الاحتلال يشدّد الإجراءات ويسهل حمل السلاح لليهود.. ويتهم «حماس» وعباس بالتحريض.. والرئيس الفلسطيني يدعو إلى التهدئة

مقتل 4 إســرائيلـييـن بعملـيــة في القدس.. ونتنياهو يتوعّد.. و«الشعبيــة» تتبّناها

خلال عملية إزالة آثار الهجوم في الكنيس اليهودي قرب مستوطنة «راموت» غرب القدس المحتلة. رويترز

قتل أربعة إسرائيليين في عملية طعن وإطلاق نار نفذها فلسطينيان استشهدا برصاص شرطة الاحتلال، استهدفت، فجر أمس، كنيساً يهودياً قرب مستوطنة «راموت» غرب القدس المحتلة. وفيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«رد قوي» على الهجوم واعتبره «نتيجة مباشرة» للتحريض الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس، فرضت إسرائيل الطوارئ بالقدس، وأمرت بتسهيل السلاح لليهود، وشددت الإجراءات في الضفة الغربية بعد العملية التي تبنتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأدانتها الرئاسة الفلسطينية.

وتفصيلاً، قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري، إن «مسلحين دخلا إلى الكنيس في حي هار نوف، وهاجما المصلين بفأس ومسدس، وقتلا أربعة أشخاص، ووصل شرطيون إلى المكان وأطلقوا النار فقتلوا المهاجمين». وأوضحت المتحدثة أن أربعة مصلين، وشرطيين تصدوا لمنفذي الهجوم. وأضافت أن منفذي الهجوم هما فلسطينيان من القدس الشرقية. وقالت لوبا سمري، إن القتلى الإسرائيليين الأربعة يحملون جنسيات أخرى: ثلاثة منهم يحملون الجنسية الأميركية، والرابع كان يحمل الجنسية البريطانية.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان «هذه نتيجة مباشرة للتحريض الذي تقوم به حركة حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس، التحريض الذي يتجاهله المجتمع الدولي بطريقة غير مسؤولة».

وأعلن نتنياهو أنه سيجري «مشاورات أمنية» مع قادة الأجهزة الأمنية، متوعداً برد قوي على الهجوم. وندد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتطرف، بالهجوم، وحمّل مسؤوليته للرئيس الفلسطيني. من جهته، أمر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جهاز الشرطة باتخاذ إجراءات رداً على هجوم القدس، من بينها تسريع هدم منازل منفذي الهجمات، ودفن المنفذين خارج القدس وتسهيل منح تراخيص حمل سلاح لليهود، واستدعاء أربع كتائب احتياط من حرس الحدود الإسرائيليين لتنتشر في القدس.

كما أعلن وزير الأمن اسحق اهرونوفيتش، أن إسرائيل ستقوم بتسهيل حمل الأسلحة للدفاع عن النفس. وقال في حديث مع الإذاعة: «في الساعات المقبلة، سأقوم بتخفيف القيود على حمل الأسلحة».

وأغلقت شرطة الاحتلال المنطقة بالكامل، وكل الشوارع والطرقات القريبة والمؤدية إلى مكان الحادث، في حين شرعت عصابات المستوطنين بملاحقة العمال الفلسطينيين من مدينة القدس، والذين يعملون في الشطر الغربي من المدينة. واعتقلت قوات إسرائيلية، أمس، نحو 14 شخصاً من عائلة منفذي هجوم الكنيس. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن «المئات من قوات وشرطة الاحتلال دهمت بلدة جبل المكبر، وفرضت حصاراً عليها ومنعت الدخول والخروج منها، قبل أن تقتحم منازل عائلة أبوجمل».

وفي الضفة الغربية، هاجم عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، مدرسة ذكور عوريف الثانوية جنوب مدينة نابلس.

في الأثناء، تبنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية الهجوم على الكنيس اليهودي صباح أمس، وقالت إن منفذي الهجوم ينتميان إليها. وقال بيان صحافي «إننا في كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نبارك هذه العملية». وقال مراسل صحافي، إن منفذي الهجوم على الكنيس هما غسان وعدي أبوجمل من جبل المكبر في القدس، وهما من عائلة الجمل وعمهما جمال الجمل، وهو أسير محرر في صفقة الجندي شاليط، وأعادت إسرائيل اعتقاله قبل أسابيع عدة فقط.

من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان «دانت الرئاسة الفلسطينية على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت، وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس الغربية». ودعا الرئيس الفلسطيني إلى التهدئة التامة في مدينة القدس. وقال عباس لدى ترؤسه اجتماعاً للمجلس الأمني المصغر بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في مدينة رام الله: «في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل أدنا وندين أيضاً الاعتداء على الحرم القدسي وعلى الأماكن المقدسة وحرق المساجد والكنائس». وحث عباس في بيان للرئاسة على «التهدئة التامة ووقف جميع هذه الأعمال». وأضاف أن الرئاسة الفلسطينية «تطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين».

وباركت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الهجوم، واعتبرته الأكثر دموية منذ سنوات في المدينة المقدسة، وهو «رد على جريمة إعدام الشهيد يوسف الرموني، السائق الفلسطيني الذي عثر على جثته الاثنين في حافلة في القدس الغربية». ودان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يزور لندن الهجوم واعتبره عملاً «ارهابياً بحتاً». ودان الاتحاد الأوروبي كذلك الهجوم الذي وصفه بأنه «عمل إرهابي»، ودعا إلى الهدوء.

 

 

تويتر