100 ألف عنصر أمني وعسكري لتأمين أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة

التونسيون ينتخبون أول رئيس بعد الثورة

تونسيون يصطفون للإدلاء بأصواتهم في أحد مراكز الانتخابات في تونس. أ.ف.ب

توافد الناخبون التونسيون، أمس، على مراكز الاقتراع، حيث أدلوا بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة وتعددية، تمثل آخر خطوات الانتقال إلى الديمقراطية الكاملة بعد ثورة 14 يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وقد نشرت السلطات 100 ألف عنصر أمني وعسكري لتأمين الانتخابات.

واقترع الملايين من التونسيين، أمس، لانتخاب رئيس لبلادهم للخمس سنوات المقبلة، لأول مرة عبر الاقتراع الحر والمباشر، بعد الثورة عام 2011، وفي أجواء ديمقراطية هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.

وشارك في الاقتراع نحو 5.3 ملايين ناخب، ويتنافس في سباق الرئاسيات التونسية 22 مرشحاً بعد أن أعلن خمسة مرشحين انسحابهم. ويتوقع أغلب المحللين صعوبة بل استحالة الحسم من الدور الأول، حيث يتوقع أن يكون هناك دور ثانٍ في نهاية شهر ديسمبر المقبل لانتخاب الرئيس المقبل. وهو ما أشارت إليه جل استطلاعات الرأي التي أنجزت خلال الأيام الأخيرة، والتي أجمعت على حصر التنافس في الدور الثاني بين زعيم «نداء تونس» الباجي قائد السبسي، والرئيس الحالي المنصف المرزوقي. وقال السبسي للصحافيين، بعد أن أدلى بصوته، إن التونسيين سيقولون كلمتهم، وإنه سيقبل بخيارهم لتعزيز الانتقال في البلاد.

من جهته، قال رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الحالية، المهدي جمعة، الذي اصطف في طابور مع الناخبين لدى إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع «سعيد بأداء واجبي الانتخابي وممارسة حقي في اختيار رئيس الجمهورية لأول مرة». وأضاف جمعة في تصريحاته لإذاعة «شمس إف إم» الخاصة «سعيد كرئيس حكومة لأن هذه الحكومة كان من أولوياتها الوصول إلى مثل هذا اليوم السعيد، كنا عشنا مهرجاناً انتخابياً في التشريعية، واليوم هناك بوادر لنعيش مهرجاناً انتخابياً آخر»، وتابع «عملنا من أجل توفير المناخات السياسية والأمنية». وحث جمعة الشباب للإقبال بكثافة على مكاتب الاقتراع لإنجاح الانتخابات الرئاسية. وقال جمعة «نحن بصدد إعادة تأسيس دولة ديمقراطية وحديثة. تونس تمثل مشروعاً واعداً للمستقبل، وعلى الشباب أن يثق بهذا المشروع».

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، إن العدد الإجمالي للأمنيين والعسكريين الذين يقومون بتأمين الانتخابات الرئاسية، ارتفع إلى نحو 100 ألف عنصر. وأضاف أن عدد الأمنيين المنتشرين في أنحاء البلاد لضمان السير العادي للانتخابات الرئاسية، قد بلغ 62 ألف عنصر من مختلف الوحدات، مقابل نحو 50 ألفاً كانوا أمّنوا الانتخابات التشريعية قبل شهر.

وقال العروي إن العدد الإجمالي للقوات المسلحة المنتشرة على الأرض، بما في ذلك قوات الجيش، يقارب 100 ألف عنصر.

وتمنح استطلاعات الرأي تقدماً للمرشح الباجي قائد السبسي، وترى أنه الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية، على الرغم من تقدمه في السن (87 عاماً) . ويحظى السبسي بشعبية واسعة، خصوصاً في المدن الكبرى، ولدى الطبقة الوسطى التي تمثل رافعة المجتمع التونسي. وقد ركز في حملته الانتخابية على «إعادة هيبة الدولة».

من جهة أخرى، فإن المنصف المرزوقي، الذي يقدم نفسه على أنه يمثل «روح الثورة»، ركز حملته على «شيطنة» رموز النظام السابق، محذراً مما سمّاه «عودة الديكتاتورية».

وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، إن «نسبة المشاركة بلغت حتى منتصف نهار أمس 11.85% وهي متفاوتة من دائرة انتخابية لأخرى». وأكد أن العملية تجري «بنسق هادئ في كل مراكز الاقتراع على التراب التونسي»، كما أنه «لاعتبارات أمنية ولوجستية فقد تم تقليص مدة الاقتراع في 56 مكتباً، بكل من القصرين وجندوبة والكاف، وهي مناطق جبلية وحدودية يصعب تأمين مراكز وصناديق الاقتراع بها في ساعات متأخرة».

أما في الخارج فقد بلغت النسبة 18.61% تختلف من دائرة لأخرى حيث بلغت في الدول العربية وبقية دول العالم 28.03%، وفي الأميركتين وأوروبا 16.60%، وفي ألمانيا 17.03%، وفي شمال فرنسا بلغت 26.95% أما في جنوب فرنسا فقد بلغت 17.62%، في حين تم تسجيل أقل نسبة في إيطاليا وهي 6.32%. ويفترض أن تجري عملية الفرز بعد إغلاق كل مكاتب الاقتراع، على أن تكشف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الأولية في ظرف 48 ساعة، تفتح بعدها فترة الطعون في هذه النتائج لفترة أقصاها 23 يوماً.

تويتر