أوباما يبحث عن استراتيجية لمواجهة «داعش».. ويرفض الاختيار بين «التنظيم» والأسد

الأمم المتحدة تعلن تخطّى عـدد اللاجئين السوريين الـ 3 ملايين

صورة

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن عدد اللاجئين السوريين، الذين فروا من بلادهم هرباً من النزاع الجاري فيها تخطى ثلاثة ملايين، بينهم مليون خلال عام 2013 وحده، مع تصعيد الممارسات الوحشية لتنظيم «داعش»، التي استدعت استنفاراً دولياً لمواجهته. في حين أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بوضوح بأن واشنطن لا تملك استراتيجية حتى الآن لمهاجمة التنظيم المتطرف في سورية، قاطعاً الشك باليقين حول إمكان توجيه ضربات عسكرية وشيكة، مؤكداً أنه يعمل على خطة عسكرية ودبلوماسية في آن واحد، للتغلب على «داعش».

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إن «أزمة اللاجئين السوريين المتفاقمة، تخطت اليوم رقماً قياسياً جديداً قدره ثلاثة ملايين» لاجئ، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل مئات آلاف السوريين الذين فروا من البلاد لكنهم لم يسجلوا على لوائح اللاجئين.

وأوضحت أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين كان يبلغ مليوني شخص، قبل أقل من سنة، ملمحة إلى تقارير حول ظروف «مزرية في داخل البلاد»، لتفسير هذا الارتفاع الكبير في عدد اللاجئين.

وأشارت إلى «مدن سكانها مطوقون وجائعون، ويستهدف فيها المدنيون، أو يقتلون بشكل عشوائي».

وأدى النزاع في سورية إلى مقتل أكثر من 191 ألف شخص، منذ اندلاعه في مارس 2011.

وإلى جانب اللاجئين، أدت أعمال العنف إلى نزوح أكثر من 6.5 ملايين نسمة داخل البلاد، ما يعني أن نحو 50% من السوريين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بحسب المفوضية، التي أكدت أن أكثر من نصف الذين غادروا منازلهم هم من الأطفال.

ومعظم اللاجئين السوريين دخلوا إلى دول مجاورة، حيث يستضيف لبنان 1.14 مليون، والأردن 608 آلاف، وتركيا 815 ألفاً.

وأكدت المفوضية العليا للاجئين أن الضغوط على الاقتصادات والبنى التحتية، والموارد في البلاد التي تستقبل اللاجئين «هائلة»، مضيفة أن نحو 40% من اللاجئين يقيمون في مراكز أوضاعها سيئة.

وقال مدير المفوضية العليا للاجئين، أنتونيو غوتيريس، إن «الأزمة السورية أصبحت تشكل القضية الإنسانية الأكثر إلحاحا في عصرنا، لكن العالم لا يتمكن من تلبية احتياجات اللاجئين والدول التي تستضيفهم».

وأضاف أن المساعدات في قضية الأزمة السورية «كانت سخية، لكن الحقيقة المحزنة هي أننا لانزال غير قادرين على تلبية الطلب».

وقد جمع مانحون 4.1 مليارات دولار لمساعدة المتضررين من هذا النزاع. وبحسب المفوضية العليا فإنه لايزال ينقصها مليارا دولار إضافيان، بحلول نهاية السنة للتمكن من تلبية الاحتياجات الملحة للاجئين.

وسارع وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد ميليباند، الذي يتولى إدارة لجنة الإنقاذ الدولية، إلى التعليق على هذه الأرقام الجديدة التي أعلنتها المفوضية.

وقال، في بيان، إن «ثلاثة ملايين لاجئ، بسبب النزاع السوري يمثلون ثلاثة ملايين تهمة، لوحشية السلطة، وعنف المعارضة، والفشل الدولي».

وأضاف أن «هذا الرقم القياسي الرهيب يجب أن يولد تحركاً وغضباً»، داعياً إلى بذل «جهود إضافية» للحد من معاناة المدنيين في سورية.

من جهة أخرى، أشارت المفوضية العليا إلى «عدد متزايد من العائلات، التي تصل إلى (دول مجاورة) في حالة صدمة وتعب وخوف، ومن دون أية مدخرات».

وقالت «إن معظمهم فارون منذ سنة أو أكثر، ويتنقلون من قرية إلى أخرى قبل أن يتخذوا قرار مغادرة» البلاد، مشيرة إلى أنه بالنسبة لكل لاجئ سوري من أصل ثمانية هذا القرار يعتبر الملاذ الأخير.

والكثير من الفارين يضطرون إلى دفع إتاوات إلى رجال مسلحين على نقاط حدودية. والذين يعبرون الصحراء للوصول إلى الأردن يضطرون إلى دفع مبالغ كبيرة لمهربين من أجل ضمان أمنهم.

وفي مواجهة الخطر المتنامي، الذي يمثله تنظيم «داعش»، والذي دعا مجلس الأمن الدولي إلى حشد الطاقات لمواجهته، قال الرئيس الأميركي، أول من أمس، إن واشنطن لا تملك استراتيجية حتى الآن، لمهاجمة التنظيم في سورية.

وجاء ذلك بعد تقارير عن احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية إلى مواقع التنظيم في سورية، على غرار الغارات التي يشنها الطيران الأميركي منذ الثامن من أغسطس الجاري في العراق.

وأكد أوباما أنه يعمل على خطة عسكرية ودبلوماسية في آن واحد، للتغلب على «داعش»، موضحاً أن الأمر لن يكون «سريعاً ولا سهلاً».

ويبدو الموقف الأميركي محرجاً بالنسبة إلى تنفيذ عمليات عسكرية في سورية، بالتحديد بعد أن بات العدو المشترك لواشنطن والنظام السوري واحداً. وتؤكد واشنطن ـــ منذ اندلاع الأزمة في سورية ـــ أنه لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في مستقبل البلاد، داعمة المعارضة التي تطالب برحيله.

وقال أوباما «سنواصل دعم المعارضة المعتدلة، لأن علينا أن نقدم للناس في سورية بديلاً يتجاوز الأسد و(داعش)». وإذ شدد على ضرورة التعويل على «شركاء إقليميين أقوياء»، أعلن أن وزير الخارجية جون كيري سيتوجه قريباً إلى الشرق الأوسط، لبناء تحالف لابد منه للرد على هذا التهديد، الذي سبق أن وصفه بأنه «سرطان». من جهة أخرى، أكد أوباما أن ليس على الولايات المتحدة أن تختار بين نظام الأسد ومقاتلي «داعش». وأضاف «لا أرى أي سيناريو يكون فيه الأسد قادراً بشكل أو بآخر على جلب السلام في منطقة ذات أغلبية سنية، لم يظهر أبداً حتى الآن عزمه على تقاسم السلطة معهم (السنة)، أو السعي إلى اتفاق»، مكرراً أن الرئيس السوري فقد «أي شرعية» على الساحة الدولية.

وأثارت تصريحات الرئيس ردود فعل حادة في المعسكر الجمهوري، وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، مايك رودجرز، إن «هذا الأمر يؤكد ما كنا نقوله منذ نحو عامين: ليس هناك استراتيجية حقيقية».

وأضاف «الجميع يعلم أنه لا يمكن إيقاف (داعش) في العراق، من دون استهداف ما يعتبر قاعدتهم، عاصمتهم، في شرق سورية».

وأكد أوباما عزمه على التشاور بشكل واسع مع الكونغرس حول أي عمل عسكري محتمل في سورية، وقال «لا أريد أن أضع العربة أمام الحصان، من غير المجدي أن أطلب رأي الكونغرس قبل أن أعلم بالضبط ما علينا القيام به لبلوغ أهدافنا».

تويتر