إسرائيل تنتقد القرار.. والسلطة والبرلمان العربي يرحبان

مجلس العموم البريطاني يصوت لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين

كي مون من حي الشجاعية: الدمار الذي رأيته في غزة يفوق الوصف. أ.ف.ب

صوت مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، أول من أمس، لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين، وفيما سارعت إسرائيل إلى انتقاد القرار، ووصفته بأنه «رسالة مقلقة» تقوض فرص السلام، لقي التصويت ترحيباً من قبل السلطة الفلسطينية، واعتبرته خطوة مهمة نحو العدالة والسلام، كما رحب به البرلمان العربي، واصفاً القرار بـ«البادرة الطيبة».

وتفصيلاً، تبنى النواب البريطانيون، أول من أمس، بشكل رمزي، المذكرة التي تدعو الحكومة البريطانية إلى «الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل»، كمساهمة في تأمين حل تفاوضي، يكرس قيام دولتين في المنطقة. وصوت لمصلحة المذكرة 274 نائباً مقابل رفض 12.

ولن يؤدي تصويت النواب على هذه المذكرة التي تقدم بها النائب العمالي غراهام موريس إلى أي تغيير في سياسة بريطانيا الخارجية، ولا يحمل طابعاً إلزامياً لحكومة ديفد كاميرون.

ونبه سفير بريطانيا لدى إسرائيل، ماثيو غولد، إلى أن التصويت، على الرغم من عدم إلزاميته، إلا أنه مؤشر إلى تغير في موقف الرأي العام البريطاني تجاه إسرائيل، خصوصاً بعد العدوان الأخير على غزة، وإصرارها على المضي في مخططاتها الاستيطانية.

وانتقدت الخارجية الإسرائيلية تصويت مجلس العموم البريطاني، وكتبت في بيان لها أن «الطريق إلى الدولة الفلسطينية يمر فقط عبر طاولة الحوار». وأضافت: «أي اعتراف دولي سابق لأوانه يبعث برسالة مقلقة للقيادة الفلسطينية بأنه بمقدورهم التهرب من الخيارات الصعبة التي يتعين أن يتخذها الجانبان، وفي الواقع يقوض فرص التوصل إلى سلام حقيقي».

في المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية بالتصويت، واعتبرته «خطوة مهمة نحو العدالة والسلام»، وقالت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في بيان باسم السلطة، إن حق الفلسطينيين في تقرير المصير ليس موضوع تفاوض. وأوضحت عشراوي أن «الاعتراف بدولة فلسطين ليس مرتبطاً بمصير المفاوضات مع إسرائيل».

بدوره، رحب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بالتصويت، واعتبره «تصحيحاً للظلم التاريخي الذي أنكر حقوق الشعب الفلسطيني، عندما اعتبر أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض». ودعا المالكي الحكومة البريطانية إلى الاعتراف بدولة فلسطين. كما رحب المجلس الوطني الفلسطيني، على لسان رئيسه سليم الزعنون، بتصويت مجلس العموم البريطاني.

وفي القاهرة، رحب رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان، باعتراف البرلمان البريطاني بدولة فلسطين، واصفاً القرار بالبادرة الطيبة، آملا أن تتخذ سائر البرلمانات الحرة في العالم قرارت مشابهة. وقال الجروان إن حق قيام دولة فلسطين والاعتراف بها تنص عليه جميع القوانين الدولية، مؤكداً أن البرلمانات في العالم تمثل صوت الشعوب الحرة. ووجه الشكر إلى البرلمان البريطاني على هذه البادرة الطيبة، داعياً سائر البرلمانات في العالم إلى أن تحذو حذو البريطاني، الأمر الذي سيمثل ضغطاً على سائر الحكومات للرضوخ لصوت معظم شعوب العالم الحر، والاعتراف بدولة فلسطين.

من جهة أخرى، أكد أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، أن مشروع إعادة بناء قطاع غزة يحظى بقدر عال من الأهمية، حاثاً الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ضرورة التوصل إلى اتفاق. وقال إن «الدمار الذي رأيته في قطاع غزة يفوق الوصف». وخلال زيارة إلى مدينتي رام الله والقدس المحتلة التقى كي مون رئيس الوزراء الفلسطيني رامي حمد الله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعا جميع الأطراف إلى وقف دورة المعاناة التي عملت على تأجيج التوترات في المنطقة.

 

تويتر