«التنظيم» يسيطر على مناطق شمال شرق الفلوجة

«داعش» يهاجم مراكز أمنية في الرمادي.. وبايدن يعلن «تسريع» تسليم الأسلحة

عائلات عراقية نازحة من الأنبار على أحد المعابر بين المحافظة والعاصمة بغداد أمس. أ.ف.ب

شنّ تنظيم «داعش» هجمات معظمها انتحارية، ضد مراكز أمنية في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار في غرب العراق، بينما تجد القوات نفسها، أمس، في موقع دفاع، مع إعلان الحكومة إرسال تعزيزات، لينسحب التنظيم من هذه المراكز في وقت لاحق، وسيطر على مناطق شمال شرقي الفلوجة، فيما أعلن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أول من أمس، أن الولايات المتحدة ترسل أسلحة إلى العراق بشكل «متواصل ومتسارع»، في ظل الهجوم الذي يشنّه «داعش» في غرب البلاد.

وتفصيلاً، يحاول التنظيم غداة سيطرته على المجمع الحكومي، التقدم نحو المواقع العسكرية المتبقية لفرض سيطرته على كامل المدينة، في وقت تعهد رئيس الحكومة حيدر العبادي، بإلحاق «هزيمة منكرة» بالمتطرفين، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي قلّلت من شأن تقدم التنظيم في المدينة.

وبعد السيطرة على المجمع الحكومي وسط الرمادي، أول من أمس، أعلن التنظيم شن هجمات انتحارية على «مقار للجيش والشرطة الصفوية» في شمال المدينة، بحسب بيانات تداولتها حسابات إلكترونية متطرفة.

وأكد قائمقام الرمادي دلف الكبيسي، أن القوات الأمنية وأبناء العشائر السنية «تمكنوا (أمس) من صد هجوم لتنظيم (داعش) بواسطة ثلاث مركبات مفخخة مدرعة يقودها انتحاريون حاولوا اقتحام مقر اللواء الثامن». وأوضح أن القوات الأمنية استخدمت صواريخ مضادة للدروع لتفجير المركبات، ما أدى لإصابة خمسة جنود.

ويقع اللواء الثامن على مقربة من مقر عمليات الأنبار، ويعدان أبرز مقرين عسكريين في المدينة، ومن المواقع القليلة التي لاتزال بيد الحكومة.

وأعلن التنظيم عبر «إذاعة البيان»، التابعة له، أمس، شنّ 13 عملية انتحارية، أول من أمس، ضد مبان حكومية ومراكز أمنية ومحطة للكهرباء، ودفع الهجوم الجديد الآلاف للنزوح من الأحياء التي تقدم المتطرفون فيها.

وفي مسعى لمنع سقوط المدينة، أعلنت القوات العراقية إرسال تعزيزات، وبدء هجوم مضاد بدعم من سلاح جو التحالف والجيش العراقي. إلا أن القوات لاتزال تتخذ مواقع دفاعية في المدينة، بحسب الكبيسي. وقال «القوات الأمنية في مدينة الرمادي تتخذ مواقع صد امام هجمات تنظيم داعش، خصوصاً في مناطق الملعب ومقر عمليات الأنبار»، مشيراً إلى عدم «وجود اي عمليات عسكرية لاستعادة المناطق التي احتلها (داعش)».

يأتي ذلك في وقت أعلن مصدر عسكري عراقي انسحاب مقاتلي التنظيم من المجمع الحكومي وسط الرمادي نتيجة الغارات الجوية المكثفة للتحالف الدولي على تجمعات التنظيم وسط الرمادي. وقال المصدر إن «داعش» قام بسحب جميع عناصره الذين سيطروا على المجمع الحكومي، أول من أمس، بعد اشتباكات عنيفة دارت مع القوات الأمنية وسط مدينة الرمادي. وأشار إلى أن «داعش» قام بتحصين عناصره في مواقع أكثر أماناً في مناطق الجمعية والثيلة، وتفخيخ الأبنية الحكومية لإفشال أي محاولة للقوات الأمنية من السيطرة عليها، على خلفية تكثيف الطيران الدولي من غاراته الجوية على تجمعات التنظيم.

وقال مصدر عسكري عراقي، إن التنظيم هاجم، أمس، منطقة البوخفج الواقعة على الأطراف الشمالية لناحية الكرمة شمال شرق الفلوجة. وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت بين القطعات الأمنية الموجودة في المنطقة وبين عناصر «داعش»، انسحبت على إثرها القوات الأمنية. وأوضح المصدر ان عدداً من الضحايا وقعوا في صفوف الطرفين نتيجة الاشتباكات الدائرة بين الطرفين التي استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة.

وتلقى حيدر العبادي، الليلة قبل الماضية، اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، اعلن فيه الأخير «تسريع» تسليم العراق الأسلحة، وجاء في بيان للبيت الأبيض ان «نائب الرئيس أكد لرئيس الوزراء على المساعدة الأمنية الأميركية المتواصلة والمتسارعة من اجل مواجهة تنظيم داعش»، ومنها أسلحة ثقيلة وذخائر. ونوه بايدن بقيادة العبادي «في فترة من التحديات الأمنية الكبرى من بينها هجوم (تنظيم) الدولة الإسلامية (الجمعة) على الرمادي».

وقلل مسؤول في التحالف، الذي يشن ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف في سورية والعراق، من شأن تقدم الجهاديين في الرمادي. وقال الجنرال الأميركي توماس ويدلي، ان التنظيم حقق سابقاً «نجاحات كبيرة، ولكنها كانت مؤقتة، ولم تستمر لوقت طويل»، مضيفاً «نعتقد جازمين ان تنظم الدولة الإسلامية هو في مرحلة دفاعية في العراق وسورية». وأطلق التنظيم على هجومه المتجدد في الأنبار تسمية «غزوة أبومهند السويداوي»، الذي تعرف عنه المنتديات الإرهابية أنه كان من ابرز قادة التنظيم و«والي الأنبار»، وقتل في غارة للتحالف الدولي قبل أشهر.

تويتر