هل أسقط مساعد الطيار الطائرة الألمانية عمداً؟

المحققون يقومون بتفتيش منزل مساعد الطيار بحثاً عن ادلة. إي بي أيه


بدأ المحققون تفتيش منزل اندرياس لوبيتز مساعد قائد الطائرة التابعة لشركة "جيرمان وينغز" التى تحطمت فى وقت سابق فى منطقة جبال الألب الفرنسية بحثاً عن معلومات ربما تفيد فى كشف اسباب وقوع الكارثة بعد اتهامات فرنسية للطيار الألماني بالتسبب بتحطم الطائرة بشكل متعمد.

وتفصيلاً، ذكرت وكالة إي بي أيه أن المحققين زاروا اليوم بيت لوبيتز في منطقة مونتاباور بعد أن اتهم المدعي العام الفرنسي بريس روبان خلال مؤتمر صحافي لوبيتز بالقول أن مساعد قائد الطائرة حطمها بشكل مقصود مستبباً بموت 150 شخصاً كانوا على متنها.

وكان روبان المكلف التحقيق في تحطم طائرة الايرباص ايه320 التابعة لشركة جيرمان وينغز، اليوم، قال إن مساعد الطيار الذي كان بمفرده في قمرة قيادة الطائرة تسبب عمداً بسقوط الطائرة"، وكانت لديه على الارجح "رغبة في تدميرها"، لكنه استبعد مع ذلك فرضية العمل الارهابي.

واكد رئيس مجموعة لوفتهانزا الشركة الأم لجيرمان وينغز كارستن شبور أنه "ليس هناك أي مؤشر" إلى الأسباب التي دفعت مساعد الطيار في طائرة الأيرباص ايه320 التي تحطمت، إلى الارتطام بالجبل.

وقال شبور في مؤتمر صحافي في كولونيا غرب المانيا "نحن مذهولون هنا في لوفتهانزا كما في جيرمان وينغز"، مؤكدا أنه لا وجود لنظام يتيح منع حدوث مثل هذه الاعمال.

وقال "أياً كانت التدابير الأمنية التي يمكن اتخاذها في الشركة، ومهما كانت درجة صرامة الاجراءات، لا يمكن لشيء أن يمنع مثل هذا العمل المعزول. لا يوجد نظام في العالم يمكنه منع ذلك".

وكان مصدر قريب من التحقيق أشار إلى أن تحليل الاصوات والحركة داخل القمرة في الصندوق الأسود الذي عثر عليه أول من أمس تظهر أن أحد الطيارين وبعد بداية عادية للرحلة، غادر القمرة واستحال عليه العودة خلال سقوط الطائرة من علو مرتفع وتحطمها الذي استغرق ثماني دقائق في جبال الالب الفرنسية.

وقال روبان في مؤتمر صحافي في مارينيان قدم خلاله النتائج الاولية لتحليل تسجيلات الصندوق الأسود أن أندرياس لوبيتز (28 عاما) "سمح عمدا بسقوط الطائرة".

لكنه أكد أنه "لا مؤشر" الى أن لدى مساعد الطيار "ميولا ارهابية"، و"لا شىء يسمح بالقول أنه هجوم إرهابي في هذه المرحلة".

وفي برلين، أكد وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيار أنه لا يوجد مؤشر على ميول رهابية لدى مساعد الطيار. وقال للصحافيين في برلين "في ما يتعلق بمساعد الطيار واستنادا الى المعلومات المتوفرة حاليا، وبعد تقاطع المعلومات التي في حوزتنا حوله، لا توجد مؤشرات ارهابية".

وتابع القاضي روبان معتمدا على التسجيل أنه "خلال العشرين دقيقة الأخيرة يسمع تبادل حديث مجاملات بين الطيار ومساعده". وأضاف "بعد ذلك أعد قائد الطائرة رسالة الابلاغ بالهبوط في دوسلدورف (المانيا) وسمع مساعد الطائرة "يرد بتهكم".

وأضاف أنه يسمع الطيار بعد ذلك يطلب من مساعده تولي القيادة، ثم صوت كرسي يتم تحريكه الى الوراء. وبعد خروج الطيار، بقي مساعده "وحده في القيادة" في القمرة حتى سقوط الطائرة.

وأوضح أن مساعد الطيار "رفض عمداً فتح باب القمرة للطيار"، مشيراً إلى أن "نداءات عدة سمعت تطلب منه فتح باب قمرة القيادة لكنه لا يرد".

وأضاف المحقق أن مساعد الطيار وعندما كان بمفرده في قمرة القيادة "ضغط الزر الذي يباشر عملية الهبوط لسبب لا نزال نجهله تماما لكن يمكن تفسيره على أنه رغبة في تدمير الطائرة".

وأكد روبان أن مساعد الطيار "كان يملك القدرة والأهلية لقيادة الطائرة، وعمل في الشركة نحو مئة ساعة على الطائرة".

وختم المدعي بالقول أن الأشخاص ال150 على متن الطائرة "ماتوا على الفور"، إذ "لم نسمع صراخاً سوى في اللحظات الأخيرة". وتم انتشال الأشلاء الأولى للضحايا ال150 على متن الطائرة، ونقلها عبر مروحيات، أمس، من قبل فرق الانقاذ في مكان الحادث بالقرب من دينيه (جنوب شرق).

وأعلن الدرك الفرنسي أن عمليات انتشال الجثث والبحث عن الصندوق الأسود الثاني الذي يتضمن بيانات الرحلة "استؤنفت" الخميس. وتم نقل اطباء شرعيين وعناصر من الدرك المتخصصين في المناطق الجبلية مجددا الى منطقة الحادث.

وينتظر وصول مئات الاشخاص من أقارب وأصدقاء الضحايا من ألمانيا وأسبانيا وسيتم استقبالهم في بلدتي سين ليزالب ولو فيرنيه القريبتين من مكان الحادث.

تويتر