18 ضربة جوية للتحالف على مواقع للتنظيم.. وعدد النازحين يتخطى عتبة 2.8 مليون

«داعش» يسيطر على مقر قيادة عمليات الأنبار.. ومقتل 500 في معارك الرمادي

القوات العراقية خلال انسحابها أمس من الرمادي أمام تقدم «داعش». أ.ب

سيطر تنظيم «داعش»، أمس، على مقر قيادة عمليات الأنبار في مدينة الرمادي بغرب العراق، بعد انسحاب القوات الأمنية، ما يجعله في موقع شبه سيطرة كاملة على المدينة، حيث تقدر السلطات أن 500 شخص قتلوا خلال يومين من المعارك، فيما نفذت قوات التحالف الدولي 18 ضربة جوية على مناطق في العراق ضد التنظيم، وفي وقت أدت المعارك، في الأيام الماضية، بين القوات العراقية والتنظيم في المدينة، إلى نزوح نحو 8000 شخص على الأقل، وتجاوز عدد النازحين داخل العراق عتبة 2.8 مليوني شخص منذ مطلع 2014.

وقال مهند هيمور، وهو متحدث ومستشار لمحافظ الأنبار صهيب الراوي، أمس، إن «مقر قيادة عمليات الأنبار أخلي»، وأكدت مصادر أمنية عدة أن القوات الأمنية انسحبت من المقر الواقع في شمال الرمادي. ورداً على سؤال عن عدد الضحايا، قال هيمور «ليس لدينا رقم دقيق للضحايا، لكن نعتقد أن ما لا يقل عن 500 شخص بين مدني وعنصر أمني قتلوا خلال اليومين الماضيين».

وكان مقر قيادة العمليات، إضافة إلى مجمع قصر العدل المجاور له، من أبرز المراكز الأمنية التي لاتزال تحت سيطرة القوات الحكومية ومقاتلي العشائر السنية الموالية لها.

ورغم اتساع سيطرة التنظيم في المدينة بشكل كبير بعد إخلاء هذه المراكز الأمنية، شدد هيمور على أن المدينة لم تسقط بالكامل. وقال «الرمادي لم تسقط، لايزال ثمة عناصر يقاتلون في بعض الأحياء».

وأكد العقيد في شرطة الرمادي، جبار العسافي، انسحاب القوات الأمنية. وقال «انسحبت القوات الأمنية من جيش وشرطة بشكل كامل من مدينة الرمادي»، مشيراً إلى أنها «انسحبت باتجاه النخيب» في جنوب الأنبار.

وأكد ضابط برتبة مقدم في الجيش أن «داعش» بات يسيطر على المراكز الأمنية في المدينة.

وقال «تنظيم داعش سيطر على تلك المواقع بعد انسحاب القوات الأمنية منها»، مشيراً إلى أن عناصره «قاموا لدى دخولهم مقر قيادة عمليات الأنبار بحرق محطة الوقود التابعة له».

وفي حال تمكن التنظيم من فرض سيطرته على كامل الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، ستصبح المدينة ثاني مركز محافظة تحت سيطرته في العراق، بعد مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى.

يأتي ذلك في وقت قال الجيش الأميركي إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 18 ضربة جوية ضد أهداف لـ«داعش» في العراق، منذ صباح أول من امس، بما في ذلك سبع ضربات قرب مدينة الرمادي التي اجتاحها المتشددون في الآونة الأخيرة.

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان، أمس، إن الضربات التي وقعت قرب الرمادي أصابت أهدافاً، بينها وحدات تكتيكية ومنشأة لتصنيع عبوات ناسفة بدائية الصنع ومبانٍ أخرى. وأضاف البيان أن الضربات الأخرى في العراق أصابت أهدافاً قرب بيجي والفلوجة والموصل وسنجار وتلعفر. وقال البيان إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا أيضا ثماني ضربات جوية في سورية شملت أهدافاً قرب الحسكة وكوباني. وبحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، فإن ما يقدر بنحو 1300 عائلة (قرابة 7776 شخصاً) نزحوا من الرمادي «والأعداد في تزايد». وأوضحت المنظمة أن هذه الأرقام سجلت على مدى يومين، منذ بدء التنظيم المتطرف هجوماً واسعاً في المدينة الخميس الماضي، حيث انتقل النازحون إلى بلدة عامرية الفلوجة الواقعة إلى الشرق من الرمادي، إلا أنه لم يسمح لهم بعبور جسر على نهر الفرات لدخول بغداد. وهي المرة الثانية خلال أسابيع تسجل موجة نزوح واسعة من الرمادي، بعدما نزح قرابة 113 ألف شخص منها في النصف الأول من أبريل، إثر هجوم سابق للتنظيم على أحياء في المدينة.

وبحسب المنظمة، تجاوز عدد النازحين داخل العراق عتبة 2.8 مليوني شخص منذ مطلع 2014، الذي شهد في يونيو منه هجوماً كاسحاً للتنظيم، سيطر فيه على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها.

من جانبه، وصف وزير النفط العراقي، عادل عبدالمهدي، تنظيم «داعش» بأنه «قوة منظمة». وقال في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن «داعش قوة منظمة لها نظرية قتالية إن لم نتفهم مرتكزاتها فإننا لن نتمكن من هزمها وهي تعتمد على ثلاث حلقات أساسية للقتال». وفي محافظة ديالى، أعلن مصدر أمني عراقي مقتل 22 من مسلحي «داعش» في معارك شمال بعقوبة. وقال المصدر إن قوات الجيش والشرطة، مدعومة بالحشد الشعبي، تمكنت من قتل 22 مسلحاً في «داعش» في معارك تلال حمرين، وأضاف المصدر أن من بين القتلى نحو 11 مسلحاً يحملون جنسيات عربية وأجنبية. كما ذكرت مصادر أمنية عراقية أن 17 عراقياً قتلوا وأصيب 18 آخرون، في موجة عنف جديدة شهدتها مناطق متفرقة تابعة لمدينة بعقوبة.

تويتر