توقف استخراج النفط في حقول «داعش» شرق سورية.. وغارات جديدة ضد منشآت يسيطر عليها «التنظيم»

الإمارات تدين تجنيد المقاتلــين الأجانب وتطالب باستراتيجية دولية لمكافحته

صورة بثتها القوات الجوية الأميركية لمقاتلتين من طرازي «إف 15» شمال العراق، بعد أن نفذتا ضربات جوية في سورية. رويترز

أعربت دولة الإمارات عن إدانتها القوية لجميع عمليات تجنيد المقاتلين الأجانب وتمويلها، باعتبارها تشكل واحداً من أخطر روافد الإرهاب الدولي، ودعت المجتمع الدولي إلى انتهاج استراتيجية موحدة للتعاون الدولي، تكفل مكافحة هذه الظاهرة المهددة لمسألتي الأمن والسلم الدوليين. في وقت توقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور بشرق سورية، تخوفاً من الغارات التي يشنها التحالف الدولي.

وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في بيان تلاه نيابة عنه مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، أحمد عبدالرحمن الجرمن، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي التي ترأسها الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أمس، حول مسألة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، عن إدانة الإمارات القوية لجميع عمليات تجنيد المقاتلين الأجانب وتمويلها.

واستعرض البيان موقف الإمارات من ظاهرة تفاقم تدفق المقاتلين الأجانب من مختلف أنحاء العالم للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية المسلحة، وخص بالذكر تنظيم «داعش» الذي بات يسيطر أخيراً على مساحات واسعة من المدن والقرى في العراق وسورية، ويشارك بشكل مباشر في تأجيج الصراعات وارتكاب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها أعمال القتل والخطف والتهجير والعنف الجنسي ضد النساء بالدرجة الأولى، مؤكداً على أن أبعاد خطورة هذه المسألة لا تقتصر فقط على المناطق التي تشوبها الصراعات، وإنما أيضاً المناطق الآمنة التي يتم تجنيد المقاتلين منها.

وأعلن عن ترحيب دولة الإمارات بالقرار الحاسم الذي اعتمده المجلس بشأن هذه المسألة، أول من أمس، مؤكداً أن التصدي لظاهرة تدفق المقاتلين الأجانب لا يمكن أن تتم من خلال الوسائل والإجراءات الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما يتطلب الأمر انتهاج المجتمع الدولي استراتيجية شاملة موحدة، تضمن منع تجنيد العناصر الإرهابية عبر أربع محاور رئيسة، وهي أولاً: تعزيز التعاون الدولي، خصوصاً في مجال تبادل المعلومات المتعلقة بحملات تجنيد الشباب كمقاتلين أجانب، وثانياً: تشديد وسائل المراقبة، بما في ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي التي يتم استغلالها لجذب عدد أكبر من المُغرر بهم، كاشفاً بهذا الخصوص عن الدراسة التي تقوم بها دولة الإمارات حالياً حول آليات منع التنظيمات الإرهابية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لغرض التجنيد، وثالثاً: من خلال تطوير التشريعات والقوانين الوطنية الكفيلة بملاحقة وتجريم الضالعين، مشيراً إلى أن الدولة اعتمدت أخيراً قانوناً اتحادياً صارماً لمعاقبة من تثبت إدانتهم بالتحريض على الإرهاب أو القيام بأعمال إرهابية، وأخيراً: تعزيز الجهود الرامية لمكافحة جميع عمليات نشر التطرف العنيف، لاسيما بين صفوف الشباب العاطلين عن العمل لتحصينهم ضد حملات التحريض والتجنيد التي تستهدفهم من قبل الجماعات الإرهابية.

وجدد البيان التزام الإمارات بمكافحة التطرف، بما في ذلك جهود التنسيق التي تبذلها مع شركائها في إطار عضويتها في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، لضمان عدم استخدام أراضيها لخدمة ونشر الأعمال الإرهابية والجرائم الأخرى المرتبطة بها، وكذلك أيضاً من خلال استضافتها لمركز «هداية».

وتعهد البيان بأن تعمل دولة الإمارات على تعزيز السياسات الوقائية من خلال إنشاء مراكز لتأهيل المتأثرين بالفكر المتطرف والإرهابي.

من ناحية أخرى، استهدفت مقاتلات أميركية وعربية، أمس، منشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في سورية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب شنت غارات جديدة، أمس ومساء أول من أمس، على منشآت نفطية في محافظة دير الزور في سورية قرب الحدود مع العراق.

كما استهدفت غارات، أمس، مقراً لعمليات «داعش» في مدينة الميادين في المحافظة ذاتها ومنشآت نفطية، إضافة إلى موقع للتنظيم المتطرف في محافظة الحسكة.

في السياق، أكد ناشطون توقف استخراج النفط من الحقول التي يسيطر عليها «داعش» في محافظة دير الزور شرق سورية، تخوفاً من الغارات التي يشنها التحالف الدولي.

وقال ناشط في المحافظة يقدم نفسه باسم «ليث الديري» لـ«فرانس برس» عبر الإنترنت، أمس، «توقف استخراج النفط بسبب الوضع الامني».

وأضاف أن «استخراج النفط توقف في كل حقول دير الزور، باستثناء حقل كونيكو المستخدم لاستخراج الغاز الذي يغذي ست محافظات». وأكد الناشط «ريان الفراتي» من دير الزور توقف استخراج النفط في الحقول التي يسيطر عليها التنظيم.

وقال ريان إن «الاستخراج توقف بشكل مؤقت»، بعدما قصف التحالف الدولي 12 مصفاة للنفط على الأقل يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ ليل الأربعاء الخميس. ولم تستهدف الغارات أي حقل للنفط.

وأضاف الفراتي «قبل ذلك، كان الناس يتوجهون بكثافة إلى هذه الحقول لشراء النفط من الجهاديين الذين يبيعونه بسعر أقل من أسعار السوق».

وأوضح أن «الناس كانوا أحياناً ينتظرون أربعة ايام للحصول على النفط، بسبب الطلب الكبير عليه، إلا أنه حالياً لا يوجد من يشتري أو من يتاجر في الحقول، خوفاً من الضربات». وتضم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق ستة حقول للنفط، إضافة إلى حقل كونيكو للغاز. وسيطر التنظيم على هذه الحقول خلال يوليو الماضي، كما يسيطر كذلك على غالبية المحافظة. إلى ذلك، انضمت الدنمارك، أمس، إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، باإعلان رئيس وزرائها هيلي ثورننغ-شميت، نشر سبع طائرات «إف-16» في العراق.

وقال ثورننغ-شميت، خلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن «أنا سعيد بوجود تحالف واسع مع وجود دول من المنطقة تريد المشاركة فيه»، موضحاً أن مهمة الطائرات الدنماركية ستكون محصورة في العراق، ولن تشمل سورية.

 

تويتر