واشنطن لم تحدّد جدولاً زمنياً للهجوم على الموصل.. وأستراليا ترسل 300 جندي إضافي إلى العراق

القوات العراقية تتقدَّم نحو تكريت بإشراف إيراني

صورة

حاصرت القوات العراقية، مدعومة بفصائل شيعية مسلحة، أمس، تنظيم «داعش» في تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، ومدن مجاورة في اليوم الثاني من أكبر هجوم تشنه هذه القوات على معاقل التنظيم المتطرف. وفي وقت أكدت فيه واشنطن أنه لا جدول زمنياً للهجوم، الذي تستعد القوات العراقية لشنه ضد التنظيم في الموصل، أعلنت أستراليا إرسال 300 جندي إضافي إلى العراق، حيث سيشاركون خصوصاً مع نظرائهم النيوزيلانديين في تدريب القوات العراقية على محاربة التنظيم.

وقال مسؤولون عسكريون عراقيون، أمس، إن قوات الأمن، التي تدعمها فصائل شيعية تعرف باسم «وحدات الحشد الشعبي»، تتقدم تدريجياً نحو تكريت، وأن تقدمها تباطأ بسبب تفجيرات القنابل على جانب الطرق ونيران القناصة.

ولم تدخل هذه القوات تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، أو بلدة الدور المطلة على نهر دجلة، التي يصفها مسؤولون بأنها مركز رئيس لتنظيم «داعش».

وفي الجناح الجنوبي للهجوم، قال مسؤولون بالشرطة والجيش إن القوات الحكومية التي تتحرك شمالاً من مدينة سامراء قد تشن هجوماً على الدور في وقت لاحق.

وقال شهود، لـ«رويترز»، إن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، الذي ساعد في تنسيق الهجمات المضادة على «داعش»، منذ استيلاء التنظيم على جانب كبير من شمال العراق في يونيو الماضي «يشرف على جزء على الأقل من العملية».

ويسلط وجوده على خط الجبهة الضوء على نفوذ إيران على المقاتلين الشيعة، الذين كانوا عاملاً رئيساً في احتواء المتطرفين في العراق. وعلى النقيض، فإن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسورية، لم يكن لها دور حتى الآن في تكريت حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أول من أمس، لأسباب ربما كان من بينها الوجود الإيراني الكبير. وكان سليماني يوجه العمليات ضد الجناح الشرقي من قرية تبعد نحو 55 كيلومتراً عن تكريت، تدعى البو رياش، بعد استعادتها من «داعش» منذ يومين. وكان مع سلماني قائدان عراقيان لقوات شيعية، هما قائد «الحشد الشعبي» أبومهدي المهندس وزعيم «منظمة بدر» التي تعد من أقوى الفصائل الشيعية، هادي العامري. وقال شاهد يرافق قوات الأمن بالقرب من البو رياش «كان (سليماني) يقف على قمة تل يشير بيديه نحو المناطق التي لايزال يعمل فيها التنظيم». ويعد هذا الهجوم أكبر عملية عسكرية في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، منذ الصيف الماضي، عندما قتل التنظيم مئات الجنود العراقيين، الذين تخلوا عن قاعدتهم العسكرية في معسكر سبايكر خارج تكريت.

ومن الممكن أن يؤثر سير العمليات في تكريت بمحافظة صلاح الدين في الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية، وهي أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم. وفي هذا الشأن، أكد منسق التحالف الدولي ضد التنظيم، الجنرال الأميركي جون آلن، أنه لا جدول زمنياً للهجوم الذي تستعد القوات العراقية لشنه ضد التنظيم في العراق، خصوصاً المعركة المرتقبة في الموصل.

وقال، أمام مركز أبحاث «أتلانتيك كاونسل» في واشنطن: «علينا أن نقاوم إغراء تحديد جدول زمني» للهجمات المرتقبة ضد المتطرفين، مثل معركة الموصل.

وأضاف أن «الأهم من الجدول الزمني هو الاستعداد»، مشدداً خصوصاً على ضرورة التحضير لمرحلة ما بعد المعركة، لجهة القدرة على تلبية احتياجات سكان المناطق التي تستعاد من التنظيم.

وفي هذا الصدد، قال الجنرال الأميركي إن الاستعدادات يجب أن تشمل تشكيل قوة شرطة لضمان «أمن» السكان، وتعيين سلطات محلية لحكم المدينة، وتمثيل الحكومة المركزية، والاهتمام باللاجئين الراغبين بالعودة إلى ديارهم وإعادة الخدمات العامة.

وكانت «البنتاغون» نفت، يوم الجمعة الماضي، أن تكون تضغط على القوات العراقية لشن هجوم عسكري، لاستعادة الموصل، مؤكدة أن تحديد موعد هذا الهجوم عائد إلى بغداد.

إلى ذلك، أعلن آلن أن الولايات المتحدة «ستحمي» مقاتلي المعارضة السورية الذين ستدربهم وتسلحهم، حالما يصبحون في ميدان القتال.

وقال «لدينا مشروع واضح لتدريبهم وتجهيزهم بأحدث الأسلحة، ولكن أيضاً لحمايتهم عندما يحين الوقت».

ورداً على سؤال عما إذا كانت حماية هؤلاء المقاتلين يمكن أن تتم من خلال فرض منطقة حظر جوي، قال الجنرال آلن إن «كل هذه الخيارات جارٍ بحثها».

وأكد أنه «من المهم ألا تفكروا في أننا لن ندعم هؤلاء المقاتلين».

من جهتها، أعلنت أستراليا، أمس، إرسال 300 جندي إضافي إلى العراق، حيث سيشاركون خصوصاً مع نظرائهم النيوزيلانديين في تدريب القوات العراقية. وأكد رئيس الوزراء الأسترالي، توني آبوت، أن إرسال هؤلاء الجنود تم تلبية لطلب رسمي، تقدمت به الحكومتان العراقية والأميركية.

وقال للصحافيين في كانبيرا «أريد أن ألفت إلى أننا لم نتخذ هذا القرار من دون تفكير، في نهاية المطاف فإن العراق هو من يتعين على القضاء على طائفة الموت (داعش)، لكننا لا نريد ترك العراقيين وحدهم».

وأضاف «نحن بالطبع نتردد، كشعب محب للسلام، في إقحام أنفسنا في نزاعات بعيدة، لكن كما نعلم فإن هذا النزاع أسقط نفسه على بلادنا». وينتشر في العراق حالياً 170 جندياً أسترالياً من القوات الخاصة، في مهمة لتدريب القوات العراقية. والأسبوع الماضي، أعلنت السلطات النيوزيلاندية أنها سترسل قريباً إلى العراق 140 جندياً في مهمة تدريب ودعم.

من جهة ثانية، قال آبوت إن نحو 100 مواطن أسترالي يقاتلون حالياً في صفوف «داعش»، في سورية والعراق، في حين هناك نحو 150 مواطناً آخر يدعمون التنظيم من داخل أستراليا. وستنتشر القوة الأسترالية كما النيوزيلاندية، اعتباراً من مايو المقبل في قاعدة تاجي العسكرية، شمال بغداد.

تويتر