أستراليا تنضم إلى حملة دولية لإسقاط السلاح للقوات الكردية

القوات العراقية تفك حصــار «داعش» لبلدة آمرلي

أطفال عراقيون يلهون داخل مخيم للنازحين قرب أربيل. أ.ف.ب

تمكنت القوات العراقية من الدخول إلى مدينة آمرلي التركمانية الشيعية، وفك الحصار الذي يفرضه منذ أكثر من شهرين عناصر تنظيم «داعش» المتطرف على هذه البلدة التي قطعوا عليها الماء والغذاء، فيما قال رئيس الوزراء الاسترالي، توني أبوت، أمس، إن استراليا ستسقط معدات عسكرية ومساعدات للقوات الكردية التي تقاتل متشددي «داعش» في شمال العراق، استجابة لمطلب الولايات المتحدة.

وتفصيلاً، بدأت قوات الجيش العراقي، مدعومة بمتطوعين، عملية عسكرية كبيرة السبت لفك حصار بلدة آمرلي، تزامناً مع عملية إلقاء مساعدات إنسانية، رافقها قصف جوي أميركي.

وقال مسؤول عسكرية إن «طلائع القوات العراقية دخلت إلى مدينة آمرلي من محور قرية حبش جنوب المدينة، فيما لاتزال تتقدم قواتنا من ثلاثة محاور أخرى، ولاتزال الاشتباكات عنيفة».

وفك حصار هذه المدينة يعد أبرز إنجاز للقوات العراقية منذ الهجوم الذي شنه عناصر «داعش» في العاشر من يونيو، وفرضوا خلاله سيطرتهم على مناطق شاسعة شمال ووسط البلاد.

وصمدت هذه البلدة الواقعة على بعد 160 كلم شمال بغداد أمام محاولات «داعش» لاحتلالها منذ 84 يوماً، على الرغم من حرمانها من المياه والطعام وتطويقها من جميع المنافذ.

وقال مدير ناحية سليمان بيك المجاورة إن «الجيش والشرطة والحشد الشعبي، دخلوا ناحية آمرلي الآن، وفكوا الحصار عن الأهالي الموجودين، بعد أن اشتبكوا مع المسلحين الذين يحاصرون الناحية». وأضاف أن «عناصر داعش أصبحوا بين قتيل وجريح، فيما فر الآخرون، وأصبحت آمرلي محررة».

وأكد أحد سكان البلدة أن قوات الجيش والحشد الشعبي الآن وسط المدينة. وقال نهاد البياتي، وهو مهندس نفط لكنه تحول إلى مقاتل، بعد محاصرة بلدته «استقبل سكان البلدة قوات الجيش والحشد الشعبي بالأهازيج والفرح». وأضاف أن «الطريق بين بغداد وآمرلي أصبح سالكاً، بعد أن كانت قوات داعش تنصب حواجز تفتيش وانتشار على طول الطريق».

وإلى جانب قوات الجيش، شاركت قوات النخبة وقوات البشمركة الكردية ومتطوعو الحشد الشعبي الذي يضم ميليشيات شيعية. وأقر المتحدث باسم القوات المسلحة بسقوط ضحايا بين القوات العراقية، لكنه لم يحدد عددهم.

في السياق نفسه، ذكر سكان عراقيون، أمس، أن مستشفى الطب العدلي تسلم جثامين 26 من مسلحي بتنظيم «داعش» قتلوا في غارة جوية للطيران الأميركي شمال غرب الموصل. وذكر السكان أن «الطب العدلي» تسلم أيضاً جثث سبعة مدنيين نفذ مسلحو «داعش» بحقهم أحكام إعدام.

وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن ثمانية من متطوعي الحشد الشعبي قتلوا إثر اشتباكات اندلعت بين القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي من جهة ومسلحي «داعش» من جهة أخرى في قرية الصفرة الحدودية مع صلاح الدين، التابعة لناحية كفري شمال بعقوبة.

وأضافت أن قناصاً من قوات البيشمركة أطلق النار باتجاه ثلاثة من عناصر «داعش»، بينهم قيادي بارز، أثناء وجودهم وسط ناحية جلولاء شمال شرق بعقوبة، ما أسفر عن مقتلهم في الحال، كما قتل أربعة من عناصر الجيش العراقي جراء عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في الضواحي الغربية لناحية العظيم شمال بعقوبة.

على صعيد آخر، عثرت قوة أمنية مشتركة من الشرطة والجيش المدعومة بالحشد الشعبي، أثناء عملية تحرير قرية الوحدة شمال ناحية العظيم، على ست جثث تعود لعناصر في الشرطة، بينهم ضابطان أعدما من قبل المسلحين أثناء سيطرتهم على القرية.

وكان الجيش الأميركي، أعلن السبت الماضي، أنه ألقى مساعدات إنسانية على بلدة آمرلي، رافقها قصف لمواقع المسلحين.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي «بطلب من الحكومة العراقية، ألقى الجيش الأميركي مساعدات إنسانية لبلدة آمرلي». وأضاف أن «الطيران الأميركي ألقى هذه المساعدة، بينما قامت طائرات أسترالية وفرنسية وبريطانية أيضاً بإلقاء مواد غذائية ضرورية جداً». وأوضح أن عملية إلقاء المساعدات تصاحبها «ضربات مجاورة منسقة تستهدف إرهابيي داعش دعماً لهذه العملية الإنسانية». وأضاف كيربي أن «العمليات ستكون محدودة في حجمها ومدتها، حسب الضرورة للتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين المحاصرين في آمرلي». وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان لاحق إن المواد التي القتها الطائرات الأميركية تشمل 10 آلاف و500 غالون من مياه الشرب و7000 وجبة غذائية جاهزة.

وأضافت أن الطيران الأميركي شن ثلاث ضربات جوية، أدت إلى «تدمير ثلاث عربات هامفي وآلية مدرعة لداعش في الشام والعراق ونقطة تفتيش ودبابة بالقرب من آمرلي» للتنظيم نفسه.

وأكد البيان أن «الجيش الأميركي سيواصل مراجعة فعالية هذه العمليات، والعمل مع وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية والشركاء الدوليين، بما في ذلك الحكومة العراقية والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، لتأمين وصول المساعدة الإنسانية في العراق».

وكانت «البنتاغون» ذكرت، السبت الماضي، أن طائرات أميركية شنت غارات جوية جديدة على مواقع لمقاتلي «داعش» قرب سد الموصل الاستراتيجي في شمال العراق. وأوضح أن العملية هدفت إلى دعم القوات الكردية والعراقية، وكذلك «حماية بنى تحتية حيوية وطواقم ومنشآت أميركية، إضافة إلى الجهود الإنسانية» التي تشهدها هذه المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، إن بلاده ستسقط معدات عسكرية ومساعدات للقوات الكردية. وأضاف أن أستراليا ستنضم إلى كندا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في تقديم أسلحة ومساعدات إنسانية، ضمن جهود متعددة الجنسيات، يقوم العراق ودول أخرى في المنطقة بتنسيقها. وتابع في بيان «الوضع في العراق يمثل كارثة إنسانية». وقال إن أستراليا ستستمر في العمل مع شركائها الدوليين «للتعامل مع التهديد الأمني» الذي يمثله المتشددون.

تويتر