بعد 10 أيام من الاشتباكات العنيفة مع «التنظيم»

الأكراد يطردون «داعش» من 14 بلدة آشورية في سورية

مدنيون يسعفون مصاباً بقصف لقوات النظام على بلدة عربين بريف دمشق. رويترز

سيطر مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية على 14 بلدة آشورية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم استمرت 10 أيام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، إن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، بالتعاون مع قوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني، تمكنوا من استعادة السيطرة مطلع الأسبوع على 14 بلدة آشورية في محافظة الحسكة، بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش» استمرت 10 أيام، وانتهت بطردهم من المنطقة.

وشن التنظيم في 23 فبراير هجوماً استهدف منطقة الخابور التي تضم 35 بلدة آشورية، وتمكن من السيطرة على 14 بلدة وفق المرصد، ما دفع آلاف الآشوريين إلى النزوح خوفاً.

وأشار المرصد إلى «ضربات عنيفة وكثيفة نفذتها طائرات التحالف العربي الدولي، التي عمدت إلى قصف تمركزات وتجمعات التنظيم ومقاره قبل قيام مقاتلي وحدات الحماية والمقاتلين الداعمين لها بتمشيط المنطقة».

من جهته، أكد مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، أسامة إدوارد، لـ«فرانس برس» تقدم المقاتلين الاكراد في المنطقة.

وقال إن سيطرتهم على البلدات الآشورية «جاءت بعد غارات كثيفة لقوات التحالف الدولي تركزت قرب بلدة تل تمر» الاستراتيجية في منطقة الخابور.

وتظهر صور حصلت عليها الشبكة الآشورية وفق ادوار «دماراً كبيراً لحق بالمنازل والكنائس الموجودة في البلدات الآشورية التي كانت تحت سيطرة داعش». وأشار إلى «خشية عدد كبير من الأهالي من العودة إلى قراهم بعد أنباء عن تلغيم التنظيم للمنازل».

وفر نحو 5000 آشوري من البلدات المحيطة بنهر الخابور، بعد هجوم التنظيم الذي اعتقل 220 آشورياً، لايزال يحتجز 210 منهم، وفق الشبكة الآشورية، بعد إطلاقه سراح رهينتين أول من أمس.

في موازاة ذلك، قال المرصد، إن المقاتلين الأكراد سيطروا، أمس، على بلدة المبروكة الاستراتيجية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، بعد اشتباكات عنيفة ضد «داعش».

وأوضح عبدالرحمن، أن هذه البلدة «تعد أحد أهم معاقل التنظيم على الحدود الإدارية مع محافظة الرقة»، معقل التنظيم في شمال سورية.

وقال إن سيطرة الاكراد عليها «تفتح الطريق أمامهم للتقدم باتجاه بلدة تل أبيض الحدودية في الريف الشمالي لمدينة الرقة»، وإنهاء وجود التنظيم في الحسكة.

وبحسب عبدالرحمن، تمكن المقاتلون الاكراد من السيطرة خلال 20 يوماً على نحو 4000 كيلومتر مربع من الريف الممتد من مدينة الحسكة، مروراً بتل تمر، وصولاً إلى بلدة المبروكة وقمة جبل عبدالعزيز، التي تعد أهم معاقل التنظيم في ريف الحسكة الغربي.

وبات وجود «داعش» في محافظة الحسكة يقتصر على الريف الجنوبي وبعض المناطق الحدودية مع الرقة.

وحققت وحدات حماية الشعب المدعومة من غارات جوية تقودها الولايات المتحدة مكاسب مطردة هذا الشهر في مواجهة «داعش» في شمال شرق سورية، وهي منطقة مهمة في قتال المتطرفين، بسبب موقعها على الحدود مع أراضٍ يسيطر عليها التنظيم في العراق. وذكر المرصد أن الجيش السوري انتزع أيضاً السيطرة على أراض من التنظيم في المنطقة نفسها.

وعلى الرغم من خسارته السيطرة على مناطق في شمال شرق سورية، فإن التنظيم بدأ هجوماً جديداً في وسط سورية الأسبوع الماضي، سيطر خلاله على مناطق واسعة، بينها مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي، وعدد من حقول النفط والغاز، وأحد أكبر مناجم الفوسفات في سورية.

تويتر