واشنطن تعبّر عن ثقتها باسترداد الرمادي من أيدي «التنظيم» وتعد بمساعدة القوات العراقية

تعزيزات «الحشــد الشعبــي» تصل الأنبار لمواجهة «داعــش»

صورة

بدأت فصائل مسلحة عراقية شيعية إرسال تعزيزات من عناصرها إلى محافظة الأنبار في غرب العراق، أمس، غداة سقوط مركزها مدينة الرمادي بيد تنظيم «داعش»، بعد هجوم واسع استغرق ثلاثة أيام، بينما اعتبرت واشنطن أن الوضع في مدينة الرمادي مازال «متحركاً وغير محسوم»، عبرت عن ثقتها باسترداد المدينة من أيدي التنظيم، ووعدت بمساعدة القوات العراقية على ذلك.

ووصلت قوات من «الحشد الشعبي» إلى محافظة الأنبار، غداة طلب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، من تلك القوات الاستعداد للمشاركة في معارك الأنبار ذات الأغلبية السنّية، وأمره القوات العراقية «بالثبات» في مراكزها، وعدم السماح للتنظيم المتطرف «بالتمدد» نحو مناطق إضافية في الرمادي.

ويعد سقوط الرمادي أبرز تقدم للتنظيم في العراق، منذ هجومه الكاسح في البلاد في يونيو 2014، ونكسة لحكومة العبادي، الذي اعلن في أبريل الماضي، ان «المعركة المقبلة» هي استعادة الأنبار التي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها.

وباتت الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ثاني مركز محافظة تحت سيطرة التنظيم، بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، أولى المناطق التي سقطت قبل نحو عام.

وأعلن التنظيم سيطرته على الرمادي بعد اقتحامه أبرز المراكز العسكرية فيها، لاسيما مقر اللواء الثامن ومقر قيادة عمليات الأنبار، وانسحاب الأغلبية العظمى من القوات الأمنية من المدينة.

ويأتي دخول قوات «الحشد الشعبي» إلى محافظة الأنبار، بعد اشهر من تحفظ سياسيين سنّة ومسؤولين محليين حول مشاركة هذه الفصائل، ومطالبتهم بدعم العشائر المناهضة للتنظيم بالسلاح والعتاد.

وحمّل زعيم «منظمة بدر» وأبرز قادة «الحشد الشعبي» هادي العامري، السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي.

ونقلت عنه «قناة الغدير» التابعة لـ«منظمة بدر» تحميله «ممثلي الأنبار السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي، لأنهم اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي في الدفاع عن أهلهم».

وأعلنت فصائل عدة ان أفواجاً منها باتت موجودة في الأنبار، لاسيما في محيط مدينة الفلوجة الواقعة أيضاً تحت سيطرة التنظيم، وفي قاعدة الحبانية العسكرية، استعداداً للمشاركة في اي عملية لمحاولة استعادة الرمادي.

وقال المتحدث العسكري باسم «كتائب حزب الله» جعفر الحسيني، إن الكتائب أرسلت ثلاثة افواج إلى الأنبار، وتعتزم ارسال المزيد.

وأضاف لـ«فرانس برس»، الليلة قبل الماضية «غداً ان شاء الله تستمر هذه التعزيزات باتجاه الأنبار والرمادي، حيث سيكون هناك اعلان بدء العمليات لتطهير الأراضي التي سيطر عليها (داعش)».

إلا أن واشنطن التي تقود تحالفاً دولياً يوجه ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسورية، اعتبرت أن الوضع «غير محسوم» بشكل نهائي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) مورين شومان، في بيان، «مازلنا نتابع تقارير تتحدث عن وقوع معارك ضارية في الرمادي، ولايزال الوضع متحركاً وغير محسوم»، مضيفة أنه «من المبكر جداً في الوقت الراهن الإدلاء بتصريحات قاطعة حول الوضع على الأرض».

من جهته، أكدت المتحدثة باسم البنتاغون اليسا سميث، لـ«فرانس برس»، أن المعارك للسيطرة على المدينة كانت تجري منذ وقت طويل، وان الجولة الأخيرة من المواجهات أظهرت تقدماً للمتطرفين.

وقالت إن «الرمادي كان متنازعاً عليها منذ الصيف الماضي، و(داعش) بات له التفوق الآن. لطالما علمنا ان المعركة ستكون طويلة وصعبة خصوصاً في الأنبار».

وأضافت «اننا نواصل تقديم الدعم بقوتنا الجوية والنصائح إلى القوات العراقية».

وأشارت سميث إلى أن الولايات المتحدة حذرت قبل شهرين من احتمال سقوط الرمادي، مشددة على ان سقوط المدينة الآن لا يعني انها ستبقى بقبضة التنظيم.

وقالت «إن خسارة الرمادي لا تعني تحول مجرى المعركة، ولطالما قلنا انه ستكون هناك تقلبات في ساحة المعركة»، مؤكدة أن السيطرة على المدينة لن تعطي التنظيم سوى «دفع دعائي».

وأوضحت انه «إن كانت المدينة سقطت فهذا يعني فقط انه سيترتب على الائتلاف دعم القوات العراقية لاستعادتها لاحقاً».

بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إنه واثق باسترداد مدينة الرمادي من أيدي التنظيم في الأسابيع المقبلة.

وقال كيري في مؤتمر صحافي في سيؤول «أنا على يقين بأن هذا الوضع سيتغير مع إعادة انتشار القوات، وبمرور الأيام في الأسابيع المقبلة، أنا واثق تماماً بأن هذا سيتغير في الأيام المقبلة».

في السياق، أعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، أمس، مقتل 600 عراقي وفرار 7000 مدني من منازلهم على خلفية اعمال العنف التي شهدتها مدينة الرمادي، وسقوطها بيد تنظيم «داعش».

وقال إن آخر حصيلة للقتلى في صفوف القوات الأمنية والمدنيين منذ سيطرة التنظيم على الرمادي من الجمعة الماضي حتى الآن بلغت 600 شخص بينهم نساء وأطفال.

وأضاف أن معظم جثث المغدورين خصوصاً من أفراد القوات الأمنية والعشائر مازالت ملقاة بالشوارع العامة والفرعية وأحياء الرمادي، ولم تدفن أو تنتشل حتى الآن، نتيجة سيطرة التنظيم على معظم مناطق المدينة «ما جعل الوصول إليها أمراً في غاية الصعوبة».

وأضاف أن نحو 150 من عناصر القوات الأمنية مازالوا يختبئون في بعض البنايات والمقار الرسمية في بعض أحياء الرمادي بشكل متخفٍ.

وأطلقت مناشدات عديدة إلى القيادات العسكرية لفك الحصار عنهم للحيلولة دون ان ينفذ «داعش» مجزرة جديدة بحقهم.

وأوضح أن 7000 شخص تركوا مناطقهم في الرمادي، نتيجة المعارك الدائرة فيها، وأن تلك العوائل توجهت إلى مناطق الخالدية الواقعة على شرق الرمادي، فضلاً عن ناحية العامرية جنوب الفلوجة، لان المنطقتين لاتزالان تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية.

تويتر