• القوات العراقية تسيطر على مناطق وتتقدم باتجاه المدينة بمشاركة «الحشد الشعبي»

انطلاق عملية «لبيك يا حسـين» لتحرير الرمـــادي مــن «داعــش»

صورة

بدأت القوات العراقية وقوات «الحشد الشعبي» المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية، أمس، عملية تهدف لمحاصرة الرمادي، غرب البلاد، لتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، فيما تمكنت القوات العراقية من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي، بينما سعت واشنطن إلى تهدئة التوتر مع بغداد بعدما انتقدت أداء جيشها.

وانطلقت، أمس، عملية «لبيك يا حسين»، التي تخوضها القوات العراقية و«الحشد الشعبي»، بهدف محاصرة الرمادي، وتحريرها من سيطرة «داعش».

وأكد المتحدث باسم «الحشد الشعبي»، أحمد الأسدي، أمس، أن العملية تحضير لتحرير الأنبار، بعد 10 أيام من سيطرة «داعش» على الرمادي، مركز محافظة الأنبار أكبر المحافظات العراقية.

وقال الأسدي لـ«فرانس برس»: «انطلقت عملية لبيك يا حسين في مناطق شمال صلاح الدين وجنوب غرب تكريت وشمال شرق الرمادي، التي ستطوق الرمادي من الجهة الشرقية».

وأشار الأسدي إلى مشاركة قوات من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب وأغلب فصائل «الحشد الشعبي» في العملية.

وأضاف الأسدي، وهو نائب عن «حزب الدعوة»، أن «الجزيرة التي تربط بين صلاح الدين والأنبار سيتم تحريرها في هذه العملية التي تهدف إلى تطويق محافظة الأنبار لتحريرها بالكامل».

وتشترك محافظة الأنبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي أعلن تحريرها رسمياً نهاية مارس الماضي، من سيطرة التنظيم، باستثناء الأجزاء الشمالية، وتتمثل في أجزاء من بيجي وقضاء الشرقاط.

وعن بدء عمليات تحرير الأنبار، قال الأسدي «بعد اكتمال عملية لبيك ياحسين ستبدأ عملية تحرير الأنبار»، متوقعاً انطلاقها في غضون أيام. وشدد المتحدث على أن «انتصاراتنا ستكون سريعة لأن استعداداتنا قوية».

وتحدثت مصادر في «الحشد الشعبي» عن إرسال 4000 مقاتل إلى مناطق شمال الرمادي من مقاتلي العشائر السنية.

في غضون ذلك، تمكنت قوات عراقية في مواقع أخرى من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي.

وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش، موجود في الأنبار، إن «قوات من الجيش والحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقة العنكور (جنوب الرمادي) والدخول إلى منطقة الطاش» الواقعة إلى الجنوب من الرمادي.

كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على امتداد 35 كلم في منطقة واقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، وفقاً للمصدر.

وبذلك تعد الرمادي تحت حصار محكم، باستثناء الجانب الشمالي الذي يتصل في محافظة صلاح الدين، ويفصلها عنه نهر الفرات ومنطقة صحراوية.

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والأميركيون ترددوا قبل ذلك في نشر قوات «الحشد الشعبي» في محافظة الأنبار، ذات الأغلبية السنية.

وصمدت القوات العراقية ومقاتلو العشائر في الأنبار أمام هجمات «داعش» على مدى نحو عام، قبل أن تسقط تدريجياً مع بداية الشهر الجاري أمام هجمات متلاحقة أدت إلى انسحاب القوات الحكومية.

ويسيطر «داعش» على أغلب مناطق محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سورية والأردن والسعودية.

من جهتها، تسيطر القوات الحكومية على مناطق محددة في محافظة الأنبار، بينها مناطق تقع إلى الشرق من الرمادي وحديثة، و«قاعدة الأسد» العسكرية، حيث يوجد المستشارون العسكريون الأميركيون.

ومن المرجح قيام التنظيم بفرض مواقع دفاعية في منطقة الرمادي، خصوصاً من خلال زرع العبوات الناسفة التي تعد سلاحهم الرئيس.

إلى ذلك، صرح مصدر أمني عراقي، أمس، أنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم رفات عناصر من «داعش»، في ناحية السعدية (130 كلم شمال شرق بغداد)، كما تم اكتشاف معسكر تدريب سري في المنطقة ذاتها.

وقال إن «القوات الأمنية عثرت في ناحية السعدية على مقبرة جماعية تضم 21 جثة لعناصر من داعش قتلوا خلال معارك تحرير الناحية شمال شرق بعقوبة».

وأضاف أن «القوات الأمنية عثرت أيضاً على معسكر تدريب سري تحت الأرض في المنطقة ذاتها، يضم خمس سيارات مفخخة معدة للتفجير، وخمسة أحزمة ناسفة، وكميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، والأعتدة، فضلاً عن كميات من مادة سي فور».

وتأتي عملية «لبيك يا حسين»، غداة تصريحات للبيت الأبيض حاول فيها تخفيف التوتر مع بغداد، الذي خلفته انتقادات وزير الدفاع، آشتون كارتر، للجيش العراقي على خلفية معركة الرمادي.

وسعت الإدارة الأميركية، أول من أمس، إلى التهدئة، بعد رفض بغداد اتهامات كارتر الذي قال الأحد الماضي، إن الجيش العراقي لم «يبد إرادة للقتال» في الرمادي.

وقال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصل هاتفياً برئيس الوزراء العراقي، مضيفاً أنه «أقرّ بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الأشهر الـ18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق».

من جانبها، وجهت إيران انتقاداً شديداً لوزير الدفاع الأميركي على لسان قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، الذي قال إن الولايات المتحدة «لم تفعل شيئاً» لمساعدة الجيش العراقي للتصدي لتنظيم «داعش» في الرمادي.

تويتر