الأوروبيون يقدّمون مشروع قرار للتهدئة.. وكي مون يثمِّن جهود مصر

الاحتلال يواصل غاراته على غزة.. ويخشى ضربات انتقامية مــــــــــــن «حماس»

فلسطينيون في منزل استهدفه القصف الإسرائيلي بمدينة غزة أمس. أ.ب

تواصلت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة لتودي بحياة خمسة فلسطينيين، أمس، وتتخطى بذلك حصيلة الحرب على القطاع 2092 شهيداً فلسطينياً، بينما قتل طفل إسرائيلي بقذيفة مورتر سقطت على معبد يهودي قرب الحدود مع القطاع، وتتخوف إسرائيل من ضربات انتقامية، بسبب اغتيال قادة عسكريين من «حماس»، فيما احتفظت وحدات المدفعية والدبابات والمركبات المدرعة والجنود الإسرائيليون بمواقعهم قرب غزة، أمس. في حين أطلقت دول أوروبية مبادرة جديدة لدى مجلس الأمن الدولي لإنهاء النزاع، ثمن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لتثبيت التهدئة، والعودة إلى المفاوضات غير المباشرة.

وتفصيلاً، استشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية على أرض زراعية، قرب مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، وهم «محمود ناصر قشلان (24 عاماً)، وياسين حامد أبوحمد (22 عاماً)، وإسماعيل ابوبطيحان (45 عاماً)»، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما استشهد في وقت سابق رجل وطفل، في غارة استهدفت دير البلح وسط القطاع.

من جهته، أعلن الاحتلال أنه قصف 20 هدفاً في القطاع، خلال الليلة قبل الماضية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل تسعى للحصول على الدعم الدبلوماسي الأميركي، لإسقاط مشروع قرار جديد لدى مجلس الأمن الدولي، يضع حداً لستة أسابيع من الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

وقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مبادرة جديدة في مجلس الأمن الدولي، حيث جاء في نص مشروع القرار الأوروبي أن الدول الثلاث تدعو إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري، وإلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ووضع نظام مراقبة للتبليغ عن أي انتهاك لوقف إطلاق النار، والتحقق من تدفق البضائع إلى غزة.

وقال الدبلوماسيون إن الهدف هو تعزيز الجهود، للتوصل إلى اتفاق بين دول مجلس الأمن الـ15 على قرار يخص غزة، بعدما واجه مشروع قرار قدمته الأردن اعتراضاً، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة.

ويستجيب مشروع القرار لقلق إسرائيل حيال الأمن، كما أنه يلبي مطالب الفلسطينيين. ويطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تقديم اقتراحات «لتطبيق عناصر القرار»، في خطوة تهدف إلى استئناف مفاوضات السلام.

ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن «مسؤول سياسي»، قوله إنه ليس هناك أي اتصالات حالياً، لاستئناف مفاوضات التهدئة، لكنه «توقع في النهاية أن يتباحث الطرفان على أساس الاقتراح المصري». وتحدث مسؤولون في الأمم المتحدة عن أملهم أن تنعش المبادرة الأوروبية جهود السلام المصرية، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.

بدوره، ثمن كي مون الجهود المكثفة، التي تقوم بها مصر، من خلال طرح صيغ إيجابية وبناءة، واتصالاتها المستمرة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لتثبيت التهدئة بينهما، والعودة إلى المفاوضات غير المباشرة بينهما، تمهيداً للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل، ورفع الحصار، وفتح المعابر.

وقال مصدر فلسطيني إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقد أمس اجتماعاً، هو الثاني خلال 24 ساعة، ضم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والقيادي في حركة حماس خالد مشعل، في حين تستمر الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. وأضاف أن الاجتماع «متابعة» للاجتماع الذي عقد الخميس الماضي، واستمر نحو ثلاث ساعات في قصر أمير قطر.

وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، معلومات عن موافقة الحكومة الأمنية المصغرة على استدعاء 10 آلاف جندي احتياط، لاستبدال الذين سرحوا من الخدمة أخيراً.

ويدعو مشروع القرار الأوروبي إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وينص أيضاً على رفع القيود الاقتصادية والانسانية عن القطاع، للبدء بعملية إعادة إعمار واسعة النطاق، كما يدعو إلى إعادة فتح المعابر الحدودية.

ووعد الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم المساعدة، لإعادة إعمار غزة، لكنه حذر من أن هذه قد تكون «المرة الأخيرة»، بعد حصول ثلاث حروب، خلال ست سنوات.

أما وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، فأكد أن القادة الثلاثة لن يكونوا آخر القتلى. وأكد أن «على قادة (حماس) أن يعرفوا أننا لن نتوقف الآن». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه أن «على كل واحد منهم، من الجناح السياسي أو الجناح العسكري، خارج أو داخل غزة، أن يعرف أنه هدف مشروع للاغتيال، طالما أنهم مستمرون في تهديد المواطنين الإسرائيليين».

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إسرائيل متخوفة من تعرضها لهجمات انتقامية، بواسطة مسلحين فلسطينيين، رداً على اغتيال ثلاثة من القادة العسكريين في «حماس» أخيرا. وأفادت التقارير بأن الجيش رفع حالة التأهب، لمنع وقوع هجمات «إرهابية»، واختطاف جنود أو مدنيين إسرائيليين. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل ستواصل ضرباتها ضد أهداف في غزة «وفقاً للضرورة».

تويتر