مسؤول إسرائيلي: الحرب على غزة مسألة وقت

طائرات الاحتلال تقصــف جنـــوب غزة.. و«حماس» تحذر من التصعـيد الخطير

طفلة فلسطينية تلوح بالعلم أمام مجموعة من جنود الاحتلال خلال احتجاج في بلدة المعصرة بالضفة. أ.ف.ب

قصفت طائرات الاحتلال فجر أمس، موقعاً أمنياً شمال غرب خانيونس جنوب قطاع غزة، وفيما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الغارة الجوية على القطاع بمثابة «تصعيد خطير»، فتحت زوارق البحرية الإسرائيلية، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قوارب صيادين، قبالة شواطئ غزة. يأتي ذلك، متزامناً مع تصريحات إسرائيلية تتحدث عن إعادة الردع، مثل تصريحات رئيس المجلس الإقليمي لمجمع أشكول حاييم لبين، الذي قال إن الحرب مع غزة هي مسألة وقت.

وتفصيلاً، استيقظ سكان مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة صباح امس، على أصوات انفجارات احدثتها غارتان شنتهما طائرات الاحتلال الإسرائيلية على احد المواقع التابعة للمقاومة شرق محافظة خانيونس، الأمر الذي أثار قلقاً واسعاً في أوساط الفلسطينيين حول مستقبل التهدئة.

الغارتان تأتيان بعد أن أطلقت قذيفة من قطاع غزة باتجاه المجلس الإقليمي أشكول، من دون أن تعلن أي من الفصائل الفلسطينية مسؤوليتها.

وقال المحلل السياسي هاني البسوس لوكالة «معا» الفلسطينية، إن القصف الإسرائيلي يأتي في إطار عملية رد الفعل فقط ولا يمكن أن يتعداه، مبيناً أن إسرائيل أرادت أن ترسل رسالة للفصائل الفلسطينية ولحركة حماس خصوصاً، أن أي أعمال على حدودها ستواجه برد قاس من قبلها.

وشدد البسوس على انه لا يمكن لإسرائيل أن تدخل في الوقت الجاري في موجة صراع جديدة من القطاع لأنها على أبواب انتخابات، مبيناً انه على الرغم من كون القذيفة المطلقة مجهولة الهوية، إلا أن إسرائيل دائماً تبادر لتحميل حماس المسؤولية. وأشار البسوس إلى أن الأوضاع السياسية الراهنة والأمنية غير مواتية للتصعيد، بالإضافة إلى أن الفصائل غير معنية بالدخول بعملية جديدة.

من جانبه، اكد المحلل السياسي اكرم عطاالله، أن التصعيد الإسرائيلي ضد غزة يأتي في إطار الشعارات الانتخابية لإسرائيل، مبيناً أنها تخشى أن تنفلت الأمور قبل الانتخابات.

وقال عطاالله: «القصف يأتي في إطار التخويف وإنه ليس هناك ما يمنعها أو يوقفها عن ضرب الفلسطينيين في قطاع غزة»، مبيناً أن إسرائيل من خلال قصفها تطالب بعدم التشويش على أجوائها الانتخابية.

وأشار عطاالله إلى أن إسرائيل تخشى أيضاً من أن تستغل الأوضاع السيئة في قطاع غزة من اجل إشعال مواجهة جديدة في المنطقة.

واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» شن إسرائيل غارة جوية على قطاع غزة بمثابة «تصعيد خطير». وقال الناطق باسم الحركة سامي أبوزهري في بيان صحافي إن «الغارة الإسرائيلية على أحد المواقع في غزة هي تصعيد خطير، والحركة تحذر الاحتلال من تكرار هذه الحماقات». ودعا أبوزهري المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي».

وقالت مصادر فلسطينية إن الغارة استهدفت بصاروخين موقع تدريب لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس من دون وقوع إصابات. وذكرت المصادر أن الغارة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في خانيونس، فيما أخلت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة مقراتها في ضوء التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية.

في الأثناء، فتحت زوارق بحرية إسرائيلية، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قوارب صيادين فلسطينيين، قبالة شواطئ قطاع غزة. وقال نزارعياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة، إن «الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت صباح أمس، نيران أسلحتها الرشاشة بكثافة تجاه مجموعة من قوارب الصيادين، شمال قطاع غزة، دون وقوع إصابات».

ولفت عياش، إلى أنّ إطلاق النار الكثيف أدى إلى إلحاق أضرار في عدد من المراكب.

على صلة بالتصعيد، قال رئيس المجلس الإقليمي لمجمع «اشكول» حاييم لبين، ان «الردع العسكري ليس حلاً لإعادة الهدوء لمناطق غلاف غزة، وإن الحرب لا تحسم إلا عن طريق السياسيين الذين يعيدون الأمن والهدوء للمنطقة». وأضاف لبين انه «بعد عملية الجرف الصامد كانت هناك فرصة كبيرة لتحقيق حل طويل الأمد، ولكن في الوقت الجاري فنحن أمام وضع متأزم ومتفجر وحالة من التصعيد، وإن الحرب قريبة وما هي الا مسألة وقت».

من ناحية أخرى، اعتقلت دورية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي تحاصر قطاع غزة، أمس، فلسطينيين اثنين بحجة اجتيازهما الجدار الأمني شمال قطاع غزة. وقالت المصادر الإسرائيلية إن الفلسطينيين سلما بعد انتهاء التحقيق الأولي معهما إلى جهاز الشاباك لاستكمال التحقيق.

من جهتها، أعلنت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، أن السلطات المصرية قررت إعادة فتح معبر رفح البري اليوم وغداً في اتجاه واحد لعودة العالقين في الداخل والخارج، ولإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

في الأثناء، وصل إلى القاهرة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قادماً من رام الله عن طريق الأردن في زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام، يبحث خلالها سبل دعم التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة.

وصرحت مصادر فلسطينية مطلعة بأن عريقات سيلتقي مع كبار المسؤولين والشخصيات من بينهم وزير الخارجية المصري سامح شكري، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، لبحث دعم التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين، مع عرض نتائج جولة عريقات الأخيرة في أوروبا ومباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

تويتر