«إعلان الرياض» يؤكد دعم الشرعية ويرفض حكم الميليشيات.. والتحالف يستأنف الغارات على مواقع الحوثيين

الإمارات تشارك في مؤتمر إنقاذ اليمن.. وهادي يشــــيد بمـواقـف الــــدولة

هادي أشاد خلال استقباله سلطان الجابر بمواقف دولة الإمارات تجاه الحقوق المشروعة للشعب اليمني. وام

شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر إنقاذ اليمن - الذي اختتم أعماله، أمس، في العاصمة السعودية بإصدار «إعلان الرياض» - بوفد ترأسه وزير دولة سلطان أحمد الجابر. والتقى الوفد الإماراتي مع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بحضور نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح. وأشاد هادي، خلال استقباله رئيس وفد الإمارات، بمواقف دولة الإمارات تجاه الحقوق المشروعة للشعب اليمني، المتمثلة برفض الانقلاب على الشرعية الدستورية والتدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، وضرورة استعادة المؤسسات الشرعية لدورها، والعمل على ترسيخ الاستقرار وبناء دولة حديثة.

من جانبه، أكد سلطان أحمد الجابر أن توجيهات القيادة بالنسبة للشأن اليمني تستند إلى التوافق اليمني والعربي، كما جسدته المبادرة الخليجية، موضحاً أن الحل يجب أن يستند إلى مخرجات الحوار الوطني اليمني والشرعية الدولية، ممثلة بقرار مجلس الأمن رقم 2216.

وأشار إلى ضرورة التنفيذ الفعلي للقرارات التي توصل إليها مؤتمر إنقاذ اليمن، والتي تهدف إلى وضع ركائز صلبة لبناء الدولة الحديثة من خلال إنهاء النزاعات المسلحة، وإخلاء صنعاء وبقية المدن من المليشيات والمجموعات المسلحة، والبدء بإجراءات المصالحة الوطنية.

وأوضح الجابر أن دولة الإمارات تحرص على استعادة الشرعية الدستورية، وإنهاء النزاعات، وترسيخ الاستقرار في اليمن والمنطقة، لأنها العامل الأساسي الذي يتيح التركيز على العمل لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وكان المؤتمر اختتم أعماله، أمس، بحضور الرئيس اليمني، ونائبه رئيس مجلس الوزراء خالد بحاح، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، وعدد من ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والشباب، ومشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية.

وأكد المؤتمر، في إعلان الرياض، دعم الشرعية في اليمن، ومبدأ الشراكة الوطنية، مشدداً على ضرورة استئناف العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار.

ودعا «مؤتمر إنقاذ اليمن»، الذي عقد في الرياض بمشاركة الأطراف اليمنية المؤيدة، إلى إقامة منطقة آمنة في اليمن لتتمكن «الحكومة الشرعية» من استئناف عملها منها. وأصدر المؤتمر، الذي استمر ثلاثة أيام، وعقد بغياب المتمردين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في ختام أعماله، أمس، «إعلان الرياض»، الذي تضمن خصوصاً دعوة إلى «سرعة إيجاد منطقة آمنة داخل الأراضي اليمنية، تكون مقراً لاستئناف نشاط مؤسسات الدولة الشرعية من داخل اليمن».

وعلى الرغم من تأكيد مؤتمر الرياض على ضرورة «استئناف العملية السياسية»، إلا أنه تبنى لهجة شديدة إزاء الحوثيين.

وقال المجتمعون، في الإعلان الختامي، إنهم يريدون «الاصطفاف معاً لمواجهة الانقلاب على الشرعية والتصدي للمشروع التآمري التدميري على اليمن، المدعوم من إيران، الذي انخرطت فيه تلك المليشيات وحليفها (علي عبدالله صالح) لزعزعة أمن واستقرار اليمن».

وأكد «إعلان الرياض» على «استخدام كل الأدوات العسكرية والسياسية لإنهاء التمرد واستعادة مؤسسات الدولة والأسلحة المنهوبة».

كما أكد المجتمعون رغبتهم في «دعم وتنظيم المقاومة الرسمية والشعبية تحت القيادة الشرعية في كل المناطق»، وقال خالد بحاح إن الحكومة اليمنية لن توافق على إجراء محادثات سلام مع الحوثيين إلى أن ينفذوا قرار الأمم المتحدة، الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها.

وقد شن طيران التحالف، أمس، أولى الغارات على صنعاء منذ نهاية الهدنة. واستؤنفت الغارات على صنعاء فجراً بعد أكثر من 24 ساعة من انتهاء الهدنة، واستهدفت الغارات خصوصاً تجمعات للحوثيين ومخازن أسلحة تابعة لقوات صالح المتحالف مع المتمردين.

وذكر شهود عيان أن غارات استهدفت مواقع الحرس الجمهوري في منطقة فج عطان، جنوب صنعاء، وفي جبل النهدين المطل على المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية.

كما استهدفت غارات دار الرئاسة الذي يقع تحت جبل النهدين.

وذكر شهود لوكالة «فرانس برس» أن طائرات التحالف شنت سبع غارات على الأقل على مخازن الأسلحة في نقطة واحدة في جبل نقم، مستهدفة مكاناً واحداً في جبل نقم المطل على صنعاء.

وفي محافظة صعدة الشمالية، معقل الحوثيين، شن طيران التحالف أكثر من 15 غارة استهدفت تجمعات للمتمردين ومخازن أسلحة في المناطق القريبة من الحدود مع السعودية.

وشنت مقاتلات التحالف أيضاً غارات على مواقع في الحديدة (غرب) وفي تعز (جنوب غرب) وعدن (جنوب). كما شن طيران تحالف عاصفة الحزم، أمس، غارات جوية على مواقع تسيطر عليها جماعة الحوثي في محافظة تعز. وقال سكان إن الغارات استهدفت معسكر الاستقبال، ومقر اللواء 22 التابع لقوات الحرس الجمهوري، إضافة إلى مقر الإذاعة الواقع بالقرب من اللواء 22 في منطقة الحوبان. إلى ذلك، أعلن بيان للتحالف أن جثمان الطيار المغربي، الذي سقطت طائرته خلال العمليات في اليمن، قد تم العثور عليه ونقل إلى المغرب.

وفي جنيف، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن أعمال العنف في اليمن تسببت في سقوط 1850 قتيلاً، ونزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية مارس.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ (أوشا) إن أعمال العنف هذه أسفرت كذلك عن 7394 جريحاً حتى منتصف مايو، استناداً إلى الأجهزة الصحية اليمنية. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، إدريان إدواردز، إن عدد النازحين منذ مارس الماضي يقدر بأكثر من 545 ألفاً.

وأوضح أن الهدنة أتاحت «للمفوضية العليا للاجئين إرسال المزيد من المساعدات»، براً وجواً، انطلاقاً من مراكز إعادة التوزيع في صنعاء وعدن.

وقال إنه تم توزيع المساعدات في المناطق التي يصعب الوصول إليها مشيراً إلى هبوط ست طائرات محملة بالإسعافات في صنعاء.

وفي الرياض، عقد مجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي اجتماعاً، أمس، في الديوان الملكي، برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية، محمد بن نايف بن عبدالعزيز، حيث اطلع على تطورات الأحداث الإقليمية والدولية.

تويتر