مشاركون في أعمال «مؤتمر حروب الجيل الرابع» يحمّلون «الربيع العربي» مسؤولية سلبيات المنطقة

العدالة والانتماء الوطني وتعزيز الهوية أدوات مواجهة الحروب الإلكترونية

صورة

توقع خبراء عسكريون واستراتيجيون محاضرون في «مؤتمر الجيل الرابع من الحروب»، الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، استمرار ظاهرة التطرف والإرهاب باستخدام تقنيات حروب الجيل الرابع، في المنطقة، خلال الفترة المقبلة، وفقاً للتقديرات الاستراتيجية، مؤكدين أن مواجهة هذه الحروب تتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن الاجتماعي، وتقوية الانتماء الوطني وتعزيز الهوية، والعمل على تحسين معيشة المواطن.

اللواء محمد عبدالعزيز موسى:

«دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً لمحاربة الإرهاب في المنطقة، وهي تتفق في ذلك مع رؤية مصر».


محمد الحمادي:

«حروب الجيل الرابع هي حروب أيديولوجية تدار بالـ(ريموت كونترول) حيث يتحكم اللاعب الرئيس في المقاتلين عن بُعد».


مواجهة الإرهاب

مواجهة الإرهاب وحروب الجيل الرابع، تتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن الاجتماعي، وتقوية الانتماء الوطني، وتعزيز الهوية، والعمل على تحسين معيشة المواطن من خلال تعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول، ورفع مستويات الدخول، بالإضافة إلى تعزيز القيم الأخلاقية ونشر سماحة الأديان.

تنامي الجماعات المتطرفة

ما تشهده دول عدة في عالمنا العربي، ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام، يمثل تجسيداً حقيقياً لحروب الجيل الرابع، خصوصاً في ما يتعلق بتنامي الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، التي تسعى إلى التغلغل في المجتمعات، ونشر أفكارها الهدامة، من خلال استغلال ثورة الاتصالات في الترويج لأفكارها ومحاولة غسل عقول الشباب وتجنيدهم باسم الدين.

 

واعتبروا، خلال الجلسات النقاشية للمؤتمر الذي اختتم أعماله، أمس، أن ما يسمي «الربيع العربي» أدى إلى حدوث سلبيات كبيرة، إذ كبّد المنطقة خسائر تزيد على 800 مليار دولار، جاء معظمها في البنى التحتية والنواتج المحلية للدول التي شهدت الثورات.

وتفصيلاً، أكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، أهمية قيام المراكز البحثية والاستراتيجية بدورها في مساعدة صانعي القرار على كيفية مواجهة التحديات التي تواجه دولاً عربية كثيرة في هذه المرحلة، وتوعية الشعوب العربية في الوقت ذاته بطبيعة المخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي.

وقال السويدي، في كلمته خلال اختتام أعمال «مؤتمر الجيل الرابع من الحروب»، الذي عقد على مدى يومين في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: «ما تشهده دول عدة في عالمنا العربي، ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام، يمثل تجسيداً حقيقياً لحروب الجيل الرابع، خصوصاً في ما يتعلق بتنامي الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، التي تسعى إلى التغلغل في المجتمعات، ونشر أفكارها الهدامة، من خلال استغلال ثورة الاتصالات في الترويج لأفكارها، ومحاولة غسل عقول الشباب وتجنيدهم باسم الدين، خصوصاً أن السيطرة على الفضاء الإعلامي لم تعد ممكنة في ظل التكنولوجيا الإعلامية الحديثة، وأصبح من الصعب ملاحقة أو مراقبة هذا الكمّ الكبير من وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت التي تروج للفكر الإرهابي وتدعو إليه».

وفي الكلمة الرئيسة لفعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، أشاد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصري، اللواء أركان حرب محمد عبدالعزيز موسى، بالدور المحوري الذي تقوم به دولة الإمارات لمحاربة الإرهاب في المنطقة، موضحاً أنه يتوافق مع رؤية مصر، وجهود الدولتين في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.

وكشف موسى عن أن معظم التقديرات الاستراتيجية تشير إلى استمرار ظاهرة الإرهاب خلال الفترة المقبلة، قائلاً: «إن مواجهة الإرهاب وحروب الجيل الرابع، تتطلب تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن الاجتماعي، وتقوية الانتماء الوطني، وتعزيز الهوية، والعمل على تحسين معيشة المواطن من خلال تعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول، ورفع مستويات الدخول، بالإضافة إلى تعزيز القيم الأخلاقية ونشر سماحة الأديان، ودعم القوات العسكرية وتسليحها وتدريبها بما يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة».

وفي ورقة عمل خلال المؤتمر، قال رئيس تحرير جريدة «الاتحاد» الإماراتية، محمد الحمادي: «إن حروب الجيل الرابع هي حروب أيديولوجية تدار بالـ(ريموت كونترول)، من خلال تحكم اللاعب الرئيس في المقاتلين عن بُعد، ومن دون تكبد أي خسائر».

وأكد الحمادي أن الإعلام أصبح أداة من أدوات حروب الجيل الرابع، حيث شهدت الفترة الماضية تغيراً حقيقياً في دور الإعلام، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 1400 قناة فضائية في الشرق الأوسط، كثير منها يثير الفتنة أو ينشر الترفيه الذي لا يكون مفيداً للأمة في هذا الوقت.

وأضاف: «نحن كإعلاميين نرى أن التحدي الكبير الذي نعيشه اليوم هو كيف نستطيع التعامل مع الواقع الجديد الذي يفرضه علينا التغير، ربما وسائل التواصل الاجتماعي مهمة، لكن الإعلام التقليدي مثل الصحف مهم جداً في التأثير، وهناك تقرير، صدر منذ أيام، أكد أن 60% من الشباب العربي يستمد أخباره من القنوات الفضائية الإخبارية، الأمر الذي يؤكد أن هذه القنوات لاتزال المصدر الرئيس للأخبار».

وخلال المؤتمر، قدّم عميد كلية الدفاع الوطني في دولة الإمارات، الدكتور جون بالارد، ورقة عمل بعنوان «هل تلتزم حروب الجيل الرابع أخلاقيات الحرب والمعاهدات الدولية؟»، أشار خلالها إلى أن مصطلح الجيل الرابع من الحروب لا يعبر عن شيء جديد في الحرب.

وقال: «لقد ساد محتواه قروناً عدة، إذ يمثل جزءاً لا يتجزأ من طبيعة الحرب نفسها، وإن هذه الظاهرة، التي يسعى المصطلح إلى وصفها، تمثل مشكلات كبيرة في الأخلاقيات والقانون الدولي».

فيما قدّم المحاضر أول بكلية الدراسات العليا للبحرية الأميركية، الدكتور كاليف سيب، ورقة أخرى بعنوان «مستقبل الحروب: ماذا بعد الجيل الرابع؟»، مشيراً إلى أن فهم القضايا المصاحبة لهذا السؤال يساعد على دعم القرارات السياسية والعسكرية حول التخطيط، ووضع ميزانية الأمن القومي، ومن أجل رسم إطار من الواقعية من الضروري دراسة التنبؤات والتوقعات السابقة بشأن مستقبل الحروب.

تويتر