طالب بإلزام إسرائيل بمعايير أساسية لمفاوضات جادة

خليفة يجدّد في رسالة للأمم المتحدة تضامن الإمارات مع الشعب الفلسطيني

طالب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، المجتمع الدولي بضرورة إنقاذ عملية السلام، واتخاذ إجراءات كفيلة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى المبارك، من خلال إلزام إسرائيل بمعايير أساسية لمفاوضات جادة تستند مرجعيتها إلى أسس «حل الدولتين»، مؤكداً ضرورة أن تكون هذه المعايير كفيلة بإنهاء مظاهر الاحتلال كافة للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية وإتاحة الفرصة لإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشريف التي تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام دائمين، فيما حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، من تدهور النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، بحيث يمكن أن «يخرج عن السيطرة»، داعياً الطرفين إلى التوصل سريعاً إلى حل.

وفي التفاصيل، جاءت تصريحات صاحب السمو رئيس الدولة، خلال رسالة التضامن التي وجهها إلى رئيس لجنة الأمم المتحدة، المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بول فودي سيك، بمناسبة الاحتفال السنوي العالمي بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق 29 من شهر نوفمبر من كل عام.

• كيري يحذّر من خروج النزاع عن السيطرة

• استشهاد شاب فلسطيني في حادث طعن بالخليل

وقال سموه، خلال رسالته، إن السياسات الخطيرة التي تمعن إسرائيل في ممارساتها يومياً، سواء في القدس أو على امتداد المدن والقرى في الضفة الغربية المحتلة، لا تستهدف فقط تحويل طابع الصراع - الناجم بالأصل عن احتلالها للأراضي الفلسطينية - إلى صراع ديني فحسب، وإنما أيضاً للتغطية على مخططاتها الاستيطانية الجديدة المنهجية، التي تستهدف الاستيلاء على المزيد من الأراضي والممتلكات والثروات الفلسطينية، وطرد وتهجير مزيد من الفلسطينيين من أراضي آبائهم وأجدادهم.

وجدد سموه موقف الإمارات الثابت والمبدئي في مساندة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وضرورة الاعتراف الدولي الكامل بدولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، مديناً السياسات والممارسات الإسرائيلية الاستفزازية كافة، وانتهاكاتها المتكررة الخطيرة.

وشدد سموه على أن هذه الممارسات باطلة ولاغية وغير قانونية، وتشكل خرقاً مادياً وقانونياً وسياسياً فاضحاً لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وقرارات الشرعية الدولية، لاسيما القرارين 242 و338، ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وحمّل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن العواقب الوخيمة، التي قد تترتب عن سياساتها التصعيدية في الأراضي الفلسطينية، والمتعارضة شكلاً ومضموناً مع الجهود الرامية إلى تحقيق التسوية العادلة للقضية الفلسطينية.

وحث سموه منظمة الأمم المتحدة على توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، محذراً من أن فشل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، في تصويب الوضع الظالم المتمثل في الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وانتهاكاته الصارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني، سيعمق أكثر من حالات الإحباط واليأس وعدم الاستقرار، التي أسهمت خلال السنوات الأخيرة في ظهور تهديدات العنف والتطرف والإرهاب الخطيرة، والتي تعصف حالياً ببعض الأجزاء من منطقتنا والعالم برمته.

وفي بوسطن، حذر كيري من تدهور النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال فور وصوله إلى بوسطن بعد لقائه قادة الطرفين، خلال زيارة إلى المنطقة: «إننا قلقون للغاية حيال العنف، وإمكانية خروج الوضع عن السيطرة».

وأضاف «في الأشهر الماضية قمنا بتشجيع الطرفين على اتخاذ خطوات إيجابية لخفض حدة التوتر، وإبداء التزام صادق بالعمل من أجل حل الدولتين». وتابع «أعتقد أننا قد نصل إلى نقطة محورية، يكون فيها على الطرفين اتخاذ قرارات مهمة من أجل المستقبل، ونأمل بالتأكيد أن يقوموا بالخيارات التي ستشجع آفاق سلام دائم».

يأتي ذلك، في وقت اقتحمت فيه عناصر من غلاة المستوطنين اليهود، بينهم حاخامات، أمس، المسجد الأقصى من باب المغاربة، تحرسها قوة معززة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقال أحد العاملين في الأقصى إن أحد الحاخامات قدم شروحات مزورة وافتراءات حول الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى.

واستشهد، أمس، شاب فلسطيني برصاص الاحتلال، بعد ان أقدم على طعن إسرائيلي وإصابته بجروح بالغة قرب الخليل، كما استشهد الفتى إبراهيم عبدالحليم داوود (16 عاماً) متأثراً بجروح جراء اصابته برصاصة في القلب قبل أسبوعين خلال مواجهات مع الاحتلال.

تويتر