الجيش ينسحب من بيجي أمام تقدم «داعش» ويقتل 19 من التنظيم في بعقوبة بينهم 3 قياديين

البارزاني: «البشمركـــة» تحقــق «ملحمة تاريخية» بفك حصار جبل سنجار

صورة

اعتبر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، أمس، خلال زيارته جبل سنجار في شمال العراق، أن قوات البشمركة حققت «ملحمة تاريخية» بفك حصار تنظيم «داعش» لهذا الجبل القريب من الحدود السورية، فيما سقط 19 قتيلاً من التنظيم بينهم ثلاثة قيادات بارزة عربية في أحداث أمنية متفرقة في بعقوبة، بينما انسحب الجيش العراقي إلى جنوب مدينة بيجي مع تقدم التنظيم، في وقت كانت قوة خاصة من الفرقة الذهبية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب قد استعادت السيطرة على مطار تلعفر العسكري، بعد إنزال جوي كبير.

وتفصيلاً، أتت زيارة البارزاني غداة تمكن البشمركة من الوصول إلى الجبل الذي كانت مئات العائلات الإيزيدية محاصرة فيه، إثر عملية عسكرية واسعها بدأتها الاربعاء الماضي، بدعم مكثف من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وقال البارزاني للصحافيين «البشمركة حققوا ملحمة تاريخية خلال هذين اليومين، إذ لم يكن في توقعاتنا أن نحقق كل هذه الانتصارات». وأضاف «خلال 48 ساعة فتحت قطعات البشمركة طريقين رئيسين إلى جبل سنجار»، كما تمكنت من «تحرير جزء كبير من مدينة سنجار».

وأكد أن العملية «ستتوقف عند هذا الحد لإعادة النظر في خطتنا، لأنه لم يكن في توقعاتنا تحقيق كل هذه الانتصارات في هذه الفترة القصيرة». وشارك في العملية التي بدأت الأربعاء، نحو 8000 مقاتل كردي، دعمهم طيران التحالف بنحو 50 غارة منذ الاثنين الماضي.

وأشار مجلس الأمن القومي الكردي إلى أن العملية كانت «الاكبر والاكثر نجاحاً» ضد تنظيم «داعش»، منذ الهجوم الكاسح الذي شنه في العراق في يونيو، وأدى إلى سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، أبرزها الموصل، كبرى مدن شمال البلاد.

وأعرب البارزاني عن استعداد البشمركة للمشاركة في استعادة الموصل، الواقعة إلى الشرق من سنجار، قائلاً «سنشارك إذا طلبت منا الحكومة العراقية، وبالتأكيد ستكون لنا شروطنا».

وكان رئيس إقليم كردستان أعرب خلال مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية هذا الاسبوع، أن استعادة الموصل يجب أن تكون تحت اشراف حكومة بغداد وبمشاركة قواتها الأمنية، وأن البشمركة مستعدة للمساهمة في ذلك.

وحذر من أن قيام البشمركة بمفردها بمحاولة طرد تنظيم «داعش» من الموصل قد يؤدي إلى «حرب عربية كردية، وهذا ما لا يمكن أن أقبل به». وأكد «لن نترك شبراً من أرض كردستان لداعش، وأي مكان يوجد فيه داعش سنضربه».

ويمكن لإعادة السيطرة على سنجار التضييق على طرق إمداد التنظيم المتطرف بين الموصل ومناطق سيطرته في سورية.

وفي بيجي، وصلت ثلاثة ألوية عسكرية عراقية لدعم قوات الجيش في قتالهم ضد المتطرفين، حيث اندلعت الليلة قبل الماضية معارك شرسة بين «داعش» وقوات الجيش مدعومة بمسلحي العشائر بعد ثلاثة أسابيع من استعادتها من أيدي المتطرفين.

وأفادت مصادر أمنية بأن التنظيم قصف بقذائف الهاون مصفاة التكرير في بيجي دون وقوع اصابات أو أضرار. وقالت المصادر إن عناصر «داعش» قصفوا مجمع مصفاة التكرير في بيجي فيما واصل التنظيم معاركه مع القوات العراقية للسيطرة على المناطق المحيطة بالمصفاة.

وقال مصدر عسكري عراقي إن «قوة خاصة من الفرقة الذهبية قامت بعملية إنزال جوي على مطار تلعفر بعد قصف جوي لتجمعات داعش داخله»، مبيناً أن «القوة سيطرت على المطار بشكل كامل بعد هروب إرهابيي داعش منه». وأشار إلى أن «الاشتباكات تجرى حالياً بين قوات الفرقة الذهبية وإرهابيي داعش في محيط المطار بمختلف أنواع الأسلحة».

وقد مكنت العملية القوة من الاستيلاء بشكل كامل على المطار واستعادته من أيدي مقاتلي التنظيم، فيما تجرى الاشتباكات بين الطرفين في محيط المطار بمختلف أنواع الأسلحة. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لتلعفر في وقوعها على طريق الإمداد الرئيس لعناصر «داعش» عبر الحدود السورية.

من ناحية ثانية، تمكنت قوات الجيش من صد هجوم لمقاتلي «داعش» على قاعدة عين الأسد العسكرية غرب الأنبار.

كما قتل العشرات من مسلحي تنظيم «داعش» باشتباكات مع الجيش العراقي بالقرب في مدينة الرمادي، من بينهم قياديون في التنظيم. وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار الشيخ طه عبدالغني، لقناة «سكاي نيوز عربية» تحرير ناحية الوفاء على مشارف مدينة الرمادي من سيطرة «داعش» على يد الجيش العراقي.

وأوضحت مصادر أمنية أن 14 مسلحاً من داعش بينهم ثلاثة قيادات بارزة عربية الجنسية قتلوا في قصف جوي لمواقعهم شمال شرق بعقوبة، فضلاً عن تدمير عدد من السيارات المحملة بالأسلحة كانت تستخدم في الأعمال الإرهابية.

كما قتل خمسة مسلحين من «داعش» وثلاثة من متطوعي الحشد الشعبي في اشتباكات شمال شرق بعقوبة، واضطر متطوعو الحشد الشعبي إلى ترك مواقعهم والانسحاب من المناطق التي سبق أن سيطروا عليها في قرى الجزيرة والبازول.

وأفادت المصادر بأن «دراجة نارية مفخخة موضوعة بجانب طريق في الأطراف الجنوبية لقضاء الخالص، شمال بعقوبة، انفجرت لدى مرور دورية تابعة للشرطة الاتحادية، ما أسفر عن مقتل أربعة من قوات الشرطة وإصابة أربعة آخرين بينهم ضابطان أحدهما برتبة ملازم والآخر نقيب».

وأضافت أن ثلاثة قذائف هاون سقطت على حيي العسكري وحي بلور في قضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة وإصابة سبعة آخرين، كما لحقت أضرار بثلاثة منازل.

 

 

تويتر