سكان عدن إلى الشواطئ والأسواق بعد عودة الأمن والاستقرار

المقاومة تتقدم في أبين.. وتتجه للسيطرة على عاصمة لحج

الرئيس هادي خلال زيارته لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض أول من أمس. رويترز

حققت القوات اليمنية والمقاومة الشعبية، أمس، مزيداً من التقدم الميداني في محافظة أبين، حيث سيطرت على مناطق عدة، وبعد أن باتت على وشك السيطرة على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، اقتربت المقاومة من السيطرة على مدينة الحوطة عاصمة المحافظة، يأتي ذلك في وقت أكد محافظ عدن، نايف البكري، أن الأمن والاستقرار يسودان المحافظة حالياً، حيث عاد السكان إلى الشواطئ والأسواق، كما عادت الحياة بشكل تدريجي إلى مدينة كريتر، وذلك بعد تحريرها من ميليشيا الحوثي وأعوانهم.

وتفصيلاً، سيطرت قوات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على بلدة العين في محافظة أبين، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس السابق علي عبدالله صالح أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المتمردين. وباتت القوات الشرعية تتقدم نحو لودر، كبرى مدن محافظة أبين، في مسعى لدحر الميليشيات المتمردة، وذلك بعد أن فرضت حصاراً على مداخل المنطقة.

وأفادت مصادر صحافية يمنية، أمس، بتقدم المقاومة الشعبية نحو مواقع جديدة كانت في قبضة الحوثيين والقوات الموالية لصالح بمدينة لحج جنوبي البلاد. وقالت المصادر إن المقاومة تقدمت نحو منطقة المحلة والجلاجل التي تبعد عن مدينة الحوطة عاصمة المحافظة نحو أربعة كيلومترات. ولفتت إلى أن الاشتباكات لاتزال مستمرة بين المقاومة والحوثيين المدعومين بقوات صالح في محيط قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح.

وأوضحت المصادر أن المقاومة سيطرت على جبل الزيتون ومثلث العند، ما يعني أنها تحاصر القاعدة من جميع الاتجاهات، «وقد تسيطر على القاعدة خلال الساعات المقبلة». وأشارت إلى أن قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح سقطوا خلال تلك الاشتباكات.

وتعتبر قاعدة العند الجوية من أهم القواعد العسكرية في اليمن، واستخدمها الحوثيون وقوات صالح بعد سيطرتهم عليها في تزويد مقاتليهم بالتعزيزات العسكرية في عدن وتعز ومناطق جنوبية أخرى.

وقالت مصادر أمنية لقناة «سكاي نيوز عربية» إن مقاتلي «المقاومة الشعبية» سيطروا على منطقة البساتين ومزارع جعولة وقرية الفلاحين شمال مدينة عدن، على مداخل محافظة لحج. وكشف المتحدث باسم المقاومة، علي الأحمدي، عن استهداف «نقاط المراقبة في سور قاعدة العند» الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح بصواريخ الكاتيوشا ومضادات الدروع.

وأكد الأحمدي لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن «وحدات خاصة من الجيش الوطني معززة برجال المقاومة على أهبة الاستعداد لاقتحام القاعدة من جهة مصنع الأسمنت».

من جانبه، أكد محافظ عدن، نايف البكري، أن الأمن والاستقرار يسودان المحافظة حالياً، حيث عاد السكان إلى الشواطئ والأسواق، مشيراً إلى استمرار الجهود الرامية لإعادة المدينة سيرتها الأولى، بعد أن ارتكب المتمردون الحوثيون جرائم بشعة بحق السكان المدنيين في عدن.

وقال في تصريحات صحافية إن مجتمع عدن يناشد أبناء المدينة العودة إليها من جديد للمشاركة في إعادة إعمارها، مؤكداً استحالة عودة المتمردين الحوثيين إلى عدن مرة أخرى. وأشار إلى أن ما توفره مقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من إسناد جوي قوي كان له أكبر الأثر في انتصارات المقاومة.

وقال إنه بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها الأشقاء في قيادة التحالف العربي، خصوصاً السعودية والإمارات، تم طرد عناصر الحوثيين من مدينة عدن. وبعد التحرير عادت الأوضاع إلى طبيعتها وبدأت الحياة تعود إلى ما كانت عليه قبل دخول المتمردين عدن.

وأكد محافظ عدن أن قاعدة العند الاستراتيجية ستخضع قريباً للشرعية، موضحاً أن أفراد المقاومة الشعبية يحاصرونها بدعم من القوات الموالية للشرعية وإسناد جوي قوي توفره مقاتلات التحالف العربي.

في السياق نفسه، أكد مصدر بالسلطة المحلية في محافظة عدن عودة الحياة بشكل تدريجي إلى مدينة كريتر، وذلك بعد تحريرها من ميليشيا الحوثي وأعوانهم.

وفي تعز، صرح قائد المقاومة الشعبية اليمنية في مدينة تعز، حمود المخلافي، أمس، بأن المقاومة في تعز حققت تقدماً كبيراً نحو المواقع التي كانت في قبضة الحوثيين وقوات صالح وحررتها منهم. وأكد المخلافي أن المقاومة ستستمر في قتال الحوثيين وقوات صالح إلى أن يتم تحرير المدينة منهم بشكل كلي. وقال: «الحوثيون في حال تقدمت المقاومة فرّ مقاتلوهم وتركوا أسلحتهم خلفهم، لتغتنمها المقاومة بعد ذلك».

وأشار المخلافي إلى أن هناك العديد من الأسرى الحوثيين لديهم، من بينهم قادة، مؤكداً أنهم حريصون على التعامل معهم معاملة جيدة، وقال: «لو كنا متأكدين أن هؤلاء الأسرى سيعودون إلى منازلهم ويتركون القتال مع جماعة الحوثي لأفرجنا عنهم».

وفي موازاة التقدم الميداني، شنت طائرات التحالف العربي غارات جديدة على مواقع المتمردين في مناطق عدة، لاسيما في صعدة، حيث استهدفت ضربة جوية المسلحين في مركز التيسير الحوثي.

وكان التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في مسعى لدعم الشرعية ضد المتمردين، قد أعلن هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام، إلا أن إصرار الميليشيات على القتال أطاح بوقف إطلاق النار.

وفي صنعاء، أفاد شهود بأن سيارة مفخخة انفجرت قرب مستشفى يسيطر عليه المتمردون الحوثيون ما أوقع عدداً من الضحايا، فيما قال تنظيم «داعش»، في حساب يستخدمه التنظيم على موقع «تويتر»، إنه نفذ الهجوم بسيارة ملغومة على مسجد تابع للطائفة الإسماعيلية في صنعاء.

إنسانياً، وجّه وزير شؤون المغتربين في الحكومة اليمنية، علوي بافقية، نداء إلى كل الأطباء اليمنيين المقيمين بالسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي دعاهم فيه إلى أهمية المساهمة بالأعمال الطبية الإنسانية، ضمن فرق العمل الطبية المتتالية التي يتم إرسالها من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ضمن برامج الإغاثة الإنسانية الطبية التي تبناها المركز إلى عدن والمحافظات اليمنية المتضررة بناءً على نداء مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتورعبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، بهذا الخصوص.

ودعا الوزير اليمني من يرغب في المساهمة في برامج الإغاثة الطبية في محافظة عدن والمحافظات الأخرى الى التواصل مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

 

 

تويتر