مقتل 910 أشخاص خلال شهرين بغارات «التحالف» في سورية

لافروف يتهم واشنطن بالسعـي إلى إطاحـــة الأسد «بعيداً عن الأضواء»

صورة

اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، واشنطن بالسعي إلى إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد «بعيداً عن الأضواء»، في حين يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، الأسبوع المقبل في موسكو، وفدا سورياً رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم. وفي حين قتل 910 أشخاص في الغارات الجوية، التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في سورية منذ شهرين، أكد عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية في الكونغرس، إليوت أبرامز، أن بلاده لا تمتلك استراتيجية قوية للتصدي لتنظيم «داعش» في سورية والعراق.

ونقلت وكالة أنباء «إيتار - تاس» الروسية عن لافروف قوله، أمام منتدى خبراء سياسيين في موسكو، إن العملية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أميركية ضد تنظيم «داعش»، قد تكون تمهيداً لإطاحة نظام دمشق.

وأضاف أنه «من المحتمل ألا تكون عملية ضد (داعش)، بقدر ما هي تمهيد لعملية تغيير النظام، بعيداً عن الأضواء تحت غطاء هذه العملية لمكافحة الإرهاب». كما انتقد ما وصفه بـ«المنطق المنحرف» لواشنطن.

وقال لافروف «يؤكد الأميركيون أن نظام الأسد قطب مهم يجذب الإرهابيين في المنطقة، لتبريرعزمهم على إطاحته، أعتقد أن ذلك يدل على منطق منحرف».

كما ذكّر لافروف نظيره الأميركي جون كيري، الذي قال له، إن التحالف ضد التنظيم لا يريد تفويضاً من مجلس الأمن الدولي، لأن ذلك سيرغمه «بطريقة ما على تسجيل وضع نظام الأسد».

وقال لافروف «بالطبع سورية دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة، هذا أمر غير عادل».

وأوضح أن «الأميركيين تفاوضوا، ويتفاوضون حتى مع (طالبان)». وتساءل «عندما يستلزم الأمر يصبحون براغماتيين جداً، فلماذا عندما يتعلق الأمر بسورية تصبح مقاربتهم إيديولوجية إلى أقصى الحدود؟».

وقال لافروف إنه أجرى، أول من أمس، مع كيري اتصالات هاتفية، بحث خلالها معه ضرورة «تحريك في أسرع وقت ممكن البحث عن حل سياسي ودبلوماسي للأزمة السورية، وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب على أساس القانون الدولي». ويتوقع أن يلتقي وفد سوري، يقوده وزير الخارجية السوري، بوتين في 26 الجاري في موسكو، للبحث في تحريك مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة.

إلى ذلك، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 910 أشخاص، في غارات التحالف الدولي على مناطق في سورية، منذ 23 سبتمبر الماضي، وحتى منتصف الليلة قبل الماضية.

وقال إن 785 قتيلاً من بين القتلى، ينتمون إلى تنظيم «داعش»، الذي سيطر على أراضٍ واسعة في سورية والعراق، حيث تستهدفه غارات جوية تقودها الولايات المتحدة. وأضاف أن 72 عضواً في «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، قتلوا جراء ضربات صاروخية، نفذتها قوات التحالف على مقار لها في ريف حلب الغربي، وريف إدلب الشمالي.

وقالت الولايات المتحدة إنها استهدفت «مجموعة خراسان» في سورية. وأضافت أن الجماعة تضم مقاتلين قدامى في «القاعدة»، وتحظى بحماية «جبهة النصرة».

من ناحية أخرى، قال السيناتور إليوت أبرامز إن بلاده لا تمتلك استراتيجية قوية للتصدي لتنظيم «داعش» داخل سورية والعراق.

وأضاف أبرامز، خلال جلسة استماع للكونغرس نقلتها شبكة «إيه بي سي نيوز»الاميركية، أول من أمس، أن بلاده لم تسرع في إمداد مسلحي المعارضة بالمعدات اللازمة والأسلحة والمؤن، لتحويلهم إلى قوة قتالية مؤثرة على الأرض، تقف في وجه التنظيم الأكثر عدداً وعتاداً.

كما أوضح أن هناك مصاعب تواجه قوات البشمركة الكردية في التصدي لتنظيم «داعش»، من بينها قلة أسلحتها بالمقارنة مع ما يمتلكه التنظيم من أسلحة متطورة حصل عليها من مخازن الجيشين السوري والعراقي، بعد سيطرته على مناطق في البلدين، مشدداً على ضرورة تعزيز تلك القوات، حتى تستطيع الصمود في مواجهة مقاتلي «داعش». من جهته، شدد السفير الأميركي السابق في سورية، روبرت فورد، خلال الجلسة على ضرورة اتخاذ خطوات لتأمين العراق وسورية، مع السماح باستخدام القوة العسكرية، وضرورة إمداد المعارضة المعتدلة بالتدريبات والأسلحة. 

تويتر