عبدالله بن زايد يترأس أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين

محمد بن زايد يجري محادثات مع الرئيس البرتغالي

صورة

استقبل الفريق أول سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر المشرف، أمس، رئيس البرتغال أنيبال كافاكو سيلفا الذي يزور الدولة، فيما ترأس سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أعمال اللجنة المشتركة بين الإمارات والبرتغال.

وأجرى سموّ ولي عهد أبوظبي، عقب مراسم الاستقبال، محادثات مع الرئيس البرتغالي تم خلالها بحث العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والبرتغال في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وسبل دعمها وتطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.

ورحب سموّه بالرئيس البرتغالي والوفد المرافق له، معرباً سموّه عن سعادته بهذه الزيارة التي تأتي في إطار نمو الصداقة والتعاون بين الشعبين والبلدين الصديقين وتطور العلاقات بينهما في مختلف المجالات.

وقال سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «يسعدنا اليوم أن نلتقي بكم يا فخامة الرئيس في دولة الإمارات لنتباحث معاً من أجل مصلحة بلدينا، ودفع علاقتنا الثنائية إلى مزيد من التطور والتقدم».

وأكد سموّه خلال اللقاء أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تتطلع إلى بناء المزيد من جسور التعاون مع البرتغال.

من جهته، أعرب الرئيس البرتغالي عن سعادته بزيارة الإمارات، متمنياً أن تضيف هذه الزيارة للعلاقات القائمة مزيداً من الدعم والتطور في مسيرة التعاون البناء بين البلدين. وأشار إلى أن البرتغال مهتمة بتعزيز علاقاتها مع دولة الإمارات في جميع المجالات، خصوصاً العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيداً بما وصلت إليه دولة الإمارات من تطور وازدهار ورقي.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، وفرص التعاون في إقامة مشروعات مشتركة، ومواصلة تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والسياحية والطاقة المتجددة. كما تناول اللقاء مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر ومواقف البلدين حول هذه المستجدات.

وأكد الجانبان في ختام المحادثات أن هذه الزيارة تشكل انطلاقة جديدة لتعزيز العلاقات الإماراتية البرتغالية في مختلف المجالات، وعبرا عن ارتياحهما لتنامي العلاقات بين البلدين، وأهمية استمرار الزيارات وتبادل الأفكار والمقترحات المعنية بتطوير العمل الثنائي.

في السياق، أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حرص واهتمام الإمارات بتطوير وتعزيز العلاقات مع البرتغال بما يعكس طموحات وتوجيهات القيادة العليا في البلدين، وبما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة وتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصحية. جاء ذلك خلال ترؤس سموّه أعمال الاجتماع الوزاري الأول للجنة المشتركة بين الإمارات والبرتغال، الذي عقد في أبوظبي، أمس، حيث ترأس الجانب البرتغالي نائب رئيس الوزراء، باولو بورتاس، بمشاركة وحضور سفيرة الدولة لدى البرتغال الشيخة نجلاء القاسمي، وعدد من كبار المسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات في البلدين.

وفي بداية كلمته رحب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بنائب رئيس الوزراء البرتغالي والوفد المرافق، موجهاً لهم الشكر والتقدير على زيارتهم الكريمة إلى أبوظبي للحضور والمشاركة بأعمال الاجتماع الأول للجنة المشتركة بين البلدين، وتمنى سموّه تحقيق النتائج المرجوة والطموحة لدفع العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين.

وأعرب سموّه عن ارتياحه لتطور مسار هذه العلاقات وحرصه على الدفع بها، والتي وصفها بأنها متنامية وتساير تطورات العصر، وتحقق المصالح الأساسية للبلدين والشعبين الصديقين. وقال سموّه إن كلاً من الإمارات والبرتغال ترتبطان بعلاقات تاريخية متميزة، «ويأتي انعقاد الاجتماع الأول للّجنة المشتركة، اليوم، ليؤكد مدى حرصنا واهتمامنا لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر وبحث أوجه التعاون، والنظر في مختلف القضايا التي تهم البلدين، وتنفيذ مشروعات مشتركة جديدة تعود بالنفع المشترك على الجانبين وتحقيق مصالح بلدينا الصديقين، واستكشاف المزيد من فرص ومجالات الاستثمار، وتقديم الاقتراحات والحلول العملية للتغلب على العقبات التي قد تعيق تطوير هذه العلاقة». وأشار سموّه إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 200 مليون دولار في عام 2013. وقال سموّه «إن هذا الاجتماع يدعونا إلى البحث عن المزيد من الطرق والوسائل لزيادة حجم التبادل التجاري، مؤكدين على أهمية دور القطاع الخاص في هذا المجال»، مشيراً سموّه إلى وجود 450 شركة برتغالية تصدّر إلى دولة الإمارات وأكثر من 90 شركة برتغالية تستورد من دولة الإمارات، بالإضافة إلى الأعداد المتزايدة في الشركات البرتغالية التي دخلت السوق الإماراتية، خصوصاً في المناطق الحرة. وأوضح سموّه أن الإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 20 شركة برتغالية لديها تمثيل فعلي في الإمارات، وأن أكثر من 500 شركة برتغالية تعمل بشكل مباشر في سوق الدولة، مبدياً تطلع الشركات الإماراتية للدخول إلى السوق البرتغالية وعقد الشراكات مع نظيراتها البرتغالية، بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتحقيق المصلحة المشتركة للبلدين.

وأشار سموّه إلى أن التعاون بين مسؤولي البلدين في تطور مستمر، مؤكداً التطلع إلى زيادة التنسيق في العمل المشترك في المنظمات الدولية والمؤتمرات في المحافل الدولية، ودعم الترشيحات المتبادلة لمصلحة البلدين.

وأوضح سموّه أن الإمارات تحظى بامتيازات فريدة من حيث الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية المتطورة، إضافة إلى سهولة تنفيذ المشروعات. وقال «إنني أدعو الشركات ورجال الأعمال في البرتغال إلى الاستفادة من هذه الامتيازات التي يتمتع بها اقتصاد الدولة»، مشيراً إلى أن عدد الرحلات الجوية بين البلدين بلغ سبع رحلات أسبوعية لطيران الإمارات، مؤكداً ضرورة زيادة التعاون في مجال الطيران، للوصول إلى حلول مُرضية للعوائق التي تواجه الناقلات الوطنية وصولاً إلى اتفاقية مفتوحة الأجواء.

ودعا سموّه إلى تفعيل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وتمهيد الفرص الاستثمارية لرجال الأعمال والشركات الوطنية التي ترغب في الاستثمار في كلا البلدين عن طريق زيادة تبادل الزيارات الرسمية بين كبار المسؤولين في القطاعين العام والخاص في البلدين، وإنشاء مجلس رجال أعمال لتعزيز وتطوير الزيارات بين رجال الأعمال في البلدين، والتركيز على فتح آفاق مستقبلية ثنائية في البلدين. وأكد سموّه ضرورة استمرارية عمل اللجنة المشتركة ومتابعة تنفيذ توصياتها، موجهاً الشكر والتقدير لرؤساء وأعضاء اللجنة التحضيرية على ما بذلوه من جهد لإنجاح أعمال هذا الاجتماع، معرباً عن الأمل في الالتقاء في اجتماع اللجنة المشتركة المقبل في لشبونة.

من جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء البرتغالي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في تزايد مستمر، وأن هناك الكثير من مجالات التعاون المفتوحة بين البلدين، كما رحب بالاستثمارات الإماراتية في البرتغال. وأكد أن بلاده حريصة على تقديم كل الدعم لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وفي ختام الاجتماع تم التوقيع على المحضر النهائي للجنة المشتركة، كما شهد سموّه التوقيع على مذكرة تفاهم في المجال الثقافي.

تويتر