«الحشد» يؤكد بدء المعركة الأخيرة لاستعادة المدينة خلال أيام

«القوى العراقية» يحذر من تعرض الفلوجة لاستهداف طائفي

صورة

حذر تحالف القوى العراقية (الممثل الأكبر للسنة بالبرلمان العراقي)، أمس، من تعرض مدينة الفلوجة لاستهداف طائفي، خصوصاً مع إصدار بعض قيادات وعناصر الحشد تصريحات وشعارات مسيئة لأهلها، فيما أكد «الحشد الشعبي» أن المعركة النهائية لاستعادة المدينة من تنظيم «داعش» ستبدأ خلال أيام وليس أسابيع.

ورفض رئيس تحالف القوى العراقية، أحمد المساري، ما يتردد عن وجود مبالغة وتضخيم في مخاوف سنة العراق من قرار إشراك ميليشيات «الحشد الشعبي» في عملية تحرير مدينة الفلوجة من «داعش»، التي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، مشدداً على أن عملية القصف العشوائي التي تتعرض لها المدينة في الوقت الراهن، وما شهدته مدن أخرى ذات أغلبية سنية من انتهاكات واسعة من قبل ميليشيات الحشد خلال وبعد عملية تحريرها، تدعم وبقوة احتمالية تعرض الفلوجة لاستهداف طائفي، خصوصاً مع إصدار بعض قيادات وعناصر الحشد تصريحات وشعارات مسيئة لأهلها.

وقال «نخشى أن تؤدي مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير الفلوجة لعرقلتها بدلاً من تحقيق النصر، إذا استغل الحشد الشعبي محاربة داعش لاستهداف السنة بالمدينةـ فهذا سيدفع بالكثير من الأهالي، خصوصاً الشباب في الفلوجة، وفي غيرها، للانخراط في ذلك التنظيم الإرهابي، أي أن داعش مع الأسف سيكون هو المستفيد الوحيد».

وأضاف «الكل اليوم لديه هذا التخوف بقيام الحشد بانتهاكات وممارسات طائفية ضد السنة».

ولفت المساري إلى «عملية القصف العشوائي الذي تعرضت له الفلوجة خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي أوجد شعوراً بأن هناك استهدافاً واضحاً للمدنيين».

وحول ما أعلنته قيادات «الحشد الشعبي» من تعهد بعدم دخول الحشد الشعبي الفلوجة، قال المساري «سمعنا تصريحات لبعض قيادات الحشد، أكدوا فيها بشدة على أنهم سيدخلون الفلوجة، ومنهم الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، كما أطلق بعضهم، مثل الأمين العام للواء أبوالفضل العباس، اوس الخفاجي، وبتصريحات فيها نهج واستفزاز طائفي ضد المدينة وأهلها،

مثلت إهانة لهم، بوصفه لمدينتهم بأنها منبع الإرهاب بالعراق».

وأعرب المساري عن تخوفه من أن تكون هناك أسباب طائفية وراء رغبة ميليشيات الحشد في الدخول للفلوجة.

من جهته، قال زعيم «منظمة بدر»، أحد أكبر الجماعات الشيعية المسلحة التي تشارك مع الجيش العراقي في عملية استعادة الفلوجة، إن المعركة النهائية لاستعادة المدينة ستبدأ خلال أيام وليس أسابيع.

وأضاف أن المرحلة الأولى من العملية التي بدأت يوم الاثنين أوشكت على الانتهاء، مع استكمال التطويق الكامل للمدينة التي تقع على بعد 50 كيلومتراً إلى الغرب من العاصمة بغداد.

وتحدث العامري وهو يرتدي الملابس العسكرية للتلفزيون الرسمي من موقع العمليات، بينما كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يقف إلى جانبه وهو يرتدي زي قوات مكافحة الإرهاب العراقية الأسود.

وكان العامري قد قال سابقاً إن ميليشات «الحشد الشعبي» ستشارك فقط في عمليات التطويق، وستترك للجيش مهمة اقتحام المدينة.

وأكد أن «الحشد» لن يدخل المدينة إلا إذا فشل هجوم الجيش. في السياق، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن تنظيم «داعش» منع نحو 50 ألف مدني من الفرار من الفلوجة.

وكان عدد سكان الفلوجة قبل الحرب أكبر ست مرات مما هو عليه الآن. وناشد العامري المدنيين المغادرة من خلال معبر السلام بالجنوب الغربي.

وتحدثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تقارير عن حالات وفيات بسبب الجوع بين من تمكنوا من الفرار من المدينة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ، إن نحو 800 شخص فقط تمكنوا من الفرار حتى الآن، معظمهم نزحوا من مناطق على مشارف الفلوجة.

وأكدت أن «الغذاء شحيح جداً، حتى أننا نسمع روايات عن أن الناس يتقوتون على أرز انتهى تاريخ صلاحيته، وعلى التمر».

وأضافت «يعتمدون على موارد مياه غير آمنة، منها مياه الصرف في قنوات الري»، كما أن المنشآت الصحية والأدوية غير متوافرة.

من ناحية أخرى، تظاهر آلاف العراقيين، أمس، في وسط بغداد، للمطالبة بإصلاحات لتحسين أوضاع البلاد، وحاول بعضهم اجتياز حواجز أمنية للوصول إلى المنطقة الخضراء، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم. وفي خطوة استباقية، قطعت قوات الأمن صباح أمس، ثلاثة جسور رئيسة، تؤدي إلى المنطقة الخضراء، بهدف منع اقتحامها من قبل المتظاهرين، وفقاً لضابط برتبة عقيد. وارتدى البعض من المتظاهرين أقنعة واقية للغاز، لمواجهة الإجراءات الأمنية.

تويتر