تختتم أعمالها اليوم بشرم الشيخ.. والإرهاب والقضية الفلسطينية والوضع في سورية وليبيا والعراق ضمــن الملفات

القمة العربية الـ 26 تركّز عــلى اليمن وتشكيل قوة تدخّل عربية لمواجهة التهــديدات الأمنية

صورة

انطلقت في شرم الشيخ بمصر، أمس، أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ26، التي افتتح فعالياتها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ويرأس وفد الدولة فيها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بتأكيد القادة الذين تحدثوا في الجلسة الافتتاحية أن المنطقة العربية تواجه تحديات وأزمات كثيرة، وركز القادة العرب، في كلماتهم بالقمة، على دعم وتأييد الحملة العسكرية لعودة الشرعية في اليمن «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين، وإنشاء قوة تدخل عربية، بالإضافة إلى الوضع في سورية وليبيا والعراق والقضية الفلسطينية. ومن المقرر أن تناقش القمة العربية مشروع قرار وافق عليه وزراء الخارجية العرب، في اجتماع تحضيري بشرم الشيخ، الخميس الماضي، بإنشاء قوة عسكرية عربية، لمواجهة التهديدات الأمنية.

أمير الكويت: الترفع عن الاختلاف والخلاف

وألقى أمير دولة الكويت، رئيس الدورة العادية الـ25، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كلمة تناول خلالها الأوضاع العربية والتحديات الراهنة، لافتاً إلى أن الفترة التي تزامنت مع الدورة السابقة للقمة الـ25، كانت بالغة الدقة وشديدة التعقيد. وأكد ضرورة الترفع عن الاختلاف والخلاف في إطار عمل عربي مشترك. وأشار إلى آفة الإرهاب كأبرز التحديات التي نواجهها ويواجهها العالم أجمع، مؤكداً ضرورة أن تكون جهودنا لمكافحة هذه الظاهرة شاملة فكراً وعقيدة. ونبه إلى أن المشهد السياسي في الوطن العربي يزداد سوءاً وتعقيداً، سواء كان ذلك بالتصعيد الذي رافق الوضع في ليبيا، أو التدهور الأمني الذي يعانيه الأشقاء في اليمن.

وقال سموه إن الكويت أعلنت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في حقها بالدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت كل الجهود، في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية.

وفي ختام كلمته، ثم تم تسليم رئاسة القمة من دولة الكويت إلى مصر رئيسة الدورة العادية الـ26، حيث ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كلمة الافتتاح.

السيسي يدعو إلى تأسيس قوة عربية مشتركة

وأكد السيسي، في كلمته، خطورة العديد من القضايا التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة، في أنحاء الوطن العربي، والتي وصفها بأنها بلغت حداً جسيماً وغير مسبوق، من حيث عمق بعض الأزمات، واتساع نطاقها، وسوء العواقب المترتبة عليها في الحاضر والمستقبل.

ولفت إلى أن انعقاد القمة «اليوم»، تحت عنوان: «التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي»، يمثل تعبيراً عن إدراكنا ضرورة أن نتصدى لتلك القضايا، دون إبطاء أو تأجيل، من خلال منهج يتسم بالتوازن والصدقية، وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية. وأشار إلى أن أمتنا العربية عانت المحن والنوازل، منذ إنشاء جامعتها، بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية، أو للتخلص من الاستعمار، أو الحروب التي خاضتها دفاعاً عن حقوقها، وبين تداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية، لكن هذه الأمة وفي أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت تحدياً لوجودها وتهديداً لهويتها العربية، كالذي تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها.

وشدد الرئيس المصري على أن ذلك التحدي الجسيم لهوية الأمة، ولاستقرار مجتمعاتها ولطبيعتها العرببة الجامعة، يجلب معه تحدياً آخر لا يقل خطورة، لأنه يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها، وهو الإرهاب والترويع اللذان يمثلان الأداة المثلى لهؤلاء الذين يروجون أي فكر متطرف، يهدم كيان الدولة، ويعمل على تقويضها.

وقال السيسي إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لمواجهة كل تلك التحديات، تتطلب منا منهجاً للمعالجة، يتميز بالصدقية والفاعلية، الأمر الذي ينبغى أن يدعونا للتفكير في اتخاذ إجراءات عملية جماعية ذات مغزى ومضمون حقيقي، تتسق مع أهدافنا في الحفاظ على الهوية العربية وتدعيمها، وصد محاولات التدخل الخارجي في شؤوننا.

وقال لقد مرت بأمتنا مراحل لم تزد في أخطارها عما نعايشه اليوم، فرأى قادة الأمة العربية معها أنه لا مناص من توحيد الجهود لمواجهتها، وأنه لابد من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب عليها، لكنه مهما كان تقييمنا لمدى نجاح كل تلك الجهود، وإزاء إمكانية تفاقم الأوضاع والتحديات الراهنة من إرهاب يداهم ويروع، ومن تدخلات خارجية شرسة، نحتاج إلى التفكير بعمق وبثقة بالنفس في كيفية الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات، من خلال تأسيس «قوة عربية مشتركة»، دونما انتقاص من سيادة أي من الدول العربية واستقلالها، وبما يتسق وأحكام ميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفي إطار من الاحترام الكامل لقواعد القانون الدولي، ودون أدنى تدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف.

وقال السيسي: لقد أكدنا مراراً أهمية دور المؤسسات الدينية في التصدي للفكر المتطرف، لأن من يسير في طريقه الوعر سينزلق حتماً إلى هاوية الإرهاب، ما لم يجد سبيلاً ممهدة لصحيح الدين.

وشدد على أن ما آلت إليه أوضاع ليبيا الشقيقة، لا يمكن السكوت عليه، ولا يخفى عليكم أن استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا لا تحتل فقط أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخية القديمة، ولكن للإقليم والمنطقة العربية ككل، على ضوء تشابك التهديدات ووحدة الهدف والمصير. وأشار إلى الأزمة السورية، التي باتت مأساة يتألم لها الضمير العالمي، وإننا ننظر بقلق بالغ حيال استمرار معاناة الشعب السوري، فالأوضاع المتردية هناك تتفاقم يوماً بعد يوم، وقد شاهدنا ما أدى إليه التدهور من إيجاد حالة فراغ استغلتها التنظيمات الإرهابية، فصار استمرار هذا الوضع المؤسف يهدد أمن المنطقة بأسرها. وقال إن الحاجة ملحة للتعاون والتنسيق، لاعتماد تصور عربي يفضي إلى إجراءات جدية لإنقاذ سورية، وصون أمن المنطقة.

وأكد السيسي أن نجاح العراق في إتمام الاستحقاقات الدستورية، التي توجت بتشكيل الحكومة الجديدة، يستدعي منا تقديم المساندة للخطوات الإيجابية، التي شرعت الحكومة في تبنيها لاستعادة الأمن والاستقرار.

وقال إن مصر تتابع باهتمام التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية، في ظل التحديات الكبرى التي تشهدها المنطقة. كما أشار إلى ما يعانيه الصومال من عدم استقرار، وتهديدات لحياتهم اليومية منذ أكثر من عقدين.

وقال الرئيس المصري إنه رغم جسامة التحديات والتهديدات التي تواجهها أمتنا العربية، فسيظل اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية راسخاً، إدراكاً منها أن حل هذه القضية هو أحد المفاتيح الرئيسة لاستقرار المنطقة، التي لن تهدأ أبداً طالما ظلت حقوق الشعب الفلسطيني مهدرة.

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 






 

 
تويتر