الاحتلال أباد سكانها ودمّر منازلها

شوارع العائلات في الشجاعية بلا ملامح

صورة

القادم إلى حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، يصعب عليه التنقل بين الشوارع، والوصول إلى شارع محدد، فجميع المناطق باتت متشابهة في حجم الدمار الذي تعرضت له بفعل آلة الحرب الإسرائيلية، حيث المنازل التي هدمت فوق رؤوس ساكنيها، في أبشع مجزرة يرتكبها الاحتلال بحق الإنسانية.

فكما أبادت إسرائيل عدداً كبيراً من سكان حي الشجاعية أكبر أحياء مدينة غزة، أزالت معها الشوارع التي تحمل اسم العائلات التي تسكن فيها، حيث لا يوجد أي شارع إلا وشهد دماراً واسعاً، طال جميع المنازل التي توجد به.

وتشتهر معظم الشوارع في حي الشجاعية بأسماء العائلات التي تسكن فيها، فكل شارع يحمل اسم العائلة التي توجد به جميع منازلها، حيث يكون معروفاً من خلاله، ومنها: شارع سعد، وشارع البلتاجي، وشارع حبيب، وكذلك شارع الديب، وشارع بشير، وشارع حسنين المتفرع من وسط شارع بغداد الرئيس.

في أحد الشوارع المتفرعة من منطقة النزاز أكثر المناطق تضرراً، والذي يحمل اسم عائلة حبيب، كان عدد من رجال العائلة يجلسون بجوار منازلهم ومحالهم المدمرة، فيما تنعدم أي مظاهر للحياة وحركة الناس فيها، أما بقية أفراد العائلة فقد نزحوا إلى مناطق أخرى إلى مراكز الإيواء أو إلى أقاربهم، ومنهم من استأجر منزلاً يؤويه، حيث أصبحت العائلة مشتتة، وكل أسرة منها تسكن في مكان مختلف، بعد أن كانوا يوجدون في شارع واحد يضم جميع منازلهم.

ويقول عبدالله حبيب، لـ«الإمارات اليوم»، وهو يقف على ركام منزله: «توجد معظم منازل عائلة حبيب في هذا الشارع، ولم يسلم أي منزل فيها من الدمار، حيث انعدمت مظاهر الحياة في المنطقة، وباتت غير صالحة للسكن».

ويضيف «مع بداية التوغل البري لقطاع غزة، والذي انطلق من حي الشجاعية، خرجنا من منازلنا وأطفالنا في حالة ذعر شديدة، وذلك بسبب القصف العنيف الذي تعرضت له المنازل في الشجاعية، ونزحنا إلى مراكز الإيواء في مناطق مختلفة، وبعد أكثر من 10 أيام، عدنا مع أول ساعات التهدئة لنصاب بصدمة أفقدتنا الوعي، فلم نجد منازلنا كأنها لم تكن، فقد تناثر ركامها في الشارع الذي توجد فيه، وبات بلا ملامح».

ويتابع «وفي كل تهدئة نأتي إلى المنطقة نتفقد منازلنا المدمرة، ونوجد بقربها، ثم نغادرها آخر النهار، لكننا ننتظر انتهاء الحرب لنعود إليها، سأقيم خيمة فوق الركام وأعيش وأعيد بنائها من جديد، فهنا عشنا وتربينا، وهنا ذكريات الآباء والأجداد، لن نفارقها وسنعمرها من جديد».

واضطرت أربع أسر من عائلة سعد إلى استئجار شقة، ليسكن فيها جميع أفرادها، بعد أن كانت كل عائلة تسكن في منزل منفرد بها في شارع واحد، والذي كان معروفاً بشارع سعد، فقد دمر الاحتلال معظم منازل العائلة، وأزالها عن وجه الأرض.

ويقول محمد سعد «معظم منازل عائلتنا لم تعد صالحة للسكن، فقد أفنيت أنا وأشقائي 20 عاماً من عمرنا، ونحن ندخر الأموال التي نحصل عليها بشق الأنفس، لنبني منزلاً يؤوينا، لكن الحرب بددت كل أحلامنا وسلبت الأمان والاستقرار، وهدمت منزلنا».

ويضيف «اضطررت أنا وأسرتي المكونة من سبعة أفراد، إلى جانب أبي المريض وأمي، واثنين من أشقائي هم وأسرهم، بالإضافة إلى شقيقتي وزوجها وأطفالها، أن نسكن في شقة واحدة مكونة من ثلاث غرف، فلا يوجد مكان آخر يؤوينا بعد أن تهدمت كل منازلنا».

ويتابع «نزحنا إلى الشقة بالملابس التي نرتديها فقط، فجميع ما نملك أصبح حطاماً، ودفن أسفل ركام منازلنا المدمرة، فيما كانت تفتقر الشقة إلى جميع احتياجاتنا الضرورية لنا (30 شخصاً)، لكن الجيران قدموا لنا جزءاً من أثاث واحتياجات المنزل».

 

تويتر