الفصائل الشيعية تجمّد مشاركتها في معركة استعادة المدينة

التحالف يقصف تكريت مع تقدم القوات العراقية

صورة

تقدمت القوات العراقية الخاصة نحو وسط مدينة تكريت، أمس، بعد أن انضمت طائرات التحالف الدولي إلى أكبر هجوم ضد تنظيم «داعش»، وقصفها أهدافاً للتنظيم المتحصن في المدينة. في حين أكد قادة الفصائل الشيعية ضمن قوات «الحشد الشعبي»، التي لعبت دوراً رئيساً في الهجوم على تكريت، تجميد مشاركتها في المعارك.

وقال ضابط من قيادة عملية محافظة صلاح الدين لـ«رويتر»، إن القوات العراقية الخاصة تقدمت نحو وسط مدينة تكريت، أمس، وأمكن رؤية القوات العراقية تحتشد في منطقة الديوم في غرب تكريت، فيما ضربت المدفعية والصواريخ المدينة.

وأضاف أن القوات دخلت منطقة الشيشين في جنوب تكريت وحي القادسية في الشمال، أول من أمس، بعد أن نفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية في الليلة السابقة.

وأكد المسؤول الأمني، الذي رفض نشر اسمه، أن الحملة تباطأت مساء أمس، بسبب مصادمات مع متطرفي «داعش»، أسفرت عن مقتل أربعة جنود، وإصابة 11 آخرين بجروح.

من جهته، قال ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي، فضّل عدم ذكر اسمه، أمس، إن طيران التحالف الدولي وطيران ومدفعية القوات العراقية واصلت قصفها لأهداف مهمة للتنظيم في قضاء تكريت. وأضاف أن طيران التحالف الدولي بمشاركة المروحيات العراقية قصفوا أهدافاً مهمة في نقاط التماس مع القوات العراقية، وأنها حققت اصابات مباشرة بتلك المواقع. وأوضح أن وتيرة الغارات الجوية الأميركية خفت كثيراً، وأصبحت لا تتجاوز خمس غارات منذ الليلة قبل الماضية، فيما استمرت القوات العراقية بقصف المدينة بالمدفعية الثقيلة البعيدة والمتوسطة المدى، فضلاً عن الاشتباكات التي يتبادلها الطرفان في نقاط التماس، مشيراً إلى أن القوات العراقية حققت تقدماً بطيئاً في جنوب تكريت، وحصنت مواقعها في وادي شيشين، وكذلك في منطقة «القطعة 500» في حي القادسية شمال المدينة ومنطقة الديوم غربي المدينة.

من جهة أخرى، نشرت قوات الشرطة الاتحادية المئات من عناصرها المعززين بالأسلحة على طول شواطئ نهر دجلة الشرقية، من جهة ناحية العلم شرق تكريت، لمنع عناصر التنظيم من الهرب من تكريت عن طريق نهر دجلة، وكذلك لتفتيش البساتين والأحراش المنتشرة شرق النهر، ابتداء من منطقة البوعجيل وصولاً إلى الفتحة.

في السياق، أكد قادة الفصائل الشيعية ضمن قوات «الحشد الشعبي»، التي لعبت دوراً رئيساً في الهجوم على تكريت، تجميد مشاركتها في المعارك ضد التنظيم. وقال عدد من قادة «منظمة بدر»، التي تعد من أبرز الفصائل الشيعية بقيادة هادي العامري، إن المنظمة ستجمد مشاركتها في معركة تكريت، لكنها لن تنسحب تماماً من العملية.

وقال أحدهم عرف عن نفسه باسم باقر لـ«فرانس برس» في العوجا، جنوب تكريت، «نعتبرها استراحة إلى حين حل مسألة التحالف». والفصائل الشيعية تشكل القوة الداعمة للقوات الحكومية التي بدأت هجومها لإخراج التنظيم من تكريت في الثاني من مارس. وأكد قائد آخر من المنظمة وقف المشاركة. وقال إن هذا القرار هو نتيجة «ضغوط دولية». وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن هذه القوات المرتبطة بإيران لم تعد تشارك في الهجوم لاستعادة السيطرة على تكريت. وقال المتحدث باسم الوزارة الكولونيل ستيفن وارن، إن «القوات التي بقيت في أرض المعركة هي تلك الخاضعة للسيطرة المباشرة لوزارة الدفاع العراقية». وأضاف أن «تلك الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران والمخترقة من قبلها، أو أنها خاضعة لتأثيرها، تمت إزاحتها كلياً من أرض المعركة».

 

تويتر