50 قتيلاً بتواصل الغارات الجوية على مدينة تلبيسة في ريف حمص

الإمارات: النظام السوري مستمر في ارتكاب المجازر ضد شـــعبه

صورة

أكدت دولة الإمارات، أن القوات السورية النظامية مازالت مستمرة في ارتكاب المجازر وشن الهجمات على المدنيين، على الرغم من القرارات الدولية الرامية إلى إنهاء العنف. في حين قتل 50 شخصاً في القصف الجوي للقوات النظامية السورية على مدينة تلبيسة في محافظة حمص (وسط)، المستمر منذ ثلاثة أيام، بينما تحدث ناشطون في المدينة على صفحاتهم على موقع «فيس بوك» عن «مجزرة» نفذتها قوات النظام.

وألقى المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، السفير عبيد سالم الزعابي، أمس، كلمة الدولة أمام مجلس حقوق الإنسان في إطار الحوار التفاعلي حول تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية.

وأكد أنه على الرغم من القرارات الدولية الرامية إلى إنهاء العنف، فإن القوات الحكومية مازالت مستمرة في ارتكاب المجازر وشن الهجمات الواسعة النطاق على المدنيين، بالإضافة إلى استخدام القصف الجوي والمدفعي العشوائي والمفرط الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وبث الرعب لدى السكان العزل، فضلاً عن استخدام غاز الكلور وهو سلاح غير مشروع ضد المناطق المدنية.

وحول المجازر التي ارتكبها تنظيم «داعش»، والتي قد ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، حسب اللجنة، أشار الزعابي إلى أن دولة الإمارات تدين بأشد العبارات هذه الجرائم، داعياً مجلس حقوق الإنسان إلى ضرورة مساءلة مرتكبيها ومنعهم من الإفلات من العقاب.

وفي المجال الإنساني، أكد الزعابي أن تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سورية يؤكد وجود 6.5 ملايين نازح داخلياً و2.9 مليون لاجئ مسجل، ما يجعل سورية أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بحسب تقرير اللجنة.

ووفقاً لوكالات الأمم المتحدة هناك 10.8 ملايين من السوريين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة داخل البلاد، بينما هناك 241 ألف شخص لايزالون يعيشون تحت الحصار، و4.7 ملايين يقيمون في المناطق التي يصعب الوصول إليها.

وفي هذا الصدد اعتبر الزعابي أنه من الضروري أن تتمكن منظمات الإغاثة الدولية من إيصال المساعدة الإنسانية بشكل تام ومن دون عوائق، عملاً بقراري مجلس الأمن 2139 و2165، بالإضافة إلى ضمان حماية المستشفيات والعاملين في المجالين الطبي والإنساني.

وأشار إلى أن دولة الإمارات تعهدت خلال السنتين الأخيرتين بتقديم 360 مليون دولار يتم حالياً تخصيصها للعمليات الإنسانية للاجئين السوريين.

وجدد وقوف دولة الإمارات مع المطالب المشروعة للشعب السوري الشقيق وعلى وحدة سورية كياناً ومجتمعاً، والحرص المستمر على تخفيف المأساة الإنسانية ومعاناة الشعب السوري التي سببتها الأحداث.

كما أكد تمسك الإمارات بقرار جامعة الدول العربية الذي يشدد على ضرورة البحث عن تسوية سياسية سلمية عاجلة للمسألة السورية، باعتبارها أنجع وسيلة لتحقيق تطلعات الشعب السوري، بما يضمن حقن دمائه وتحقيق استقراره.

على الصعيد الميداني، استأنفت القوات النظامية السورية، أمس، غاراتها على مدينة تلبيسة في محافظة حمص لليوم الثالث على التوالي، ما تسبب في مقتل امرأة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى مقتل نحو 50 شخصاً في قصف جوي على المدينة منذ يوم الاثنين. وكان المرصد أفاد بمقتل 25 شخصاً في قصف جوي من قوات النظام، أول من أمس، على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. وبين القتلى سبع نساء وطفل وقائد لواء إسلامي معارض ومقاتل. وقتل الاثنين 23 شخصاً في قصف جوي مماثل على تلبيسة.

وذكر ناشطون في تلبيسة على «فيس بوك» أن طائرات النظام ألقت، أمس، براميل متفجرة على المدينة. وأصدر مقاتلون داخل المدينة بياناً توعدوا فيه «بالثأر للشهداء»، مشيرين إلى انهم قاموا «بإمطار قرية الاشرفية» القريبة من تلبيسة والموالية للنظام بالقذائف.

من جهة أخرى، نشرت هذه الصفحات نداء صادراً عن سكان المدينة وموجهاً إلى «كل المنظمات الطبية والاغاثية»، وجاء فيه أن «مشفى تلبيسة يدق ناقوس الخطر بعد العدد الكبير من الإصابات، حيث استنزف كل المخزون من المواد الطبية. إخوانكم في تلبيسة بحاجة كبيرة للأدوات والمستلزمات الطبية».

وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص، باستثناء مدينتي تلبيسة والرستن اللتين تعدان معقلين بارزين لمقاتلي المعارضة، وحي الوعر في مدينة حمص. كما يوجد مقاتلو المعارضة في منطقتي الحولة والغنطو القريبتين من تلبيسة وبعض القرى المجاورة مثل أم شرشوح التي تشهد معارك عنيفة بينهم وبين قوات النظام.

وذكر مصدر أمني في دمشق، أن الجيش أقدم على قصف تلبيسة «بسبب كثافة وجود المجموعات الإرهابية فيها»، مؤكداً على «استهداف الإرهابيين حيثما كانوا».

وفي دمشق، قتل رجل وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذائف على حي المزرعة في وسط العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد ووكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، وطالت القذائف أحياء أخرى.

وكان مقاتلون في مدينة دوما شمال شرق العاصمة هددوا قبل أيام بتصعيد قصف العاصمة بقذائف الهاون. في هذا الوقت، استمرت المعارك بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في حي جوبر شرق العاصمة، وفي الريف المتاخم جنوب شرق وجنوب غرب دمشق. وترافق مع قصف مكثف جوي وصاروخي من قوات النظام.

وقتل، أمس، ستة أشخاص بينهم طفل جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في دوما، وقتل طفل في قصف على سقبا شرق دمشق.

وفي مدينة حلب (شمال)، ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على منطقة قريبة من سوق الخضار في حي طريق الباب، ما تسبب في مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة، بحسب المرصد.

 

 

تويتر