أكدوا عزمهم على طرده.. وطالبوا بتسليح أبنائهم

عشائر الأنبار: «داعش» لن يكون حامياً للسنة

صورة

أكد عدد من شيوخ عشائر محافظة الأنبار، غرب العراق، أن «(داعش) لن يكون أبداً ملاذاً» للسنة في الأنبار أو غيرها «مهما قدم من إغراءات أو وعود»، مؤكدين عزمهم على محاربته وطرده من أراضيهم، رافضين ما يطرحه بعض المراقبين من أن تباطؤ الحكومة الاتحادية في تسليحهم قد يدفعهم إلى الاحتماء بالتنظيم، الذي يحاول تقديم نفسه على أنه حامي الأغلبية السنية بالمنطقة.

واستنكر عدد من شيوخ عشائر الأنبار هذه الفرضية، خصوصاً مع استمرار حصول «الحشد الشعبي» ذي الأغلبية الشيعية على الكثير من الأسلحة الثقيلة والمتطورة.

واعتبر شيخ عشيرة البوفهد، رافع الفهداوي، هذا الطرح «إهانة خطرة للمجتمع السني، لا بالأنبار فقط بل بالعراق بأكمله»، مشيراً إلى تطوع الآلاف من أبناء عشائر الأنبار، خصوصاً عشائر شرق الرمادي وعامرية الفلوجة للتدريب والتسليح، استعداداً لمحاربة التنظيم وتخرجت الدفعة الأولى منهم وقوامها 3500 في مركز تدريب قضاء العامرية. وتساءل: «ما البديل أمام أبناء العشائر سوى محاربة تنظيم (داعش) الذي قتل آباءهم وإخوانهم وطردهم من أراضيهم وسرق ممتلكاتهم وهجرهم مع عائلاتهم؟».

وأقر الفهداوي بشعور بعض أبناء العشائر بضيق فعلي من تباطؤ الحكومة العراقية في عملية تسليحهم، مقارنة مع حصول قوات الحشد الشعبي على الكثير من الأسلحة والذخائر المتطورة، لكنه شدد على أن «هذا الشعور لا يمكن أن يتطور أبداً، ليكون دافعاً لهم للارتماء في أحضان (داعش)».

من جهته، رفض شيخ منطقة البوبالي، عبدالوهاب البيلاوي، ما يقال عن أن 80% من أبناء عشائر الأنبار يرفضون التطوع لمشاركة قوات «الحشد الشعبي» في عملية تحرير المدينة من يد «داعش»، حتى لا ينسب الفضل في النهاية للحشد، أو تخوفاً من تكرار منع قوات الحشد العائلات السنية المهجرة من العودة كما فعل سابقاً.

وقال البيلاوي، الذي اضطر للنزوح وترك منطقة الخالدية بعد سيطرة «داعش» عليها وتدميرها: «كل هذا غير حقيقي، فنحن كعشائر الأنبار جادون ولدينا آلاف المتطوعين، لكن لا توجد جدية من قبل الحكومة لا في استقبال المتطوعين منا ولا في تسليحنا، وكل ما نملكه هو سلاحنا البدائي القديم، والحديث المتكرر عن تسليحنا هو مجرد قضايا تثار بالإعلام».

وشدد على أن «(داعش) لن يكون أبداً ملاذاً لأهل السنة في الأنبار أو في غيرها من مدن العراق، مهما قدم من إغراءات أو وعود».

وقال شيخ عشيرة العبيد غرب الأنبار، مال الله العبيدي، إن جميع أبناء المحافظة، خصوصاً المناطق السنية «لن تمحى من ذاكرتهم مشاهد التهجير القسري لهم ولعائلاتهم، بعد أن اضطرهم (داعش) بقوة السلاح لتركها، ولا يمكن أن ينسوا قتل إخوانهم وأقاربهم وحجم الجوع والألم الذي عانوه».

ورحب العبيدي بأي جهد عربي يقدم لمساندة الحكومة العراقية في حربها ضد «داعش».

في السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي حرص حكومته على إشراك كل مكونات المجتمع العراقي وحشد كل الطاقات في الحرب ضد «داعش». ونفى ما يقال من أن تأخر تسليح عشائر الأنبار يعود، إلى حد ما، لتشكك بعض الأطراف في القيادة العراقية في ولاء العشائر السنية، وشدد على أن «كل ما يطرح بهذا الشأن ليس صحيحاً على الإطلاق، ولا توجد أسباب طائفية أو سياسية في الأمر». وأقر بـ«أن الأسلحة التي تسلمها أبناء العشائر بعد تدريبهم لا ترقى حتى الآن لمستوى طموحهم».

 

تويتر