نظراً لارتفاع مستويات التلوث البيئي نتيجة العدوان

غزة غير قابلة للحياة بحلول عام 2020

صورة

أكدت رئيس سلطة جودة البيئة المهندسة، عدالة الأتيرة، أن المحافظات الجنوبية لفلسطين تعاني كارثة بيئية، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها. وقالت إن ذلك يأتي عبر استهداف الاحتلال للإنسان، وللبيئة بكل مكوناتها وتعرضها لأضرار بالغة وشديدة الخطورة، وطويلة المدى على البيئة، بما تحويه من العناصر الحيوية والطبيعية المائية والهوائية والأرضية والكائنات الحية والبنية التحتية والعمرانية، مسبباً دماراً واسع الانتشار.

وشددت الأتيرة، حسب التقرير الذي أطلقه منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، ماكسويل غيلارد، والمعدّ من قبل برنامج الأمم المتحدة الخاص بالبلدان (UNCT)، أن غزة ستصبح غير قابلة للحياة بحلول عام 2020، نظراً لمستويات التلوث البيئي هناك.

تصريحات الأتيرة جاءت خلال تقرير بيئي أولي، أصدرته سلطة جودة البيئة، يتناول آثار العدوان الإسرائيلي على المحافظات الجنوبية، مشيرة إلى أن القصف المتواصل أدى إلى تدمير البنية التحتية لأكثر من 1.8 مليون مواطن، وعلى مدى 48 يوما، ما أدى إلى تراكم أكثر من 50 ألف طن نفايات في أزقة وشوارع محافظات غزة، وأن قصف الاحتلال المتعمد أدى إلى تدمير ثماني محطات منها لضخ المياه، وأخرى لتنقيتها، سيؤثر بشكل مباشر في ما يزيد على 700 ألف مواطن في غزة، سواء كان ذلك من خلال حرمانهم حقهم الطبيعي في مياه الشرب، أو الاستحمام.

ووفق التقرير، كما سيزيد التدمير مخاطر تلويث كل مكونات البيئة البرية والبحرية، ما قد تنجم عنه زيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة، وتلويث المياه الجوفية وشواطئ غزة، إذ إن نحو 70% من منشآت المياه تم تعطيلها، نتيجة استهدافها مباشرة، أو لانقطاع الطاقة والوقود عنها، وأدى القصف الهمجي إلى تدمير محطة توليد الكهرباء، التي تبلغ الطاقة الإنتاجية الكاملة لها 140 ميغاوات، وتغطي تقريبا 31.1% من احتياجات محافظات غزة الكهربائية، وتدمير شبكات نقل التيار الكهربائي حال دون وصول التيار الكهربائي إلى نحو 30% من سكان قطاع غزة، بينما يعيش أكثر من 70% من السكان دون كهرباء، بالإضافة إلى تدمير آلاف الدفيئات الزراعية، والحقول والمزارع المخصصة لإنتاج الخضراوات والفواكه واللحوم، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأمن الغذائي للمواطن الفلسطيني في غزة، ويحد القدرة الشرائية له، وتلويث البيئة بجثث الحيوانات النافقة.

وبينت سلطة البيئة، في تقريرها، أن العدوان بما أحدثه من ضرر واسع النطاق وطويل الأجل وشديد للبيئة الطبيعية، يشكل جريمة حرب، وفق نص المادة 8/2/ب/4 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكدت الأتيرة أن العدوان الهمجي ضد المحافظات الجنوبية مخالف للأعراف والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة، والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية البيئية، وأسس حماية البيئة المتعارف عليها.

وطالبت الأتيرة برامج الأمم المتحدة للبيئة بضرورة «الإسراع بإرسال لجنة تقصى حقائق، لتقييم حالة البيئة، والنظر إلى الجرائم البيئية، التي ارتكبها الاحتلال، والمساعدة في توفير الدعم المالي والفني، للمساعدة في تأهيل النظام البيئي المدمر».

تويتر