أوباما يؤكد مشاركة 40 دولة في التحالف ضد «التنظيم».. وروسيا تؤيد مسودة قرار دولي لمحاربة «الإرهـــابيين»

فرنسا تنفّذ أول ضربة جويــــة ضد «داعش» في العراق

صورة

شنت طائرات حربية فرنسية، أمس، غارات على مواقع لتنظيم «داعش» في العراق، لتصبح فرنسا أول بلد ينضم إلى حملة الضربات الجوية الأميركية ضد المتطرفين المسيطرين على مناطق شاسعة في العراق وسورية، غداة إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مشاركة أكثر من 40 دولة في التحالف الدولي ضد التنظيم. في وقت أعلنت روسيا عن تأييدها مشروع قرار لمحاربة «المقاتلين الإرهابيين» اقترحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي.

وأعلنت فرنسا، أنها نفذت صباح أمس، أولى ضرباتها الجوية في شمال شرق العراق، ودمرت «مستودعاً لوجستياً» لعناصر تنظيم «داعش».

وقال قصر الاليزيه في بيان، إن طائرات من طراز «رافال»، شنت صباح أمس «ضربة أولى على مستودع لوجستي لإرهابيي تنظيم داعش، وتمت اصابة الهدف وتدميره كاملاً».

وأضاف أن «عمليات أخرى ستجرى في الأيام المقبلة».

وأكد البيان أن «البرلمان سيُبلَّغ الأسبوع المقبل من رئيس الوزراء بشروط اشتراك قواتنا إلى جانب القوات المسلحة العراقية والبشمركة، لإضعاف (داعش) وبسط السيادة العراقية».

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن، أول من أمس، في مؤتمر صحافي، أنه أجاز توجيه هذه الضربات، وأكد أن بلاده لن ترسل قوات على الارض ولن تقوم بعمليات إلا في العراق، مميزاً بذلك موقفه عن الاستراتيجية الأميركية التي تنص على شن غارات على معاقل «داعش» في سورية أيضاً.

وأعرب أوباما، مساء أول من أمس، عن ارتياحه للالتزام الفرنسي، معلناً أن بلاده تعمل على اقامة «ائتلاف دولي واسع لإضعاف داعش، وفي نهاية المطاف تدميره». وقال في كلمة مقتضبة، إن «فرنسا التي هي أحد حلفائنا القديمين والمقربين، هي شريك صلب في الجهود التي نبذلها ضد الارهاب».

وبعد الحصول على موافقة مجلس النواب، حصل أوباما، أول من أمس، على موافقة مجلس الشيوخ على خطته لتخصيص 500 مليون دولار خلال عام لتجهيز المعارضة السورية المعتدلة وتدريبها.

وأشاد الرئيس الأميركي في تصريح من البيت الأبيض بتبني «الكونغرس» خطة دعم مقاتلي المعارضة السورية الذين «يقاتلون على السواء وحشية إرهابيي داعش وطغيان نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وقال إن التأييد القوي من الحزبين الرئيسين في «الكونغرس» لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، أظهر أن الأميركيين متحدون على محاربة تنظيم «داعش»، ودعم التحالف الدولي ضده. وأضاف «أنا سعيد لأن الكونغرس صوت الآن تأييداً لعنصر رئيس في استراتيجيتنا». وأكد أن «أكثر من 40 دولة منها دول عربية قدمت المساعدة حتى الآن لهذا التحالف».

وفي سياق الاستراتيجية التي أعلنها أوباما للتصدي لتنظيم «داعش»، والتي تنص بصورة خاصة على تكثيف الغارات في العراق، استهدفت الطائرات الحربية الاميركية للمرة الأولى معسكر تدريب للتنظيم في جنوب شرق الموصل (شمال). وقال ضابط أميركي إن 40 متطرفا كانوا في الموقع المستهدف.

وسمحت الغارات الأميركية التي بدأت في الثامن من أغسطس للقوات العراقية والكردية باستعادة السيطرة على بعض المناطق في شمال بغداد من مقاتلي «داعش».

وتركزت المعارك في الايام الأخيرة على مسافة 50 كلم جنوب بغداد، حيث تدور اشتباكات بين قوات النخبة العراقية المدعومة بالغارات الأميركية و«داعش» في منطقة الفاضلية الواقعة في جرف الصخر.

إلى ذلك، قتل 22 شخصاً على الأقل وأصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة، بينها هجوم بسيارة مفخخة ودراجة نارية، أمس، في بغداد وكركوك (شمال).

من جهته، أيد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، أمس، التدخل الأجنبي ضد تنظيم «داعش» في بلاده عقب هجمات جوية أميركية وفرنسية، لكنه دعا إلى ضوابط صارمة.

وقال المتحدث باسم السيستاني، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة، إنه «حتى لو كان العراق بحاجة إلى مساعدة من الأشقاء والاصدقاء في قتال الإرهاب الأسود، فإن الحفاظ على سيادته واستقلال قراراته له أولوية قصوى».

وفي موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن المدير في وزارة الخارجية الروسية، إيليا روجاتشيف، أمس، قوله، إن بلاده تؤيد مشروع قرار لمحاربة «المقاتلين الإرهابيين» اقترحته واشنطن في مجلس الأمن. وأضاف أن مشروع القرار «مقبول بشكل عام بالنسبة لنا في صياغته الحالية».

وكانت الولايات المتحدة وزعت مشروع القرار الذي سيطالب الدول «بمنع وكبح» تجنيد المقاتلين الأجانب وسفرهم للانضمام إلى جماعات متشددة، مثل تنظيم «داعش». وتأمل واشنطن أن يوافق مجلس الأمن على مشروع القرار بالإجماع يوم 24 سبتمبر الجاري.

 

تويتر