مخاوف على مواقع تاريخية عراقية بعد تدمير «داعش» آثار الموصل

8 قتلى بهجمات بقنابل وصواريخ في بغداد

صورة

قتل ثمانية أشخاص على الأقل، أمس، في هجمات بقنابل وصواريخ بالعاصمة العراقية بغداد. في حين أبدى علماء وخبراء في الآثار مخاوف على مصير مواقع أثرية في شمال العراق، بعضها على لائحة التراث العالمي، غداة نشر تنظيم «داعش» شريطاً مصوراً، يظهر تدمير آثار وتماثيل تاريخية في الموصل، بينما دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التدمير «الوحشي» لآثار العراق.

وقالت مصادر في الشرطة العراقية إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا في هجمات بقنابل وصواريخ في بغداد.

وأضافت أن قنبلة انفجرت في حي السيدية، الذي تقطنه أغلبية سنية ويقع بجنوب بغداد، أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين، فيما قتل شخصان إثر سقوط صاروخي كاتيوشا في حي الشرطة القريب.

وقتل ثلاثة آخرون، عندما انفجرت قنبلة في حي سبع البور، شمال العاصمة.

إلى ذلك، عثرت الشرطة، أمس، على جثث ستة شبان مجهولي الهوية في حي الحسينية شمال بغداد. وقالت الشرطة إن الستة قتلوا بالرصاص، وكانت الجثث معصوبة الأعين، ومكبلة الأيدي.

من ناحية أخرى، أعرب علماء وخبراء في الآثار عن مخاوفهم على مصير مواقع أثرية في شمال العراق. وتشمل هذه المواقع مدينة الحضرة التاريخية، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، ونمرود. وتقع المدينتان إلى الجنوب من الموصل، ثانية كبرى مدن العراق، والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، منذ هجوم كاسح شنه في يونيو الماضي.

وقال عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الأميركية، عبدالأمير حمداني، لـ«فرانس برس»، أمس، «هذه ليست نهاية القصة، وعلى المجتمع الدولي التدخل»، في إشارة إلى الشريط الذي نشره التنظيم، أول من أمس، لتدمير آثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل. وقام العناصر برمي التماثيل أرضاً وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها، كما استخدموا آلة ثقب كهربائية، لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في الموصل.

وقال حمداني، الذي عمل سابقاً مع دائرة الآثار العراقية، إن عناصر التنظيم، الذين شوهوا التمثال عند بوابة نركال «أبلغوا الحراس بأنهم سيدمرون نمرود».

وطلبت مديرة «اليونيسكو»، إيرينا بوكوفا، أول من أمس، عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، على خلفية تدمير الآثار في الموصل، معتبرة أن حماية الإرث الثقافي العراقي «جزء من أمن البلاد». في السياق، دان الرئيس الفرنسي في الفلبين التدمير «الوحشي» لآثار تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام بأيدي متطرفي «داعش» في الموصل.

وقال هولاند، أمام صحافيين، إن «الوحشية تطال الأشخاص، والتاريخ، والذاكرة، والثقافة»، مضيفاً أن «ما يريده هؤلاء الإرهابيون هو تدمير كل أوجه الإنسانية».

وأكد أن «السعي إلى تدمير التراث يعني السعي إلى تدمير كل الذين يحملون رسالة ثقافة».

من جهته، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أن المشاهد المروعة التي بثها تنظيم «داعش» الإرهابي لعناصره، وهي تحطم مقتنيات متحف نينوى الأثرية «جريمة وحشية، تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها».

واستنكر، في بيان أمس، عمليات الخطف والتنكيل، التي ارتكبها تنظيم «داعش»، ضد أبناء الطائفة الآشورية، والفظاعة التي ترتكب بحق البشر والحجر، ورموز الحضارة الآشورية، التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

تويتر