قوات الاحتلال تقمع مسيرة شمال الضفة.. وتستهدف بنيرانها مزارعي خانيونس جنوب غزة

البرلمان الإيطالي يؤيّد الاعــتراف بدولة فلسطين

جنود الاحتلال يمارسون إرهابهم ضد محتجّ فلسطيني في مدينة الخليل. أ.ف.ب

أيد البرلمان الإيطالي، أمس، قراراً غير ملزم يحث الحكومة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حيث رحبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار ووصفته بالشجاع. وفيما طالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل المسؤوليات المباشرة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أصيب فلسطينيان بالرصاص المطاطي، وآخرون بالاختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة فلسطينية شمال الضفة الغربية،في حين اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين، أمس، منطقة تقع فيها مقامات دينية تاريخية إسلامية في بلدة كفل حارس شرق سلفيت وسط الضفة الغربية المحتلة، من أجل تأدية طقوس تلمودية.

وتفصيلاً، أيد النواب الإيطاليون، أمس، قراراً غير ملزم يحث الحكومة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في خطوة تسلط الضوء على خيبة الأمل الأوروبية من مفاوضات السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وصوت 300 عضو في مجلس النواب الإيطالي بالموافقة على الاقتراح، الذي قدمه الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء ماتيو رينتسي مقابل رفض 45 عضواً. وفي حين تعترف معظم الدول النامية بالدولة الفلسطينية لا تعترف معظم الحكومات الأوروبية بها، وتدعم الموقف الإسرائيلي والأميركي الذي يدعو لضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة، من خلال المفاوضات مع إسرائيل.

وقد رحبت الرئاسة الفلسطينية بقرار البرلمان الإيطالي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967. وأكدت الرئاسة، في بيان لها، أن هذا القرار الشجاع من قبل البرلمان الإيطالي سيدعم المسيرة السلمية، ويعزز فرص السلام، وإنقاذ حل الدولتين المدعوم من قبل المجتمع الدولي. وأعربت الرئاسة عن أملها أن تقوم الحكومة الإيطالية بتحويل دعوة البرلمان الإيطالي إلى اعتراف كامل بالدولة الفلسطينية.

وحول الممارسات الإسرائيلية، قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، السفير محمد صبيح، إنه كان متوقعاً حدوث مثل هذا التخريب، الذي طالما تكرر كلما اقتربت الانتخابات الإسرائيلية، فهذا اليمين الإسرائيلي المتوحش هو الذي يحرض على هذه الأعمال، وهذا المناخ الذي يغير رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحزب الليكود والأحزاب اليمينية.

وأضاف أننا نرى التطرّف بكل معانيه، والعنصرية بكل أبعادها، تطبق الآن على الأرض الفلسطينية، حيث ينال المسجد الأقصى قسطاً كبيراً من ذلك من اقتحامات تكاد يومية على الأقصى، بالإضافة إلى الاعتقالات التي تنفذها قوات الاحتلال ومنع المصلين والمرابطات من دخول الأقصى.

وأردف السفير صبيح، إنه خلال 24 ساعة تم حرق مسجد الجبعة جنوب غرب بيت لحم، ليتبع ذلك الاعتداء على كنيسة الروم الأرثوذوكس في جبل صهيون بمدينة القدس، التي تعرضت لأكثر من مرة من الاعتداءات من قبل قطعان المستوطنين، وهذا يدل على مدى الكراهية وعدم قبول للآخر.

وحمّل صبيح المسؤولية على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، موضحاً انه لابد من دعم المقدسيين دعماً كاملاً في الأيام المقبلة حفاظاً على المقدسات وعلى أهل القدس.

وقال إن المطلوب من القمة العربية المقبلة أن تخصص مساحة واسعة لدعم أهل القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث إن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة خطرة جداً، وتحتاج إلى وحدة الصف القوي في وجه هذا اليمين، والمشاركة بكل ما نستطيع في هذه الانتخابات حتى نخرج مجموعة من الشباب الوطني للوقوف أمام هذه التوجهات الإسرائيلية الخطرة في داخل الكنيست الإسرائيلي.

على صعيد المواجهات، أصيب فلسطينيان بالرصاص المطاطي، فيما أصيب آخرون بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقامت قوات الاحتلال باعتراض وقمع مسيرة فلسطينية عند البوابة الشرقية لبلدة عزون شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وأمطرتها بالقنابل المسيلة للدموع وبالرصاص المطاطي، فيما رشق الشبان الجنود بالحجارة.

ومن ناحية أخرى، جرح جندي اسرائيلي خلال تصدي الشبان الفلسطينيين لقوات الاحتلال في مخيم العروب قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية .

من جهة أخرى، اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين أمس منطقة تقع فيها مقامات دينية تاريخية إسلامية في بلدة كفل حارس شرق سلفيت وسط الضفة الغربية المحتلة، من أجل تأدية طقوس تلمودية.

ويقوم المستوطنون بشكل متكرر باقتحام تلك المنطقة بادعاء أنها قبور لأنبياء يهود، في حين أنها مقامات صوفية معروفة تاريخياً في المنطقة.

وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال والمستوطنين دهموا المنطقة فجراً، وشرعوا بطقوس ورددوا عبارات دينية يهودية على مدار ساعات تخللها عبارات الوعيد للعرب، وكتابة شعارات معادية لهم في المنطقة قبل أن يغادروا المكان.

في السياق، دان المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، عبدالعزيز بن عثمان التويجري، قيام متطرفين يهود ممن يسمى عصابة «دفعة الثمن» أول من أمس، بإحراق كنيسة رقاد السيدة مريم في القدس، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بها وكتابة شعارات عنصرية مسيئة للمسيح عليه السلام على جدرانها.

ودعا التويجري المجتمع الدولي إلى إدانة هذا العمل الإرهابي الإجرامي، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم للأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على أرضه.

وفي غزة، فتح جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه المزارعين شرق محافظة خانيونس جنوب القطاع. وذكر مصادر محلية فلسطينية أن جنود الاحتلال المتمركزين قرب بوابة أبو ريدة شرق بلدة خزاعة أطلقوا النار نحو المزارعين خلال وجودهم بأراضيهم، مشيراً إلى أنه لم يبلغ عن وقوع إصابات بينهم.

من جهتها، قالت شركة توزيع كهرباء غزة، أمس، إن نظيرتها الإسرائيلية رفضت إصلاح خط «بغداد» لتوزيع الكهرباء بالقطاع الذي تعطل منذ الخميس، وأوضحت الشركة أن هذا الخط يعد أحد الخطوط الرئيسة المزودة للقطاع بالكهرباء من إسرائيل، مشددة على أنها ستواصل اتصالاتها ومتابعتها مع نظيرتها الإسرائيلية المتخصصة لإصلاح الخط الذي لايزال معطلاً، بسبب رفض الشركة الإسرائيلية التدخل لإصلاح العطب.

في الأثناء، تعرض معسكر تدريب للجيش الإسرائيلي في النقب الليلة قبل الماضية للاقتحام مرتين دون أن يشعر أي من الجنود بهذا الاقتحام، واستطاع المقتحمون أخذ ثلاث مولدات كهربائية والخروج من المنطقة في حين فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقاً في الحادث.

تويتر