم تتم تسوية القضية الفلسطينية، مندداً بسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وتواصل «سياستها الاستيطانية».

ودعا إلى مفاوضات بين الطرفين بضمانات من المجتمع الدولي وآجال محددة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار، عاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

من جهته، أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن استمرار الظروف الدقيقة، والأحداث الخطرة والتطورات المتسارعة التي تعيشها المنطقة العربية، قوضت استقرار المنطقة، وبددت الوقت والجهد على حساب تنمية الدول العربية وتحقيق تطلعات شعوبها.

وقال في كلمة دولة الكويت أمام القمة، إن التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة العربية أضافت أبعاداً جديدة وخطرة للتحديات التي يواجهها العمل العربي المشترك. وشدد على ضرورة إدراك أن المواجهة شرسة، وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي.

وأكد أهمية المواجهة الشاملة بكل الأبعاد التعليمية والتربوية والثقافية والدينية، موضحاً أن هذه المواجهة هي مسؤولية تتحملها الدول العربية، كجزء من المجتمع الدولي بأجهزتها الرسمية والشعبية.

وأضاف أن الوضع في سورية يزداد خطورة، ويتضاعف معه الدمار والقتل والتشريد والمعاناة الإنسانية للأشقاء، على الرغم من جهود المجتمع الدولي المتواصلة.

وحول الوضع في اليمن، قال إن ما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت، وعلى مدى أكثر من شهرين، لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر، لكن الأمل مازال معقوداً على الأطراف المعنية في استئنافها تلك المشاورات، بأن تصل إلى ما يحقق مصلحة وطنهم، ويحقن دماء أبنائهم.

وأضاف ان الوضع في العراق وليبيا والصومال والسودان يبقى مصدر قلق كبير، ومبعث تهديد لأمننا واستقرارنا، فمعاناة الأشقاء في هذه الدول كبيرة، والتحديات التي يواجهونها جسيمة تدعونا جميعاً للوقوف معهم ودعم كل ما يمكّنهم من وضع حد لتلك المعاناة.

وحول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، أكد أن التعنت والصلف الإسرائيلي لايزال يقف حائلاً دون تحقيق السلام الدائم والشامل، المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مشيداً بجهود فرنسا الصديقة، التي استضافت أخيراً، مؤتمراً دولياً حول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، بمبادرة منها تعبر فيها عن حرصها على تحقيق انطلاقة جديدة لمسيرة سلام تقود إلى حل لهذه القضية، معرباً عن أمله أن يكتب لها النجاح.

وحول العلاقة مع إيران، فإن نجاح أي حوار بناء يتطلب توفير الظروف الملائمة له، عبر احترام إيران لقواعد وأعراف القانون الدولي، المتعلقة بحسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

بدوره، دعا رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، في خطابه بافتتاح القمة، إلى وضع «استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب».

ودعا إلى إعادة توجيه الخطاب الديني الذي يستغله المتطرفون لتحقيق غاياتهم في زرع الرعب والقتل والدمار. وحضر القمة رئيس تشاد إدريس ديبي، بصفته الرئيس المباشر للاتحاد الإفريقي ومجموعة الساحل (جي5). وأشاد ديبي بمبدأ تشكيل قوة عربية مشتركة، كما هو الشأن في الاتحاد الإفريقي، ما من شأنه أن يدعم التعاون بين المنظمتين العربية والإفريقية.

وكان أعلن العمل لتشكيل هذه القوة إثر القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، لكن الدول الأعضاء في الجامعة فشلت في الاتفاق بشأنها حتى الآن. وضم جدول أعمال القمة في الأساس خصوصاً قضايا أمنية في المنطقة، التي تكثر فيها بؤر التوتر والنزاعات من ليبيا إلى العراق وسورية واليمن، فضلاً عن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لمحاربة الإرهاب.

تويتر