الطيران الإسرائيلي يقصف موقعاً للمدفعية السورية في الجولان.. والولايات المتحدة تطالب بعدم التصعيد

مقتل جنديين إسرائيليين بعـــــملية لـ «حزب الله» في مزارع شـــبعا

صورة

قتل جنديان إسرائيليان وأصيب سبعة آخرون في هجوم شنه «حزب الله» اللبناني على قافلة عسكرية إسرائيلية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في رد على مقتل جنرال إيراني وستة من عناصره بعملية إسرائيلية على القنيطرة السورية، في أكبر تصعيد بين الطرفين منذ حرب عام 2006. في حين قصفت الطائرات الإسرائيلية أهدافاً تابعة للمدفعية في الجيش السوري في الجولان، رداً على سقوط قذائف من سورية على منطقة مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وبينما سارع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى التأكيد على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للرد «بقوة على أي جبهة»، طالبت الولايات المتحدة جميع الأطراف بعدم التصعيد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن جنديين إسرائيليين قتلا، وأصيب سبعة آخرون في هجوم شنه «حزب الله» على قافلة عسكرية عند الحدود اللبنانية.

وأضاف أن صاروخاً مضاداً للدبابات ضرب مركبة (عسكرية)، ما أدى إلى مقتل جنديين اثنين وإصابة سبعة آخرين.

وقبل يومين من خطاب مرتقب للأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصرالله، حول الغارة الإسرائيلية على القنيطرة التي قتل فيها ستة من عناصر الحزب وجنرال إيراني، أعلن الحزب في بيان حمل «الرقم واحد» أن مجموعة من عناصره قاموا، ظهر أمس، باستهداف «موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة».

وأضاف البيان أن الموكب كان مؤلفاً «من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة»، وجرى استهدافه «بالأسلحة الصاروخية المناسبة، ما أدى إلى تدمير عدد منها، ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو»، مشيراً إلى أن المجموعة التي نفذت الهجوم تحمل اسم «مجموعة شهداء القنيطرة الأبرار»، (في إشارة إلى قتلى الحزب في غارة إسرائيلية في سورية) .

ووردت تقارير مبدئية في وسائل الإعلام اللبنانية بأن جندياً إسرائيلياً أسر خلال الهجوم، لكن الجيش الإسرائيلي ومصدراً سياسياً لبنانياً نفيا ذلك.

وقال المتحدث باسم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل»، اندريا تينينتي، إن أحد جنود القوة في جنوب لبنان قتل، أمس، من دون أن يعطي تفاصيل. وأضاف «ننظر في ملابسات هذا الحادث المأسوي».

وذكر أن الحادث وقع على مقربة من منطقة مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل. وأكد أن «يونيفيل» على اتصال وثيق مع كل الأطراف، وحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع التصعيد. وقال مسؤولون في إسبانيا إن الجندي إسباني.

وظلت المنطقة الحدودية هادئة إلى حد كبير منذ حرب 2006 التي دارت على مدى 34 يوماً بين إسرائيل و«حزب الله»، وقتل خلالها أكثر من 120 شخصاً في إسرائيل وأكثر من 500 في لبنان. وعبر الميجر جنرال إسرائيل زئيف، وهو ضابط متقاعد بالجيش الإسرائيلي، عن اعتقاده بأن هجوم أمس، هو محاولة من «حزب الله» لاجتذاب إسرائيل للحرب في سورية، حيث تقاتل الجماعة الشيعية مع قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

وقال إن «إسرائيل تدرك أننا بحاجة لاحتواء الأمور. تحتاج إسرائيل لحماية مصالحها دون اتخاذ أي تحركات غير ضرورية قد تجرنا للصراع في سورية».

من جهته، قال نتنياهو الذي جعل الأمن على رأس أولوياته في الانتخابات التي تجري في 17 مارس المقبل، إن إسرائيل مستعدة للتحرك بكل قوة على جميع الجبهات. وأضاف أن «الأمن يأتي قبل أي شيء آخر». وجاءت العملية بعد قصف طائرات مقاتلة من سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً تابعة للمدفعية في الجيش السوري، رداً على الهجمات على منطقة مرتفعات الجولان. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته ضربت مواقع مدفعية للجيش السوري قريبة من مرتفعات الجولان في ساعة مبكرة من صباح أمس، رداً على صواريخ أطلقت على المنطقة المحتلة في الجولان، أول من أمس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، إن الجيش الإسرائيلي يحمل الحكومة السورية المسؤولية عن جميع الهجمات التي تنطلق من أراضيها، مشيراً إلى أن الجيش سيعمل بأي وسيلة ضرورية للدفاع عن المدنيين الإسرائيليين، ولن يتم التسامح لمثل هذه الانتهاكات الصارخة للسيادة الإسرائيلية. وقال مصادر إسرائيلية إن الطيران الإسرائيلي استهدف فجراً قيادة «اللواء 90» في منطقة الكوم والفوار وأم باطنة في القنيطرة، ودوت صافرات الإنذار في الجولان مع قيام الطائرات بالقصف على سورية.

وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية وسط تنامي التوترات في المنطقة بعد 10 أيام من غارة إسرائيلية على سورية، قتلت جنرالاً إيرانياً وستة من مقاتلي «حزب الله» اللبناني، بينهم جهاد مغنية نجل القائد العسكري الذي اغتيل في دمشق في 2008.

وقال وزير الحرب الإسرائيلي، موشى يعلون، في بيان «إن الغارات الجوية التي استهدفت مناطق تسيطر عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد تبعث برسالة واضحة». وأضاف «لن نتهاون مع أي إطلاق نار صوب الأراضي الإسرائيلية أو أي انتهاك لسيادتنا، وسنرد بقوة وحسم».

وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، جين بساكي، للصحافيين إن المسؤولين الأميركيين «لا يريدون أن يروا تصعيداً للوضع»، مؤكدة أنه «يتعين على جميع الأطراف أن تتجنب أي عمل من شأنه تهديد وقف إطلاق النار القائم منذ فترة طويلة بين إسرائيل وسورية».

وأضافت «نؤيد حق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها، وكنا واضحين في إبداء مخاوفنا بشأن حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي سببتها الأزمة في سورية».

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية نسبت إلى مسؤول رفيع قوله إن إيران أبلغت الولايات المتحدة أن الضربة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني في سورية تجاوزت «الخطوط الحمراء»، وإن إيران سترد.

تويتر