هنية يشيد بصمود وانتصار المقاومة.. والمحال التجارية في القطاع تفتح أبوابها.. والصيادون يخرجون بقواربهم إلى البحر

غزة تتنفس الصعـــداء.. والانتقـادات تنهال على نتنياهو

صورة

عادت بوادر حياة شبه طبيعية إلى قطاع غزة، حيث فتحت المحال التجارية أبوابها، وخرج الصيادون بقواربهم إلى البحر، بعد وقف إطلاق النار الدائم، الذي تم التوصل إليه بعد 50 يوماً من حرب مدمرة، وفيما واصل الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية والشتات حتى الساعات الأولى من صباح أمس، احتفالاتهم بالنصر الذي حققته المقاومة، واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، انتقادات قوية في إسرائيل، بسبب الحرب باهظة الكلفة، في حين قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» إسماعيل هنية، إن صمود أهل غزة عزز انتصار المقاومة.

وتفصيلاً، بعد 51 يوماً من العدوان الشرس الذي شنّته إسرائيل على قطاع غزة، ودمرت عشرات آلاف المنازل والممتلكات والمساجد والمصانع والمؤسسات والمستشفيات والمقابر، وأزهقت أرواح آلاف الشهداء، وكذلك الجرحى، إلا أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها مع دخول وقف إطلاق النار الدائم والمتبادل حيز التنفيذ، وتنفس القطاع الصعداء. وفور إعلان الاتفاق خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في مدن غزة وخانيونس ورفح، وفي مخيمات القطاع، حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل، ومرددين هتافات تشيد بالمقاومة، وسط إطلاق الرصاص والألعاب النارية. كما خرجت حشود في مدن الضفة الغربية ــ خصوصاً في نابلس والخليل ورام الله ــ ابتهاجاً بصمود المقاومة في غزة، وشملت الاحتفالات أيضاً مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن، ومخيم اليرموك جنوبي دمشق. وأمضى الفلسطينيون في قطاع غزة، والإسرائيليون حوله، ليلة هادئة بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وفتحت المحال التجارية أبوابها، بينما وقف عمال من بلدية غزة لتنظيف الشوارع وإزالة الركام، وبدأت شركة الكهرباء بإصلاح خطوط الكهرباء الرئيسة بين قطاع غزة وإسرائيل، التي دمرت خلال الحرب.

وصباح أمس، خرجت قوارب الصيد إلى البحر المتوسط، بعد أن سمحت إسرائيل بالصيد على مسافة ستة أميال بحرية.

وقال نقيب الصيادين في غزة، نزار عياش، «لا يوجد أي تغيير، ولا يوجد اي جديد، هي المسافة نفسها التي كان مسموح لنا أن نصيد بها قبل الحرب، ولكننا تلقينا وعوداً بأنهم سيسمحون لنا بالصيد في مسافات أكبر من ستة أميال بحرية، وصولاً إلى 12 ميلاً بحرياً».

وفي إسرائيل، صمتت صفارات الإنذار التي تحذر من الصواريخ القادمة من قطاع غزة، لكن معلقين إسرائيليين أبدوا خيبة أملهم إزاء قيادة نتنياهو أطول جولة قتال بين إسرائيل والفلسطينيين خلال 10 سنوات. وكتب المحلل شيمون شيفر، في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أكبر الصحف الإسرائيلية مبيعاً، «بعد 50 يوماً من الحرب، التي قتل فيها عشرات الجنود والمدنيين، وقضت على الروتين اليومي، ووضعت البلاد في محنة اقتصادية... كنا نتوقع أكثر من إعلان وقف إطلاق النار، كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء إلى مقر الرئيس، ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه».

ولم يصدر تعليق فوري من نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه مصر، وبدأ سريانه.

وقال مستشار الأمن القومي لنتنياهو، يوسي كوهين، لراديو الجيش الإسرائيلي، «الجناح العسكري لـ(حماس) ضرب ضربة شديدة، نحن نعرف ذلك بوضوح، من خلال معلومات مخابراتية لا لبس فيها».

لكن إسرائيل ظلت تتعرض لإطلاق الصواريخ المستمر منذ نحو شهرين، وتسبب في نزوح جماعي من بعض المناطق الحدودية، وأصبح جزءاً من الحياة اليومية لعاصمتها التجارية تل أبيب.

وقال عوزي لانداو، الوزير في حكومة نتنياهو، وهو من حزب إسرائيل بيتنا، في أقصى اليمين، لراديو إسرائيل «إنهم يحتلفون في غزة». وقال إن نتائج الحرب بالنسبة لإسرائيل «قاتمة للغاية»، لأنها لم تحقق الردع الكافي الذي يمنع «حماس» من مهاجمة إسرائيل مجدداً.

وأبدى أحد أبرز الكتاب في الصحف، ناحوم بارنيا، قلقه «من أنه بدلاً من تمهيد الطريق للقضاء على التهديد من غزة، فنحن نمهد الطريق للجولة المقبلة في لبنان أو غزة». وكتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت» «توقع الإسرائيليون زعيماً.. رجل دولة.. يعرف ما يريد أن يحققه، شخص يتخذ قرارات وينخرط في حوار صادق وحقيقي مع مواطنيه... حصلوا على متحدث متمرس ليس أكثر».

وعبر رؤساء البلدات المتاخمة لقطاع غزة عن غضبهم، لأن إسرائيل لم تحقق أي إنجاز، ووصف بعضهم اتفاق الهدنة المفتوحة بأنه اتفاق استسلام وخضوع، وتابع أن مئات الإسرائيليين الذين نزحوا سينتظرون أياماً حتى يتحققوا من أن القصف لن يعود.

في الأثناء، قال إسماعيل هنية خلال خطاب جماهيري، إن المقاومة في غزة طورت خطط الهجوم قبل خطط الدفاع، مهنئاً الشعب الفلسطيني بانتصار المقاومة بعد 51 يوماً من الحرب الإسرائيلية على غزة. وأضاف هنية خلال خطابه في المجلس التشريعي بغزة، أمس، «الحمد لله الذي جعل خلال معركة العصف المأكول كلمة المقاومة هي العليا فبدؤوا الحرب بضرب حيفا، وأنهوا الحرب بضرب حيفا». وأشار إلى أن انتصار غزة على الجلاد أتى بفعل صمود وصبر أهل غزة في وجه العدوان الإسرائيلي.

تويتر