عبدالله بن زايد شارك في الاجتماع الدولي بحضور 30 دولة ومنظمة

مؤتمر باريس يدعـم العــراق «بكل الوسائل» لمواجهة «داعش»

عبدالله بن زايد يتوسط المشاركين في المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق الذي عقد أمس في باريس. إي.بي.إيه

وعدت المجموعة الدولية في المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق الذي عقد أمس في باريس، بدعم بغداد «بكل الوسائل الضرورية»، من بينها العسكرية، في حملة التصدي لتنظيم «داعش»، مؤكدة «ضرورة» طرد مسلحي التنظيم من شمال العراق. وشارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في أعمال المؤتمر الذي حضره نحو 30 دولة ومنظمة لتنسيق المساعدات الإنسانية والتحرك الدولي ضد التنظيم الإرهابي، والعمل على ضمان وحدة العراق.

وأكدت 30 دولة ومنظمة حضرت المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق، أن المشاركين في «مؤتمر باريس» يؤكدون أن «داعش» يشكل تهديداً للعراق ولمجموع الأسرة الدولية.

وأفاد البيان الختامي، بأن «المشاركين شددوا على ضرورة القضاء على التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها في العراق». وتعهدوا لهذه الغاية «بدعم الحكومة العراقية الجديدة بكل الوسائل الضرورية، من ضمنها تقديم مساعدات عسكرية مناسبة».

وسيتم تقديم هذا الدعم «مع احترام القانون الدولي وأمن السكان المدنيين»، كما جاء في الوثيقة الختامية.

ويسيطر تنظيم «داعش» على 40% من شمال العراق وعلى ربع الأراضي السورية. لكن المشاركين في الاجتماع امتنعوا عن إعطاء اي إشارة حول الوضع في سورية، فيما تعتزم الولايات المتحدة توسيع ضرباتها الجوية ضد مواقع التنظيم في هذا البلد.

وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم وجها عند افتتاح المؤتمر، صباح أمس، نداء عاجلاً من أجل التزام دولي ضد المتطرفين الإسلاميين.

وقال هولاند «إن معركة العراقيين ضد الإرهاب هي معركتنا أيضاً. علينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة»، إلى جانب الحكومة العراقية.

وأضاف «لا وقت نضيعه»، مشدداً على «التهديد الإرهابي الكبير» الذي يمثله التنظيم إزاء «العراق والمنطقة والعالم».

وجاء مؤتمر باريس الذي يضم خصوصاً ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، و10 دول عربية وأوروبية، بعد إعلان «داعش» السبت الماضي قطع رأس الرهينة البريطاني ديفيد هينز.

وإعدام هينز هو الثالث لرهينة غربي خلال شهر بعد الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، اللذين خطفا أيضاً في سورية.

وذكر هولاند أن تنظيم «داعش» يتعرض أيضاً «للضعفاء والنساء والاطفال والأقليات الدينية». وقال إنه يطرح «تهديداً عالمياً يتطلب رداً عالمياً».

من جهته، أعلن معصوم ان التنظيم «مارس جرائم إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً ودينياً ضد الآلاف من المواطنين».

وقال «نحن بحاجة إلى تدخل جوي عاجل». وأضاف «عسكرياً لسنا بحاجة إلى جنود ليقاتلوا ميدانياً في العراق. نحن بحاجة لتدخل جوي وتغطية جوية، من الضروري أن يتدخلوا بسرعة، لأنه إذا تأخر هذا التدخل وهذا الدعم للعراق، ربما احتل (داعش) أراضي أخرى».

وتشن الولايات المتحدة منذ الثامن من أغسطس الماضي ضربات جوية ضد معاقل التنظيم المتطرف في شمال العراق، بينما تسلم دول عدة من بينها فرنسا أسلحة إلى المقاتلين الأكراد العراقيين الذين يتصدرون القتال ضد التنظيم.

والهدف الاساسي من مؤتمر باريس كان تحديد الأدوار العسكرية والمالية والاستخباراتية لكل دولة من الائتلاف.

وذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن أهداف المؤتمر سياسية (دعم الحكومة العراقية) وأمنية وانسانية، مشيراً إلى أن الأزمة أدت إلى نزوح 1.8 مليون شخص.

وقال إن «الاجتماع يبعث على الأمل رغم خطورة الوضع»، مشيداً بمشاركة «30 دولة هي بين الأقوى في العالم، ومتباينة جغرافياً وايديولوجياً، لكنها كلها تقول قررنا أن نكافح (داعش)». وأضاف «كثيرون شددوا على ضرورة وقف تمويل هذه المجموعة الارهابية، وسيعقد مؤتمر قريباً بمبادرة من أصدقائنا في البحرين حول هذا الأمر».

وبعد إعدام البريطاني العامل في الحقل الإنساني ديفيد هينز، أعاد الرئيس الاميركي باراك أوباما تأكيد عزمه العمل مع «ائتلاف كبير من الدول» من أجل «القضاء على التهديد» الذي يشكله «داعش».

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد بث شريط الفيديو الذي يظهر إعدام هينز «سنطارد المسؤولين ونحيلهم أمام القضاء مهما تطلب ذلك من وقت». إلا أن كاميرون أبقى على الغموض في ما يخص مشاركة بلاده المحتملة في الضربات الجوية الأميركية فوق العراق وسورية. والشق السوري يعد إحدى المسائل الحساسة في الاستراتيجية الدولية.

وكان أوباما أعلن الأربعاء الماضي توسيع نطاق الضربات الجوية الاميركية أبعد من العراق، حيث سيتم نشر 1600 عسكري أميركي لدعم القوات العراقية لجهة العتاد والتدريب والاستخبارات، إلا أن فرنسا وبريطانيا أبدتا تردداً، إذ تخشيان تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي هذا السياق، دعا هولاند إلى دعم المعارضة السورية المعتدلة. وقال إن «الفوضى تصب في مصلحة الإرهابيين. ينبغي تالياً دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية حفاظاً على مستقبل سورية». وأضاف أن هذه القوى «هي بنظر فرنسا قوى المعارضة الديمقراطية»، داعياً الى «دعمها بكل السبل».

 

 

تويتر