استمرار المطاردات بحثاً عن «شريك أو أكثر» لمنفذي اعتداءات باريس

فرنسا تنشر 10 آلاف عسكري لضمان «أمن النقاط الحسّاسة»

صورة

أعلنت فرنسا، أمس، نشر 10 آلاف عسكري ورجل شرطة، لضمان أمن «النقاط الحساسة في البلاد»، لمواجهة خطر وقوع اعتداءات جديدة، خصوصاً حماية المدارس وأماكن العبادة اليهودية، غداة يوم تاريخي شهد مسيرات ضخمة ضد الإرهاب، فيما تستمر «حملة المطاردة» للعثور على شريك على الأقل لمنفذي اعتداءات باريس.

وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ــ إيف لودريان، أن فرنسا ستنشر 10 آلاف عسكري اعتباراً من اليوم، لضمان أمن «النقاط الحساسة في البلاد» بعد اعتداءات باريس.

وقال في ختام اجتماع حول الأمن الداخلي عقد في قصر الإليزيه، ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، «طلب من القوات المسلحة المشاركة في أمن النقاط الحساسة في البلاد»، مشيراً إلى «حجم التهديدات» التي لاتزال تواجهها فرنسا.

وبعدما تحدث عن «عملية داخلية فعلية»، أكد وزير الدفاع الفرنسي أنها «المرة الأولى التي يتم فيه حشد مثل هذا العدد من القوات على أراضينا». وأضاف «لقد قررنا مع رئيس هيئة أركان الجيوش تعبئة 10 آلاف رجل، سيتولون حماية نقاط حساسة في مجمل الأراضي»، اعتباراً من مساء اليوم.

وأكد أن التعبئة بدأت صباح أمس، «وستتواصل بفضل قدرة تفاعل كبيرة جداً من جانب قواتنا ومهنية عالية، ما سيتيح لنا المساهمة في ضمان أمن بلادنا». وحول طبيعة النقاط الحساسة قال وزير الدفاع إنه «يستحسن عدم كشفها».

من جهته، أعلن وزير الداخلية برنار كازنوف، أنه تم نشر نحو 5000 شرطي ودركي، أمس، لحماية 717 مدرسة وأماكن عبادة يهودية في فرنسا.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أن «المطاردات مستمرة» بحثاً عن «شريك» أو اكثر لمنفذي اعتداءات الأسبوع الماضي الثلاثة في باريس التي اوقعت 17 قتيلاً.

وقال لإذاعة «راديو مونتي كارلو» وشبكة «بي إف إم تي في» ان «المطاردة مستمرة، نعتبر ان هناك بالفعل شركاء محتملين على الأرجح». وكان هولاند حذر، أول من أمس، بأن «فرنسا لم تنته من التهديدات»، فيما أقرت الحكومة بوجود «ثغرات» في الأمن، في وقت تحركت فرنسا في عمليات عدة ضد الإرهابيين.

فغداة التظاهرات التي جمعت نحو أربعة ملايين شخص في شوارع البلاد للتعبير عن اتحادها وألمها بعد العنف الحاد، تواجه الطبقة السياسية الفرنسية كاملة تحدي الحفاظ على الوحدة التي تلت الهجمات والبناء عليها.

ودعا فالس إلى «تجنب تراجع روحية 11 يناير»، مشدداً على مكافحة معاداة السامية.

ومن بين الضحايا الـ17 الذين قتلهم الإرهابيون الثلاثة، 12 سقطوا في المجزرة التي وقعت الأربعاء الماضي في صحيفة «شارلي إيبدو»، بينهم اربعة من أشهر رسامي الكاريكاتور وشرطيان، والشرطية الشابة التي قتلت الخميس، وأربعة يهود قتلوا الجمعة في متجر أغذية موافق للشريعة اليهودية. وقال فالس «في بلادي، لا أريد ان يقول أحد ان العدو، هو اليهودي».

وأقرت الحكومة إنشاء لجنة برلمانية للتحقيق اقترحها الرئيس السابق ساركوزي (2007-2012)، فيما اقترح رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم جان كريستوف كامباديليس، لقاء بين «مجمل أحزاب الجمهورية» لبحث مسائل الأمن.

ورداً على مطالبات اليمين بتشديد التشريعات لمكافحة الإرهاب، حذر فالس من «الإجراءات الاستثنائية»، على غرار قانون «باتريوت اكت»، الذي أقر في الولايات المتحدة في أعقاب 11 سبتمبر، وانتقد لتقييده الحريات العامة.

غير انه أعرب عن تأييده تشديد نظام التنصت في التحقيقات في قضايا مكافحة الإرهاب، معرباً عن السعي إلى تعميم الحجز الانفرادي للإسلاميين المتشددين لمكافحة أنشطة نشر التطرف الإسلامي.

وكان منفذ عملية احتجاز الرهائن في المتجر اليهودي، أحمدي كوليبالي وشريف كواشي، الذي شارك وشقيقه سعيد في مجزرة «شارلي إيبدو»، أمضيا فترة في السجن قبل إقدامهما على الهجمات الأخيرة.

تويتر