قلق أميركي بشأن تزايد نفوذ «داعش» في ليبيا

الجيش يقصف معسكراً لميليشيات «فجر ليبيا» في طرابلس

مسلحون من ميليشيات «فجر ليبيا» قرب العاصمة طرابلس. إي.بي.إيه

قال مسؤولون إن الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، شنّت غارات جوية على معسكر تابع لميليشيات فجر ليبيا، أمس، وحاولت قصف المطار في العاصمة طرابلس، التي يسيطر عليها فصيل منافس لها، فيما قال رئيس أركان الجيش، عبدالرزاق الناظوري، إن قواته باتت على مشارف طرابلس، مؤكداً أن الجيش سيدخل العاصمة من كل المحاور، بينما قال مسؤولون أميركيون ومسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية، إن بلادهم يساورها قلق عميق بشأن تزايد نفوذ تنظيم «داعش» في ليبيا.

وتفصيلاً، قالت مسؤولون ليبيون، إن طائرات الجيش شنّت غارات على مواقع ميليشيات فجر ليبيا، المصنفة إرهابية، في منطقة النقلية على طريق المطار. وقال صقر الجروشي، وهو قيادي في سلاح الجو بشرق ليبيا، إن طائراته قصفت مطار معيتيقة في طرابلس، ومعسكراً يستخدمه «فجر ليبيا» قرب مطار آخر بالعاصمة. وذكر مصدر أمني في طرابلس أن المعسكر قصف في ما يبدو، لكن الطائرات أخطأت هدفها، ولم تقصف المطار.

وقالت قناة «النبأ» التلفزيونية، ومقرها طرابلس، إن طائرات حربية قصفت أيضاً مطار زوارة بغرب البلاد، فيما قالت مصادر عسكرية إن سلاح الجو الليبي قصف أيضاً قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس.

يأتي القصف بعد يوم من إعلان الحكومة أنها بدأت هجوماً عسكرياً «لتحرير» طرابلس، التي سيطرت عليها ميليشيات فجر ليبيا في أغسطس.

في المقابل، فقد قصفت طائرة حربية تابعة لميليشيات فجر ليبيا، بعد ظهر السبت، مطار الزنتان غربي ليبيا. ويبدو أن ذلك يأتي رداً على قصف جوي شنته طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي على مواقع داخل طرابلس تابعة لميليشيات فجر ليبيا، التي ردت بواسطة المضادات الأرضية.

من ناحية أخرى، قال مسؤولون أميركيون إن من وصفوهم بأنهم «كبار» قادة الدولة الإسلامية سافروا إلى ليبيا، التي تشهد صراعاً مسلحاً للمساعدة على تجنيد وتنظيم صفوف المتشددين، خصوصاً في مدينتي درنة وسرت.

وأظهر تقرير وزعه مكتب الأمن الدبلوماسي، التابع للخارجية الأميركية، أنه منذ أواخر يناير نفذ متشددو «داعش» هجمات شملت تفجيراً انتحارياً وهجوماً على فندق كورنثيا الفخم في طرابلس، وهجوماً على حقل المبروك النفطي إلى الجنوب من سرت. ونشر المتشددون تسجيل فيديو على الإنترنت يظهر ذبح 21 مصرياً مسيحياً خطفهم التنظيم على أحد شواطئ ليبيا.

وقالت وثيقة وزارة الخارجية، إن تقديرات أعداد مقاتلي «داعش» الذين يعملون في ليبيا تراوح بين 1000 و3000. وأشار التقرير إلى أن نحو 800 مقاتل يتمركزون في منطقة درنة وحدها، بينهم ما يصل إلى 300 قاتلوا في وقت سابق في سورية أو العراق.

وقال مسؤولون أميركيون إن ليبيا أصبحت بفضل موقعها الاستراتيجي منصة انطلاق للمقاتلين المحتملين من مختلف أنحاء منطقة شمال إفريقيا، الذين يسعون إلى الانضمام إلى «داعش». ويستطيعون السفر إلى سورية للحصول على الخبرة القتالية.

وأظهر تقييم وزارة الخارجية الذي كان موقع فري بيكون على الإنترنت أول من تحدث عنه، أن تفكك السلطة المركزية في ليبيا «منح (داعش) ثغرة لينشئ موطئ قدم شرعي». وذكر التقرير أن «داعش» لم يحقق سوى نجاح محدود في السيطرة على أراض في ليبيا والاحتفاظ بها.

 

تويتر