عبدالله بن زايد يشارك في المحادثات بحضور 17 دولة

تقدم في لقاء فيينا حول ســورية واجتماع جديد خلال أسبوعين

صورة

انتهى الاجتماع الدولي حول سورية الذي عقد في فيينا أمس، بنقاط توافق لكن بخلاف كبير حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، على أن يعقد اجتماع جديد خلال أسبوعين، فيما شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في المحادثات غير المسبوقة، بحضور 17 دولة، بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، سعياً للتوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي يمزق سورية منذ عام 2011.

وناقش ممثلو 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية في فيينا، أمس، إمكانات التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي يمزق سورية منذ نحو خمس سنوات، وانتهوا الى تحديد موعد للقاء جديد بعد أسبوعين.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عقب نهاية الاجتماع، «لقد تطرقنا إلى كل الموضوعات حتى الأكثر صعوبة منها. هناك نقاط خلاف لكننا تقدمنا بشكل كاف يتيح لنا الاجتماع مجدداً بالصيغة نفسها خلال أسبوعين».

وأكد أن «هناك نقاطاً لانزال مختلفين حيالها، وأبرز نقطة خلاف هي الدور المستقبلي لبشار الأسد».

وأضاف «إلا أننا اتفقنا على عدد معين من النقاط، خصوصاً حول الآلية الانتقالية وإجراء انتخابات، وطريقة تنظيم كل ذلك ودور الأمم المتحدة».

من جهتها، قالت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني، إن «مشكلات كبيرة لاتزال قائمة إلا أننا توصلنا الى نقاط اتفاق. هذا الاجتماع لم يكن سهلاً إلا أنه كان تاريخياً».

وأضافت أن الاتصالات الدولية اللاحقة حول سورية ستجرى تحت إشراف الأمم المتحدة.

وسورية غير ممثلة في المفاوضات التي يشارك فيها أيضاً الإمارات، والعراق والأردن ومصر ولبنان وعمان وتركيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إلى جانب مشاركة الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ويعتبر الاجتماع أول خطوة مهمة سعياً إلى تسوية سياسية للنزاع، وحل الخلافات العميقة حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وجلس وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على رأس طاولة الاجتماع الأول الذي يشارك فيه كبار اللاعبين الرئيسين في النزاع.

من جهته، اتخذ وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مكاناً أبعد ما يمكن عن مقعد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في قاعة الاجتماعات في فندق «إمبريال».

وأعرب مسؤولون أميركيون، تدعم بلادهم جنباً إلى جنب مع حلفائها العرب والأتراك المعارضة السورية، عن الأمل بحذر من أن المشاركين سيتفقون على الخطوط العريضة لانتقال من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تنحي الأسد.

بدوره، عبّر كيري عن وجود آمل حيال المحادثات، لكنه حذر من توقع حل فوري.

وقال قبيل الاجتماع «لدي آمال لا أصفها بالتفاؤل. آمل في أن نتمكن من التوصل إلى طريقة للمضي قدماً، إنه أمر صعب».

وروسيا التي تشن منذ شهر غارات جوية مكثفة ضد المعارضين المسلحين للأسد، وتنظيم «داعش» والجماعات الإسلامية، تحض أيضاً على التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية في سورية،

لكن تم رفض الفكرة من قبل المعارضة التي تقول إن إجراء انتخابات سيكون مستحيلاً في ظل الظروف الراهنة، مع الملايين من النازحين السوريين والمدن المهدمة، وسيطرة المتطرفين والجماعات المسلحة الأخرى على ثلثي مساحة البلاد.

وينظر إلى جلوس إيران والسعودية على طاولة واحدة بوصفه تقدماً.

وأكد وزير الخارجية السعودي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن الرياض تتمسك برأيها بان الأسد يجب أن يتنحى عن منصبه بسرعة.

قال «سيغادر إما من خلال عملية سياسية أو سيتم خلعه بالقوة».

لكن روسيا وإيران اوضحتا أيضاً أن للأسد الحق في لعب دور في المرحلة الانتقالية وحكومة وحدة والانتخابات في وقت لاحق.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن موسكو وواشنطن «تختلفان جوهرياً» بشأن القضية السورية.

وأضاف لوكالة «انترفاكس» للأنباء، أن «استخدام القوة بأي شكل من الأشكال في سورية من دون موافقة الحكومة الشرعية في هذا البلد لن يكون مقبولاً بالنسبة لنا».

من جهته، ذكر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، أن موسكو مستعدة لدعم مشاركة الجيش السوري الحر الذي يدعمه الغرب في التسوية السياسية للصراع.

ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن بوغدانوف قوله للصحافيين «بشكل عام نؤيد مشاركتهم ككيان».

وأضاف أن عملية السلام تعتمد بشكل كبير على تشكيل المعارضة السورية المشتتة برنامجاً سياسياً موحداً.

ونقل عن نائب الوزير قوله «يتعين أن تتفهم المعارضة السورية ما تريده، وتنسق توجهات مشتركة، وتشكل وفداً يروج لتلك التوجهات في المفاوضات مع الحكومة السورية».

من جهته، قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، جورج صبرة، إن أي خطة سلام لسورية تسمح للأسد بالمشاركة في انتخابات مبكرة بعد مرحلة انتقالية ستكون ضرباً من «الجنون»، لأنه أصل المشكلة، وإجراء انتخابات على مستوى البلاد أمر مستحيل.

وأضاف «من المجنون الذي يصدق أنه في ظل هذه الظروف في سورية يمكن لأي شخص أن يجري انتخابات؟».

وقال قائد «الفرقة 13» أحمد السعود، إنه «في ظل هذه الفوضى لن تكون هناك انتخابات حقيقية، لذلك نرفضها بشكل قاطع».

ورفض صبرة فكرة أن يترشح الأسد في أي انتخابات مبكرة، قائلاً إن الأسد وحلفاءه في إيران وروسيا وجماعة «حزب الله» اللبنانية هاجموا الشعب السوري، وتسببوا في صعود المتشددين.

وكان دي ميستورا قد قال في وقت سابق، أمس، إن مفاوضات فيينا بشأن سورية يمكن أن تكون بمثابة «ضوء في نهاية النفق».

وأضاف لوكالة الأنباء النمساوية «إيه.بي.إيه» إن «أهم جانب في تلك المحادثات هو أنها تجرى، وأن جميع الدول التي لديها نفوذ في الصراع الحالي في سورية تشارك فيها».

تويتر