تصاعد القلق على مصير المدنيين المحاصرين في المدينة

القوات العراقية تواجه مقاومة عنيفة في معركة الفلوجة

صورة

واصلت القوات العراقية، أمس، تقدمها لتحرير مدينة الفلوجة، ثاني أهم معاقل تنظيم «داعش» في العراق، بعد الموصل، على الرغم من المقاومة العنيفة التي تواجهها، فيما يتصاعد القلق الدولي على المدنيين المحاصرين داخل المدينة، الذين يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية.

وقالت القوات العراقية إنها حققت التقدم ألأكبر على المحور الجنوبي لمدينة الفلوجة، بعد اجتيازها جسر النعيمية، منذ بدء عمليات اقتحام المدينة من ثلاثة محاور.

وأعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، أن ثمة مقاومة عنيفة من مسلحي التنظيم المتطرف، وقال لـ«فرانس برس»، أمس، إن مسلحي التنظيم شنوا هجوماً ضد القوات العراقية في منطقة النعيمية، الواقعة عند الأطراف الجنوبية للفلوجة.

وأضاف أن «نحو 100 مسلح من داعش نفذوا الهجوم من دون استخدام عجلات مفخخة أو هجمات انتحارية».

وأكد الساعدي أن القوات العراقية تصدت للهجوم وقتلت 75 مسلحاً، وواصلت تقدمها باتجاه مركز المدينة، من دون أن يدلي بمعلومات عن عدد الضحايا في صفوف القوات العراقية.

بدوره، أكد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات، أن القوات العراقية تصدت للهجوم، وواصلت التقدم باتجاه مركز الفلوجة، على بعد 50 كلم، غرب بغداد.

وأسهم طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والطيران الحربي ومروحيات الجيش العراقي، في التصدي للهجوم، وفقاً للمصدرين.

في السياق، قال ضباط عراقيون، أمس، إن مقاتلي التنظيم قاتلوا بشراسة، أثناء الليلة قبل الماضية، لصد حملة الجيش على حي الشهداء بجنوب شرق مدينة الفلوجة.

وأكد قائد بالجيش وضابط شرطة أن جنود فرقة الرد السريع أوقفوا زحفهم على بعد نحو 500 متر من حي الشهداء.

وقال القائد الذي كان يتحدث في «معسكر طارق» جنوب الفلوجة «تعرضت قواتنا لكثافة نارية كبيرة وكانوا متحصنين بالخنادق والأنفاق».

بدوره، قال العضو في الحشد العشائري، خالد عزيز، إن التنظيم غمر أراضي بالمياه لمنع تقدم القوات العراقية في مناطق جنوب الفلوجة.

وقال إن عناصر «داعش» أطلقوا مياه الآبار والمشروعات الزراعية نحو منطقة البوسواري، الواقعة بين جسر التفاحة وأماكن وجود القطعات العسكرية وأطراف مدينة الشهداء جنوب الفلوجة، لإغراق المنطقة ومنع تقدم القطعات العسكرية والعجلات والمدرعات، وأضاف أن «القوات العراقية تعمل حالياً على منع تدفق المياه».

والفلوجة تحت الحصار منذ أكثر من ستة أشهر، ولا توجد منظمات إغاثة دولية في المدينة، لكنها تقدم المساعدة لمن يتمكن من الخروج منها والوصول إلى مخيمات النازحين.

ويثير الهجوم الأخير قلق هذه المنظمات، إذ إن أكثر من 50 ألف مدني مازالوا محاصرين في أحوال تفتقر إلى الموارد المائية والغذائية الكافية، والرعاية الطبية بها ضعيفة.

وقال الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي، وهو إحدى المنظمات التي تساعد الأسر النازحة من المدينة، يان إيغلاند، إن «الفلوجة تعيش كارثة إنسانية، الأسر في مرمى النيران ولا يوجد مفر».

وأضاف، في بيان، أمس، أنه «على مدى تسعة أيام لم نسمع بنجاح أحد في الفرار من المدينة، باستثناء أسرة واحدة فقط، وينبغي أن تضمن الأطراف المتحاربة خروجاً آمناً للمدنيين قبل فوات الأوان، وقبل أن نفقد المزيد من الأرواح». وقال مصدر من داخل الفلوجة إن «الأهالي يترقبون وصول القوات العراقية لإنقاذهم كونهم يعيشون خطراً متواصلاً».

من جهتها، نقلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، عن شهود، قولهم إن التنظيم يستخدم مئات من العائلات دروعاً بشرية في مدينة الفلوجة العراقية.

وأضافت أن نحو 3700 شخص فروا من الفلوجة منذ بدأ الجيش العراقي حملة قبل أسبوع لاستعادة السيطرة على المدينة.

وقال المتحدث باسم المفوضية، وليام سبيندلر، «لدينا تقارير عن قتلى وجرحى بين المدنيين في وسط مدينة الفلوجة، بسبب القصف العنيف، منهم سبعة من عائلة واحدة في 28 مايو». وأضاف «لدينا تقارير عدة عن استخدام داعش مئات العائلات دروعاً في وسط الفلوجة».

وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن قلقها إزاء الأوضاع الجارية في العراق، وتعرض المدنيين الأبرياء للقتل والتهجير في الحرب الدائرة لتحرير مدينة الفلوجة العراقية.

وأكد الأمين العام للمنظمة، إياد مدني، في بيان، وقوف المنظمة إلى جانب الحكومة العراقية في حربها ضد تنظيم «داعش»، مشيراً إلى ما جاء بوثيقة مكة المكرمة في الشأن العراقي، التي أكدت حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.

تويتر