صدّت هجمات عنيفة لـ «داعش» قرب أربيل

القــوات الكــرديــة تستعـيـــد حقل خباز النفطي في كركوك

عناصر من ميليشيات موالية للحكومة العراقية ترفع علامة النصر في قرية بروانة خارج بلدة المقدادية بمحافظة ديالى بعد تحريرها من «داعش». أ.ف.ب

استعادت قوات البشمركة الكردية، مساء أمس، بدعم من قوات التحالف الدولي، السيطرة على حقل خباز النفطي وعدد من القرى في منطقة كركوك شمال العراق، كما حررت موظفين احتجزهم تنظيم «داعش» في المنطقة نفسها. في حين صدت قوات البشمركة هجمات واسعة شنها التنظيم على محاور عدة في منطقة مخمور التابعة لمحافظة أربيل.

وقال مدير شرطة الاقضية والنواحي، العميد سرحد قادر، إن «قوات البشمركة والشرطة طهّرت حقل خباز، وتمكنت من الدخول إليه بعد تطويقه ساعات».

وأكد أن «عمليات التطهير شملت قرى الاظفر والروت والهندية والعسل وملا عبدالله وتل الورد، وهي مناطق بالتماس مع عناصر (داعش)، وتم تحرير هذه القرى بشكل كامل».

من جهته، قال قائد عمليات البشمركة اللواء وستا رسول، إن القوات الكردية تمكنت من تحرير جميع الرهائن من الموظفين الذين كانوا محتجزين في الموقع في ملجأ تحت الأرض، بعد فرار عناصر التنظيم.

وسيطر «داعش» الليلة قبل الماضية على حقل خباز النفطي، وهو أحد أكبر حقول منطقة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق، واحتجز 24 من موظفيه، بعد الهجوم الذين شنه على المدينة الخميس الماضي.

وقال مسؤول في شركة «نفط الشمال»، أمس، قبل استعادة الحقل، إن «تنظيم داعش اقتحم حقل خباز النفطي الواقع في ناحية الملتقى غرب كركوك (30 كلم)، واحتجز 24 موظفاً نفطياً مناوباً لتشغيل الحقل».

وينتج الحقل الواقع على الحدود الفاصلة بين سيطرة السلطات العراقية والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم غرب كركوك 35 ألف برميل يومياً. وطلب التنظيم من الموظفين وقف عمليات الإنتاج، وبعد ذلك انقطع الاتصال معهم، بحسب المسؤول الذي أكد أن «المعلومات تشير إلى أن الموظفين محتجزون الآن في أحد ملاجئ حقل الخباز، وهم رهائن لدى تنظيم داعش».

واندلع حريق داخل الحقل الذي يضم 400 بئر نفطية منتجة، بحسب المصدر.

بدوره، أكد مصدر أمني في شركة «نفط الشمال»، أن «الموظفين لم يستطيعوا الخروج بسب الاشتباكات، وظلوا عالقين في الموقع النفطي».

وتسلل مسلحو التنظيم إلى داخل الحقل، بالتزامن مع هجوم كبير على كركوك من أربعة محاور، قتل خلالها 19 من عناصر قوات البشمركة الكردية بينهم ضابط كبير.

ونفذ طيران التحالف الدولي طلعات مكثفة فوق الموقع، لمنع وصول امدادات إلى المسلحين داخل الحقل، ومنع تهريب الرهائن، بحسب مسؤول أمني.

من جهة أخرى، أكد مصدر في قوات البشمركة مقتل اللواء حسين منصور أحد القادة خلال عملية عسكرية قرب الحقل.

وأوضح المسؤول الأمني، رافضاً الكشف عن اسمه، أن منصور «قتل بنيران قناص عندما كان يتقدم جنوده خلال العملية التي أسفرت عن تطهير قرية الاضيفر، الواقعة بين حقل خباز، وناحية الملتقى، غرب كركوك».

وكان هذا الضابط مسؤول قوات البشمركة في ناحية جلولاء، التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم «داعش». وشارك في هذه العملية قوات مكافحة الإرهاب والبشمركة والشرطة، باسناد من طيران التحالف الدولي.

وقتل في الوقت ذاته ضابط برتبة رائد في قوات البشمركة، وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار منزل مفخخ بقوات البشمركة في قرية العسل، القريبة من الحقل النفطي. وقال الضابط الكردي «نطوق حقل الخباز الآن من جميع الاتجاهات، لكننا لم نقتحمه، بسبب قيام داعش بتفخيخ المكاتب والطريق المؤدية إلى المكان». وتمكنت، أمس، القوات الكردية كذلك من فرض سيطرتها على مناطق التماس الفاصلة مع التنظيم جنوب غرب كركوك.

وقال مسؤول في البشمركة إن «القوات بدأت هجومها على معاقل داعش في ثلاثة محاور من قرية الملا عبدالله جنوب كركوك، وهي تحت السيطرة الآن».

إلى ذلك، أعلن مصدر في قوات البشمركة جنوب كركوك أن معلومات أولية تشير إلى مقتل الملا شوان في معركة، أول من أمس. وأضاف: «لقد تلقينا للتو خبر مقتل شوان من مركز الاستخبارات بكركوك». والملا شوان هدد في مقطع فيديو نشر باللغة الكردية، أول من أمس، باحتلال كركوك وأربيل. وكان شوان إمام وخطيب الجمعة في أحد مساجد اربيل التحق مع زوجته وأطفاله بصفوف «داعش» عقب سيطرته على الموصل.

وتمكنت قوات البشمركة من التصدي للهجوم وطرد عناصر التنظيم إلى خارج المدينة، وقتل 104 منهم أحدهم قيادي بارز ملقب باسم «أبوإحسان التركي» قائد «كتيبة المهاجر».

من جهته، أعلن الجيش الأميركي مقتل «خبير أسلحة كيماوية» في تنظيم «داعش» في غارة جوية شنها التحالف الدولي قرب الموصل السبت الماضي.

وقالت القيادة العسكرية الوسطى (سنتكوم) في بيان إن الغارة الجوية استهدفت أبومالك الذي كان «يؤمّن للتنظيم الإرهابي الخبرة اللازمة لحيازة قدرات عسكرية كيماوية». وأضاف البيان أن «أبومالك كان خبير أسلحة كيماوية، عمل في مصنع لإنتاج أسلحة كيماوية في عهد (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين، قبل أن ينضم في 2005 إلى تنظيم القاعدة، ثم إلى داعش».

وبحسب البيان، فإن مقتل أبومالك «يتوقع أن يقلص ويعطل مؤقتاً الشبكة الإرهابية، وأن يحد من قدرة التنظيم على احتمال إنتاج واستخدام أسلحة كيماوية ضد أناس أبرياء». وهي المرة الأولى التي تعلن فيها واشنطن عن أبومالك كشخصية رئيسة في التنظيم. في السياق، أعلنت البشمركة، أمس، أنها تصدت لهجمات واسعة شنها مسلحو «داعش» على محاور عدة في منطقة مخمور التابعة لمحافظة أربيل (350 كلم شمال بغداد).

وقال مسؤول محور مخمور، والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، نجاة علي، إن «قوات البشمركة في منطقة مخمور تصدت لهجمات متتالية شنها داعش، وأجبرته على الفرار تاركاً وراءه جثث عدد من القتلى ومعدات مدمرة».

وأشار إلى أن المعارك كانت الأشرس خلال الأيام الأخيرة «حيث اشتبكت البشمركة مع مسلحي داعش بالقنابل اليدوية والمسدسات، وأحياناً بالسلاح الأبيض».

من جانب آخر، أفاد مصدر قيادي من قوات البيشمركة في منطقة سنجار (470 كلم شمال غرب بغداد) بأن مسلحي «داعش» قصفوا بالهاونات مجمع حردان، شمال سنجار، مشيراً إلى أن قوات البشمركة ردت على مصادر النيران بقوة، وألحقت خسائر بالمسلحين.

 

 

تويتر