مخاوف من استخدام «داعش» 50 ألف مدني دروعاً بشرية

القوات العراقية تقتحم الـفلوجة وتستعيد مناطق في محيــطها

عناصر من قوات الأمن العراقية يرفعون شارة النصر خلال تقدمهم إلى مدينة الفلوجة. رويترز

اقتحمت القوات العراقية، أمس، مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور، بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب أكثر القوات العراقية تدريباً وخبرة قتالية، ما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة التي تعد ثاني أهم معاقل تنظيم «داعش» في العراق بعد الموصل، فيما لايزال نحو 50 ألف شخص موجودين في الفلوجة، وسط مخاوف من أن يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية.

وقال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي لـ«فرانس برس»، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة بدأت بغطاء من طيران التحالف الدولي، باقتحام مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور.

وتتقدم القوات من محور السجر (شمال شرق) وتقاطع جسر الموظفين (شرق)، والنعيمية وجسر التفاحة (جنوب)، وفقاً للساعدي، الذي أشار إلى وجود مقاومة من التنظيم.

وأعلن أن أكثر من 50 من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا خلال عملية اقتحام مركز مدينة الفلوجة.

وأضاف أن الاشتباكات اندلعت بين منطقتي النعيمية والشهداء، وان اختيار المنفذ الجنوبي لانطلاق العملية هو بسبب كونها خالية من التجمعات السكانية، لأن الغاية الأساسية من العملية هي حماية المدنيين في الفلوجة، مؤكداً أن العملية «ستنجز أسرع من التوقيتات الموضوعة في خطة التحرير».

وأشار إلى «أن أبرز التحديات التي تواجهنا خلال عملية التقدم هي السيارات المفخّخة والانتحاريين والعبوات والقناصين، وهذه هي أدوات الإرهابيين في ساحة القتال»، موضحاً أن «القوات العراقية أصبحت لديها الخبرة في التعامل مع هذه الوسائل». وقال الساعدي «إن نحو 50 ألف شخص لايزالون موجودين في الفلوجة، ومعلوماتنا كاملة حول حركة وتسليح التنظيم في المدينة والنصر قريب».

من جهته، أكد المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، لـ«فرانس برس» انطلاق العملية، وقال «بدأنا عملياتنا لاقتحام الفلوجة».

ويعني إشراك قوات مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة من العملية، توقع على الأرجح وقوع معارك شوارع داخل المدينة التي شهدت قتالاً شرساً ضد القوات الأميركية في 2004، وصف بالأعنف منذ حرب فيتنام.

وكانت عملية استعادة الفلوجة التي بدأت قبل أسبوع بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ركزت في البدء على استعادة السيطرة على القرى والبلدات المحيطة بالمدينة التي تبعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من بغداد.

وتشارك قوات «الحشد الشعبي»، المشكلة بغالبيتها من فصائل شيعية مدعومة من إيران، في عمليات تحرير الفلوجة.

وقال بيان لخلية الإعلام الحربي، إن «قوات عراقية من الجيش والحشد الشعبي باشرت التقدم إلى منطقة الصقلاوية» الواقعة إلى الشمال الغربي من الفلوجة.

وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، «تحرير منطقة الشيحة» التابعة للصقلاوية.

بدوره، أكد ضابط في الجيش تحرير منطقة البوشجل التابعة للصقلاوية، وتحدث عن مقتل 35 مسلحاً من التنظيم، بينهم خمسة يرتدون أحزمة انتحارية، في البوشجل.

وكان التنظيم سيطر على الصقلاوية مطلع عام 2014، التي كانت ممراً رئيساً لمقاتليه باتجاه الرمادي.

وقبل بدء العملية العسكرية، تمكنت بضع مئات فقط من العائلات من الفرار من المدينة، التي يقدر عدد السكان العالقين فيها حالياً بنحو 50 ألف شخص، ما يثير مخاوف من أن يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية.

ولم تتمكن سوى العائلات التي تسكن أطراف الفلوجة من الفرار مساء السبت الماضي، والتوجه إلى مخيمات اجتمعت فيها أعداد كبيرة أخرى من النازحين.

وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في العراق، ناصر موفلاحي، «نتوقع موجات أكبر من النزوح مع (تزايد) ضراوة القتال». وأضاف أن «مواردنا في المخيم مضغوطة جداً، وقد لا تكفي لتوفير المياه الصالحة للشرب بما يغطي حاجة الجميع».

وتمكن عدد من المدنيين من الفرار سيراً على الأقدام عبر مناطق ريفية خلال ساعات لتجنب التنظيم، باتجاه مناطق وجود القوات العراقية التي انتشرت في الأطراف الجنوبية من المدينة.

وقال أحمد صبيح (40 عاماً)، الذي وصل إلى مخيم للنازحين يديره المجلس النرويجي للاجئين، أول من أمس، «قررت مواجهة كل المخاطر، إما أن أنقذ أطفالي، أو أموت معهم».

وأعلن ضابط كبير في الشرطة عن تمكن القوات العراقية، أمس، من إخلاء 800 مدني، أغلبهم نساء وأطفال، من منطقتي السجر وأبوسديرة (كلاهما شمال الفلوجة)، وفقاً لمصادر أمنية ومحلية.

وتعد الفلوجة، ثاني أكبر المدن الرئيسة التي يسيطر عليها التنظيم في العراق بعد الموصل.

إلى ذلك، واصل التنظيم المتطرف تنفيذ تفجيرات وهجمات دموية استهدف معظمها مدنيين، وقتل 11 شخصاً على الأقل وأصيب اكثر من 40 بجروح، أمس، في ثلاثة تفجيرات أحدها سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت مناطق متفرقة في بغداد وشمالها.

 

تويتر