تأثير العقوبات الاقتصادية في هافانا تراجع كثيراً في العقدين الأخيرين

أوباما ينهي 53 عاماً من سياسة العزل الأميركية لكوبا

باراك أوباما مع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو. رويترز

كان من الطبيعي أن يبحث الرئيس الأميركي باراك أوباما، في السنوات الأخيرة المتبقية له في منصبه، عن إرث يتركه وراءه، ويبدو انه وجد هذا الإرث بإعلانه نهاية المقاطعة الأميركية لكوبا، التي استمرت 53 عاماً، قائلاً إن سياسة العزل لم تنفع.

ويرى كثيرون أن بعض الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا مقتنعين بهذا الأمر منذ سنوات، لكنهم كانوا يحجمون عن التقدم خطوة واحدة نحو التطبيع مع كوبا، ورفع الحصار الأميركي عنها.

وكان بإمكان الولايات المتحدة اتخاذ قرار بالتقارب مع كوبا منذ سنوات عدة، بعدما تنازل فيدل كاسترو عن منصبه لمصلحة شقيقه راؤول، إلا أن واشنطن لم تكن مستعدة على ما يبدو لاتخاذ مثل هذا القرار.

وكادت أزمة نشر الصواريخ الروسية في كوبا في بداية ستينات القرن الماضي تتسبب في مواجهة بين الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الراحل جون كينيدي، والاتحاد السوفييتي السابق بقيادة نيكيتا خروتشوف، حيث ذهب كثير من المحللين إلى أن المواجهة سرعان ما كانت ستتحول إلى حرب عالمية ثالثة.

وقال خبراء اقتصاديون إن تأثير العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على كوبا تراجع كثيراً في العقدين الأخيرين وكان ضئيلاً، فليس هناك أي سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن كوبا كانت راعية للإرهاب، كما كان يروّج المحافظون والمتشددون في المعسكر الأميركي، كما أن تأثير هذه العقوبات في الشعب الكوبي كان أكثر من تأثيرها في السلطة الحاكمة في هافانا.

وثمة سبب آخر كان يؤخر واشنطن عن اتخاذ أي خطوة باتجاه التطبيع مع هافانا ورفع الحصار، هو سجل الأخيرة في حقوق الإنسان، ما يدفعنا إلى القول إن الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان في الصين وفيتنام لم تمنع الولايات المتحدة عن إقامة علاقات دبلوماسية معهما، لذا فقد كان تجميد العلاقات مع كوبا أمراً غريباً. وانتظر أوباما حتى منتصف ولايته الثانية، وخلال إجازة «الكونغرس» ليعلن هذا القرار السياسي المثير للجدل، والذي دفع العالم إلى التساؤل: لماذا انتظرت كل هذا الوقت؟

تويتر