«الأونروا» تستبعد بدء إعادة الإعمار من دون حكومة توافق في غزة

هنية يدعو إلى التخلي عن نهـــج المفاوضات واعتماد استراتيجية فلسطينية بديلة

فلسطينية تطبخ فوق أنقاض منزلها الذي دُمر بغارة جوية إسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. رويترز

دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أمس، إلى التخلي عن نهج المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، واعتماد استراتيجية فلسطينية بديلة، وأعلن أنه لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، فيما قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنه لا يمكن البدء في اعادة الإعمار من دون حكومة التوافق في غزة.

وتفصيلاً، قال هنية في كلمة خلال حفل أقامته الحركة في غزة، لتكريم الإعلاميين «نؤكد انه لا مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني»، وتابع «نطالب إخواننا في السلطة الفلسطينية، وأخونا (الرئيس محمود عباس) أبومازن، بإعادة النظر في استراتيجية المفاوضات». وحث على «بناء استراتيجية فلسطينية جديدة وبديلة لنهج المفاوضات، تقوم أساساً على ما تحقق من انتصار في معركة غزة الأخيرة، وما قدمته مقاومتها الباسلة».

وشدد هنية مجدداً على ان «سلاح المقاومة ومكونات المقاومة خط أحمر لا يجوز المساس به او تجاوزه» مؤكداً «لا يمكن ان نقايض على سلاح المقاومة بالإعمار، سلاح المقاومة شرعي وسيظل شرعياً إلى ان تتحرر الأرض الفلسطينية، والإعمار شرعي وواجب، ويجب ان نعيد إعمار ما دمره الاحتلال في غزة».

وتابع هنية «في أطراف (لم يسمها) تريد من الإعمار الابتزاز السياسي مقابل سلاح المقاومة». وقال «لدى حركة حماس قرار بعدم الانزلاق للمناكفات السياسية او الإعلامية، ولا نريد اطلاقاً ان نعيد السحب الثقيلة، خصوصاً في غزة»، مشدداً على «ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، والعمل على استكمال ملفات المصالحة».

وحث هنية على استكمال بقية ملفات المصالحة الفلسطينية، بناء على التفاهمات التي أفضت إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني مطلع يونيو الماضي، خصوصاً استئناف عمل المجلس التشريعي، ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاجتماع.

كما طالب هنية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتوقيع على ميثاق روما، الذي يتيح الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، معتبراً ذلك «مطلباً أساسياً للفصائل والشعب الفلسطيني».

وفي الشأن العربي اعتبر هنية أن «المقاومة في غزة أثبتت خلال المعركة الأخيرة مع إسرائيل، أن بوصلتها واستراتيجيتها تقوم فقط على المواجهة مع الاحتلال وداخل الأراضي الفلسطينية فقط».

وقال بهذا الصدد «لا يوجد للمقاومة أي عداوة مع الأشقاء العرب، وسلاحها موجه فقط للاحتلال، وهو ما يجعلنا نتطلع لإقامة علاقات استراتيجية مع المحيط العربي، بناء على هذه القاعدة». وحث هنية مصر على متابعة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه في 26 أغسطس الماضي بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لإنهاء قتال استمر 50 يوماً.

وكان نائب رئيس «حماس» موسى أبومرزوق، اعلن انه لا يستبعد ان تضطر «حماس» لإجراء مفاوضات مع إسرائيل، وقال في مقابلة مع فضائية «القدس» الفلسطينية، بثت مقاطع منها وكالة محلية رداً على سؤال حول امكانية اجراء «حماس» مفاوضات مع إسرائيل، «من الناحية الشرعية، لا غبار على مفاوضة الاحتلال، فكما تفاوضه بالسلاح تفاوضه بالكلام».

وأضاف أبومرزوق «اعتقد اذا بقي الحال على ما هو عليه في الوقت الحاضر، لأنه اصبح شبه مطلب شعبي عند كل الناس، قد تجد (حماس) نفسها مضطرة لهذا السلوك (التفاوض)» مع اسرائيل.

وقالت «حماس» في بيان، ان «المفاوضات المباشرة مع الكيان الإسرائيلي ليست من سياسة الحركة، وليست مطروحة في مداولاتها».

يأتي ذلك في وقت دعا الناطق باسم حركة حماس سامي أبوزهري، السلطة الفلسطينية إلى توضيح موقفها تجاه الوثائق الرسمية التي تشير إلى تعطيلها أي جهود دولية لبدء تحقيقات في الجرائم الدولية. وقال أبوزهري، إن حركته تعتبر أن أي رد للسلطة لا يشمل إعلانها رسمياً التوقيع على اتفاق روما لن يكون كافياً لتبرئة السلطة من التلكؤ في الذهاب للمحاكم الدولية وتقديم قادة الاحتلال القتلة إلى المحاكمة.

من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم الشؤون الإنسانية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، هينيا دقاق، إن مشهد قطاع غزة يشبه منطقة ضربها زلزال أو إعصار، وان القطاع بات منطقة منكوبة. وأوضحت دقاق خلال لقاء جمع عدداً محدوداً من الصحافيين، أن عملية إعادة الإعمار لا تقتصر على إعادة بناء المباني المدمرة، لكن يجب الاهتمام بالآثار النفسية والصحية للنساء والأطفال الذين تعرضوا لثلاث حروب متتالية. وحذرت دقاق من إمكانية اندلاع جولات جديدة من العنف، لأن آثارها ستكون مدمرة على السكان في غزة، داعية إلى إيجاد حلول جذرية لقطاع غزة الذي يعاني مشكلات كبيرة تتفاقم بفعل استمرار الحروب.

وأشارت إلى ضرورة التركيز على إعادة تأهيل السكان في قطاع غزة نفسياً، وليس الإعمار فقط، لأن ما عانوه لن يشفيه شهر أو شهران، بل سنوات. وأكدت دقاق أن الدمار ليس دمار البيوت ولا دمار في الأرواح.. الدمار مرتبط بدمار قطاعي الصناعة والزراعة، المرتبطين بدخل غزة التي تحتاج إلى تأهيل اقتصادي.

وفي وقت قالت وكالة الأونرو،ا إنه لا يمكن البدء في اعادة الإعمار من دون حكومة التوافق في غزة، قال وزير الأشغال العامة والإسكان، مفيد الحساينة، إن الحكومة اتفقت مع «الأونروا»، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على دفع إيجار شهري للأسر التي تضررت بشكل كلي، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. ويقارب المبلغ الـ250 دولاراً للأسرة الواحدة.

تويتر