مشاركون أكدوا خلال مؤتمر نظّمه مركز الإمارات للدراسات أن دولاً تواجه خطر التفكك

دول الخليج الأكثر قدرة على مواجهة الجيل الرابع من الحروب

المتحدثون ركزوا على اهمية تحقيق تنمية اقتصادية جيدة تضمن عدم تبني الشباب للفكر المتطرف وانضمامهم للجماعات الارهابية.

اعتبر مشاركون في فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الجيل الرابع من الحروب، أمس، أن دول الخليج هي الأكثر قدرة، بين مختلف دول المنطقة، على مواجهة حروب الجيل الرابع وإجهاضها استباقياً، لما تمتلكه من قدرات وإمكانات ومقومات عالية للوعي المجتمعي والسياسي.

حامد بن زايد: «الإخوان» و«حزب الله» استغلا حروب الجيل الرابع

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/05/8ae6c6c5502ee51c0154bae223d77520b5%20(1).jpg

أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أن جماعة الإخوان المسلمين و«حزب الله»، هما أكثر الجهات التي تمكنت من استغلال ما يسمى «الربيع العربي» في تحقيق واقع سياسي جديد، ومكاسب ملموسة على الأرض، وذلك من خلال الاستعانة بأدوات وتقنيات حروب الجيل الرابع.

وقال سموه، في مداخلة أجراها خلال جلسة الاعتبارات الاستراتيجية لحروب الجيل الرابع: «من الضروري تسمية الأمور بأسمائها الصحيحة، فجماعة الإخوان و(حزب الله) استخدما مفاهيم النضال في خداع شعوب دولهما، بهدف التأثير فيهم وتجييشهم، ولذلك يجب علينا التركيز على إيجاد الأساليب العلمية اللازمة لمواجهة هذه الجماعات وأفكارها وأهدافها، مع العمل على تغيير وتطوير المفاهيم التي تستعين بها».

وأضاف: «المشكلة أن العالم ينظر إلى مفهوم الإرهاب من منظور دولي واسع، بينما نحن نراه من منظور مختلف وأكثر واقعية، لأننا معنيون به، ونعاني منه ومن مسببيه الحقيقيين أكثر على الأرض».


الصفات التي تميز الحروب التي تشهدها بعض دول المنطقة هي الطبيعة الغامضة للصراع، خصوصاً مع عدم وضوح الفرق بين قادة الحرب والسلم، وبين المقاتلين والمدنيين، فهي حروب لا تعترف بالسيادة ولا بالقوانين الدولية، ولا تحكمها قوانين الصراع المسلح، ولا أخلاقيات الحرب.

الجيل الرابع من الحروب يعد حرباً بالوكالة، والقيادة من الخلف تعمل على إسقاط الدولة المستهدفة، دون الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي مباشر..


البواردي: التنظيمات الإرهابية تقوم بأعمال لم يعهدها العالم من قبل

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/05/8ae6c6c5502ee51c0154bae223d77520b5%20(2).jpg

أكد وزير الدولة لشؤون الدفاع، محمد أحمد البواردي، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أن ما يحدث في المنطقة في الوقت الراهن من قيام المجموعات والتنظيمات الإرهابية بأعمال إرهابية، لم يعهدها العالم من قبل، يدل على دخولها مرحلة جديدة من حروب الجيل الرابع، حيث أصبحت الجماعات الإرهابية تسيطر على مساحات واسعة من الأرض في ظل غياب النظام والقانون، وتمتلك الموارد الاقتصادية التي تساعدها على زيادة نفوذها ونقل عملياتها عبر الحدود الدولية.

وشدد على دور المجتمع الدولي في دعم الدول التي تتعرض للإرهاب، وعدم تركها للخضوع ضحية للتنظيمات والمجموعات الإرهابية.ولفت البواردي إلى أن الجماعات والتنظيمات والكيانات الإرهابية تستخدم وسائل وتقنيات جديدة غير تقليدية، للعمل على خلق انهيار اجتماعي داخلي في بعض الدول، موضحاً أن مواجهة هذه الجماعات تأتي عبر الاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة من الماضي.

وحذروا، خلال المؤتمر الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على مدى يومين، من خطورة بعض منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج في هذا النوع من الحروب، لما تقوم به من بث حالة احتقان لدى بعض الشعوب، واستغلال وسائل الإعلام الحديثة والتقليدية.

وشهدت نقاشات المؤتمر مداخلة من سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أكد خلالها أن جماعة الإخوان المسلمين و«حزب الله»، هما أكثر الجهات التي استعانت بأدوات وتقنيات حروب الجيل الرابع، لاستغلال ما يسمى «الربيع العربي» في تحقيق واقع سياسي جديد، ومكاسب ملموسة على الأرض.

بدوره، أكد وزير الدولة لشؤون الدفاع، محمد أحمد البواردي، أن الجماعات والتنظيمات والكيانات الإرهابية تستخدم وسائل وتقنيات جديدة غير تقليدية، للعمل على خلق انهيار اجتماعي داخلي في بعض الدول، فيما تحدّث الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، سيف سلطان العرياني، عن الأدوات الخارجية والداخلية اللازمة لمواجهة حروب الجيل الرابع.

صراعات أكثر تعقيداً

وتفصيلاً، ذكر المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، في كلمة افتتاح المؤتمر، أن الجيل الرابع من الحروب جعل الصراعات الراهنة التي تشهدها بعض دول المنطقة أكثر تعقيداً من ذي قبل، لأن القائمين بهذه الحروب يكونون، في بعض الأحيان، أطرافاً غير منظورة، تسعى إلى إثارة الفوضى وعدم الاستقرار داخل الدول والمجتمعات، ولهذا كان من الضروري تسليط الضوء على سمات هذه الحروب وأدواتها المختلفة، واستشراف آفاقها المستقبلية، من أجل الاستعداد الجيد لمواجهتها بشكل فاعل وبنّاء.

وقال السويدي إن «الجيل الرابع من الحروب مفهوم يعبر عن الصراع الذي يتميز بعدم المركزية من حيث تغير أسس الحرب وعناصرها، ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب إلى المفهوم الواسع، حيث توظف القوى الناعمة في هذه الحروب إلى جانب الأدوات العسكرية (القوى الصلبة)، حيث الدولة التي تواجه ميليشيات عسكرية ومجموعات إرهابية»، مؤكداً أن هناك وسائل إعلام وقنوات تخدم التنظيمات والميليشيات من خلال العمل على إنهاك الخصم وتدميره بشكل منهجي، وتشتيت الرأي العام، حتى يتمكن الطرف المسيطر على الوسيلة الإعلامية من تحقيق أهدافه وتحطيم الخصم تماماً.

وشدد على أن الحاجة الى دراسة مفهوم الجيل الرابع من الحروب تتعاظم بشكل كبير، في ظل تغير طبيعة الصراعات الدولية والإقليمية، واحتدام التنافس الدولي، والرغبة في الهيمنة على العالم، وتضخم شبكة العلاقات الدولية مع ظهور فاعلين جدد، يتجاوز تأثيرهم الحدود الوطنية التقليدية، مستغلين تقدم وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المتطورة.

إدارة الحرب عن بعد

فيما قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، سيف سلطان العرياني، إن «كل جيل من الحروب جاء ليعالج سلبيات الجيل السابق، والجيل الرابع من الحروب يمثل نوعية جديدة، تختلف بصورة جذرية عن الجيل المعروف في الحروب، الذي كانت تقوده الجيوش، إذ إن حرب الجيل الرابع يتراجع فيها دور القوات المسلحة، وتحل مكانها قوات أخرى، تستطيع إدارة الحرب عن بعد».

وأضاف: «الجيل الرابع من الحروب يعد حرباً بالوكالة، والقيادة من الخلف تعمل على إسقاط الدولة المستهدفة، دون الحاجة الى تدخل عسكري خارجي مباشر، من خلال استهداف زعزعة استقرارها بصور متعددة، وتنفيذها من مواطني الدولة نفسها، تمهيداً لفرض واقع جديد يضمن تحقيق مصالح الخصم».

وتابع: «يرتكز هدف هذه الحروب على القضاء على قوى الدولة المستهدفة، ونشر الفوضى فيها، ما يجعل من السهل السيطرة عليها، إذ يهدف إلى تفتيت مؤسسات الدولة الأساسية، والعمل على انهيارها، مالياً واقتصادياً، وتفتيت وحدة الشعوب».

وتناول أدوات حروب الجيل الرابع، موضحاً أنها تنقسم إلى داخلية وخارجية، حيث تعمل الأدوات الداخلية على زعزعة الاستقرار، وإنهاك قوى الدولة، وإسقاطها من الداخل، بينما تعمل الأدوات الخارجية على حرمان النظام الحاكم من الاستفادة من أي مساعدات خارجية، إقليمية أو دولية، عن طريق تشويه صورة نظامها السياسي من ناحية، وإضعاف مواردها الاقتصادية من ناحية أخرى.

الوجه المتغير للحرب

وشهدت الجلسة الأولى للمؤتمر، التي أدارها رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك، علي محمد بن صبيح الكعبي، نقاشاً حول استكشاف الوجه المتغير للحرب، تحدث خلاله الباحث بجامعة الدفاع الوطني الأميركية، الدكتور توماس هامز، عن الإرهاب الذي تحركه فكرة، موضحاً أن التكنولوجيا وحدها لا يمكنها الانتصار في الحروب، بل هناك وسائل أخرى تتم عبر الإنهاك السياسي لمتخذي القرار في الدول المستهدفة.

فيما تحدث الأستاذ المشارك بجامعة كينجز البريطانية، الدكتور رود ثورنتون، عن كيفية استخدام أنصار الجيل الرابع من الحروب للتكتيكات والتقنيات، والإجراءات التي من شأنها إحداث تأثير استراتيجي في العدو.

الخليج وحروب الجيل الرابع

وتناولت الجلسة الثانية، التي أدارها قائد كلية القيادة والأركان المشتركة، اللواء ركن أحمد علي حميد آل علي، نقاشاً حول الاعتبارات الاستراتيجية لحروب الجيل الرابع، وتحدث المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بجمهورية مصر العربية، اللواء هشام الحلبي، خلالها بالقول إن دول الخليج هي الأكثر قدرة، بين مختلف دول المنطقة، على مواجهة حروب الجيل الرابع وإجهاضها استباقياً، لما تمتلكه من قدرات وإمكانات ومقومات عالية للوعي المجتمعي والسياسي.

وقال الحلبي: «عند إعداد أي استراتيجية لمواجهة حروب الجيل الرابع، يجب أن تكون أدواتها موجودة بالفعل، وجزء كبير منها يمكن تنفيذه، وإلّا ستكون مجرد نظريات”فيما تحدث عضو مجلس النواب، رئيس مدينة الإنتاج الاعلامي وزير الإعلام المصري السابق، أسامة هيكل، عن أن حروب الجيل الرابع تعتمد اعتماداً أساسياً على عوامل عدة، أهمها انتشار الفساد، والركود الاقتصادي، وسوء الأحوال المعيشية، وانخفاض مستويات التعليم، وتفشي الجهل، والتضييق السياسي، وسوء التعامل الأمني، وعدم نزاهة الانتخابات، مؤكداً أن هذه العوامل تسبب احتقاناً داخل المجتمع، يقود بشكل طبيعي إلى إفراز رغبة حقيقية لدى الشعب في التغيير.

تويتر