إسرائيل والولايات المتحدة تحاولان منع عقد مؤتمر «ميثاق جنيف»

الإمارات تدعو إلى حماية الشعـب الفلسطيني وإلزام الاحتــــلال باحترام حرمـــة المقدسات

مندوبة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيانها أمام الاجتماع الخاص لبحث التطورات المتصلة بقضية فلسطين. وام

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي الليلة قبل الماضية إلى ضرورة اتخاذ كل ما يلزم من تدابير فاعلة تكفل توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، لا سيما في مدينة القدس الشرقية التي تشهد يومياً عمليات اقتحام إسرائيلي لباحة ومرافق المسجد الأقصى، إضافة إلى اعتداءات سافرة على المصلين بمن فيهم النساء، وسرقات للأراضي والممتلكات الفلسطينية، وتوسيع غير قانوني للمستوطنات غير الشرعية.

في الأثناء، قال دبلوماسيون إسرائيليون وغربيون، إن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تحاولان منع عقد مؤتمر للدول الموقعة على ميثاق جنيف الرابع، الذي سيتركز على الوضع بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

في التفاصيل، أكدت السفيرة لانا زكي نسيبة مندوبة الدولة الدائمة لدى الأمم المتحدة في بيانها، أمام الاجتماع الخاص الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث التطورات المتصلة بقضية فلسطين، التطورات الحرجة التي تشهدها القضية الفلسطينية، سواء التي تمثلت بمستوى الحالة المحبطة للغاية التي وصلت إليها جهود المباحثات السياسية المعنية بإعادة استئناف مسيرة مفاوضات السلام في منطقة الشرق الأوسط، كنتيجة حتمية لعدم التزام الجانب الإسرائيلي بتعهداته في إطار هذه المباحثات، أو المتمثلة بتنامي الاضطرابات والتدهور الخطير للأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية، جراء التمادي الإسرائيلي في سياساته العدوانية التصعيدية الخطيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما في مدينة القدس الشرقية أخيراً، ما انعكس بآثاره السلبية على الحالة القائمة على الأرض وأدى إلى تنامي أوجه المعاناة والمشقة للشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، في رسالته التي وجهها أخيراً، إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من تأييد دول الإمارات المتواصل حكومة وشعباً لمسيرة كفاح الشعب الفلسطيني، إلى أن يتم تحقيق كامل تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة أسوة بالشعوب الأخرى.

واعتبرت الاعتداءات الإسرائيلية المنهجية على المسجد الأقصى استفزازاً للمسلمين في العالم أجمع، وانتهاكاً خطيراً من شأنه أن يؤدي للمزيد من الأزمات التي بدورها تؤثر بشكل مباشر في السلام والأمن في الشرق الأوسط برمته.

وأشادت في هذا السياق بموقف المملكة الأردنية الهاشمية في مجال إدارة الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، ومساعيها الأخيرة لإزالة أجواء التوتر فيها الناجمة عن الممارسات الإسرائيلية المرفوضة. وشدّدت على أنه يتعين على إسرائيل احترام حرمة هذه الأماكن المقدسة وتنفيذ التزاماتها الأخرى كافة ذات الصلة وفقاً للقانون الدولي.

ولفتت السفيرة إلى الانتهاكات الإسرائيلية الواسعة النطاق الأخرى، التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، بما فيها قيامها بأعمال حفر قرب الأماكن المقدسة في القدس الشرقية ومصادرتها للمزيد من الأراضي، وتدميرها الممتلكات والهياكل الفلسطينية وتشييدها المنهجي للمستوطنات والجدار، وتوسيع نطاقهما في عمق قرى ومدن الضفة الغربية، خصوصاً في مدينة القدس الشرقية المحتلة وما حولها، فضلاً عن استمرار حصارها الجائر لقطاع غزة وعرقلتها لأعمال إعادة الإعمار وجهود الإنعاش المطلوبة، لتلبية الاحتياجات الطارئة الأساسية لما يزيد على 1.8 مليون من سكانه.

وجددت إدانة دولة الإمارات القوية جميع جرائم الحرب الإسرائيلية، مرحبة بتشكيل الأمين العام للأمم المتحدة أخيراً، لجنة تحقيق داخلية بشأن الاعتداءات الإسرائيلية على مباني ومدارس ومنشآت الأمم المتحدة في القطاع، معربة عن أملها أن يتم توسيع هذا التحقيق المستقل ليشمل الجرائم الإسرائيلية المرتكبة كافة، خلال الفترة نفسها التي أودت بحياة ما يزيد على 2189 فلسطينياً بينهم 513 طفلاً و269 امرأة على الأقل، وذلك من أجل تفعيل مبدأ المساءلة في إطار القانون الجنائي الدولي. وقالت إن «الوقت قد حان للمجتمع الدولي، خصوصاً مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية لكي يتصرفا وفقاً لأحكام القانون الدولي وجملة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما في ذلك اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات فاعلة تكفل توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني».

وطالبت في هذا السياق بالإفراج عما يزيد على 5000 من المعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم المحتجزون الإداريون في سجونها.

ورفضت المبررات التي تسوقها إسرائيل للحفاظ على أمنها في المنطقة. كما أعربت السفيرة نسيبة عن قلق دولة الإمارات البالغ إزاء ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية الصعبة غير المسبوقة للشعب الفلسطيني، وترحيبها ببدء العمل في الآلية المؤقتة لإعادة الإعمار في غزة. وأكدت دعم دولة الإمارات للدور المهم الذي تلعبه وكالة «الأونروا» والمنظمات الدولية الأخرى في تنفيذ هذه الآلية.

وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية رحبت مندوبة الدولة بالدور المهم، الذي تلعبه مصر في دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مطالبة المجتمع الدولي بتعزيز أوجه دعمه السياسي والإنمائي للسلطة الفلسطينية لتمكينها من القيام بمسؤولياتها.

من جهة أخرى، قال دبلوماسيون إسرائيليون وغربيون لصحيفة «هآرتس» العبرية، أمس، إن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تحاولان منع عقد مؤتمر للدول الموقعة على ميثاق جنيف الرابع، الذي سيتركز على الوضع بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه على خلفية ضغوط فلسطينية وعربية، فإن الحكومة السويسرية الراعية للميثاق على وشك إصدار دعوات في الأيام القريبة للمشاركة في المؤتمر، الذي يتوقع أن ينعقد في أواسط الشهر المقبل.

يشار إلى أنه في بداية شهر أبريل الماضي، ورداً على تأجيل إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، والإعلان الإسرائيلي عن بناء 700 وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوقيع باسم «دولة فلسطين» على 15 ميثاقاً دولياً، وأن يطلب الانضمام إليها ومن ضمنها ميثاق جنيف الرابع، الذي يعنى بالدفاع عن المدنيين في مناطق القتال أو في المناطق المحتلة.

وفي رام الله، اعتقلت قوات إسرائيلية فجر أمس 15 فلسطينياً، خلال عمليات دهم وتفتيش نفذتها في محافظات القدس والخليل وطولكرم. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية ومحلية أن قوات الاحتلال داهمت أحياء عدة في مدينة الخليل وبلدة بيت أمر، واعتقلت القيادي في الجبهة الشعبية عبدالعليم دعنا 65 عاماً، إضافة إلى سبعة آخرين، ونقلتهم إلى جهة غير معلومة.

 

 

تويتر