القوات الإسرائيلية تقمع مسيرة في بلعين.. وواشنطن تدعو إلى «ضبط النفس»

يوم غضب في القدس.. والاحتلال يعيد فتح «الأقصى»

صورة

أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتح المسجد الأقصى، صباح أمس، بعد أن أغلقته، ما تسبب في احتجاجات عارمة قام بها الفلسطينيون الذين أعلنوا «يوم غضب» من أجل القدس، رداً على «سياسة التدمير والمس بالأماكن المقدسة». وفيما قمعت القوات الإسرائيلية مسيرة بلعين الأسبوعية، دعت واشنطن كل الأطراف إلى «ضبط النفس» في القدس الشرقية.

وتفصيلاً، أعيد فتح المسجد الأقصى في القدس الشرقية صباح أمس، بعد إغلاقه بقرار نادر اتخذته إسرائيل مع تصاعد التوتر. وتحولت مدينة القدس والبلدة القديمة إلى ثكنة عسكرية، وانتشرت قوات الاحتلال في أنحاء المدينة كافة، عبر نصب سلسلة من الحواجز، قبل الوصول إلى بوابة المسجد الأقصى. ومنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من المشاركة في صلاة الجمعة، أو دخول الحرم القدسي، كما لم تسمح قوات الاحتلال بدخول المدينة القديمة إلا للنساء والرجال فوق سن الخمسين.

ووصف مدير الأوقاف الإسلامية بالقدس، الشيخ عزام الخطيب، إغلاق المسجد بأنه «يوم أسود على مدينة القدس ومصيبة»، وساد هدوء نسبي، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن حوادث متفرقة، خصوصاً رشق قوات الأمن أو آليات إسرائيلية بالحجارة، وقعت ليلة أمس. وأضافت أنه تم توقيف ثلاثة فلسطينيين.

ودعت حركة فتح إلى يوم غضب من أجل القدس، رداً على «سياسة التدمير والمس بالأماكن المقدسة»، كما دعت كل من حركة الجهاد والحركة الإسلامية في الداخل إلى شد الرحال إلى القدس.

في الأثناء، أصيب العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد، إثر استنشاقهم الغاز السام، خلال قمع الاحتلال مسيرة بلعين الأسبوعية. وانطلقت المسيرة عقب صلاة الجمعة؛ رفضاً للعدوان الإسرائيلي بحق القدس و«الأقصى»، وللتنديد بالاستيطان، وجدار الفصل العنصري.

وتأتي هذه الفعالية استجابة لدعوة اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، التي دعت إلى التظاهر نصرةً للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ورفض سياسة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، وإغلاقه أمام المصلين.

وفي واشنطن، دعا وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كل الأطراف إلى «ضبط النفس» في القدس الشرقية، مؤكداً أنه على اتصال مع الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، إضافة إلى الأردن، لإعادة الهدوء.

وقال كيري «أنا قلق للغاية من تصعيد التوترات في القدس، لاسيما حول باحة المسجد الأقصى».

وأضاف «من المهم للغاية أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس، وأن تمتنع عن أي عمل أو تصريح استفزازي، وأن تحافظ، قولاً وفعلاً، على الوضع القائم التاريخي في باحة المسجد الأقصى».

من جهة أخرى، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، إن حالة الهدوء بين إسرائيل وقطاع غزة قد تخترق خلال لحظة. وأضاف غانتس، خلال تكريم ضباط شاركوا في العدوان الأخير على غزة، أن «الهدوء الذي تم تحقيقه قد يخترق خلال لحظة».

على صلة، ذكرت صحيفة «إسرائيل هايوم» أن الدولة العبرية عدلت عن قرار شراء طائرات «في-22» الأميركية الهجينة، المخصصة لنقل الجند، والتي تجمع بين قدرة المروحية على الإقلاع والهبوط عموديا وقدرة الطائرة الثابتة الجناح على التحليق بسرعة عالية.

وقالت الصحيفة، التي تعتبر قريبة من أوساط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن هذا القرار اتخذه وزير الدفاع موشيه يعالون، على الرغم من أنه يتعارض مع رغبة الجيش الإسرائيلي، مبدية خشيتها أن يؤدي إلى فتور جديد في العلاقة مع الولايات المتحدة.

وأوضحت «إسرائيل هايوم» أن القرار أملته ضغوط مالية ترزح تحتها الموازنة، وكذلك أيضاً العبر التي استخلصتها الدولة العبرية من حربها الأخيرة على غزة، والتي استمرت 50 يوماً هذا الصيف.

تويتر