«حماس» تتوعد بالانتقام.. ونتنياهو «يتباهى».. و«الجامعة» تطالب مجلس الأمن بتوفير الحماية للفلســطينيين

شهداء جدد.. وإســرائيل تغتـــال 3 من قادة «القسام»

صورة

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، سلسلة من الغارات على قطاع غزة مخلفاً نحو 29 شهيداً، بينهم ثلاثة من القادة الميدانيين لكتائب عزالدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي توعدت بالانتقام. وفيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قرار استهداف قادة «حماس» اتخذ بفضل المعلومات الاستخبارية الاستثنائية التي قام جهاز الأمن العام بجمعها، دعت الجامعة العربية مجلس الأمن إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، وتعنت الحكومة الإسرائيلية الذي أدى الى إفشال مفاوضات القاهرة.

وتفصيلاً، أعلنت كتائب القسام أن القياديين الثلاثة محمد أبوشمالة (41 عاماً)، ورائد العطار (40 عاماً)، ومحمد برهوم (45 عاماً)، استشهدوا في غارة إسرائيلية على مبنى سكني في رفح جنوبي قطاع غزة فجر أمس. والشهداء الثلاثة مدرجون على قوائم الاغتيال الإسرائيلية، وتعرضوا لمحاولات اغتيال خلال العدوان الجاري وقبله. وجاء استشهاد هؤلاء القادة بعد يوم واحد من محاولة إسرائيل اغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، في غارة على منزل بشمال قطاع غزة أسفرت عن استشهاد زوجته وابنه الرضيع.

ويعتبر هؤلاء الثلاثة من أبرز قادة كتائب عزالدين القسام في قطاع غزة، لاسيما أبوشمالة والعطار العضوان في المجلس العسكري الأعلى للكتائب، إذ ذكرت مصادر فلسطينية أن أبوشمالة هو القائد العسكري لمنطقة جنوب قطاع غزة، فيما يتولى العطار القيادة العسكرية للكتائب في لواء رفح.

وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبوزهري، في بيان: «اغتيال قادة القسام في رفح هي جريمة إسرائيلية كبيرة لن تفلح في كسر إرادة شعبنا وإضعاف المقاومة، وإسرائيل ستدفع الثمن».

وقالت الكتائب في بيان لاحق إن أبوشمالة والعطار من مؤسسي كتائب القسام في رفح وقادا العديد من العمليات «الجهادية» وعمليات ملاحقة و«تصفية العملاء» في الانتفاضة الأولى، وشاركا في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية. كما أشارت أيضاً إلى انهما أشرفا على العديد من العمليات الكبرى، مثل «عملية الوهم المتبدد»، الاسم الذي تطلقه «حماس» على أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2006.

وفجر أمس استشهد ثمانية فلسطينيين وأصيب آخرون، حين أطلقت طائرات إسرائيلية تسعة صواريخ على منازل في مبنى من طوابق عدة بحي تل السلطان في رفح جنوب القطاع. وكان شهود قالوا إن هناك بعض الشهداء والجرحى، بينهم أطفال من عائلة واحدة، وأكدوا أن المبنى الذي استهدفته طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» دُمّر كلياً، ولحقت أضرار كبيرة بمنازل مجاورة.

وأسفرت غارة إسرائيلية أخرى على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، عن استشهاد فلسطيني، كما استشهد فلسطينيان، أحدهما في الثالثة عشرة من عمره غربي بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، إثر قصف صاروخي من طائرة استطلاع إسرائيلية. كما استشهد أربعة، بينهم ثلاثة أطفال، في غارة على حي النفق وسط مدينة غزة، واستشهد لاحقاً أربعة آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مشيّعين بحي الشيخ رضوان في غزة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة العدوان على القطاع، أمس، ارتفعت إلى 29 شهيداً. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، الدكتور أشرف القدرة، إن شهيدين مجهولي الهوية وثلاثة مصابين وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي في استهداف سيارة مدنية بمنطقة النصر في غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 26 شهيداً.

وقال رئيس لجنة الإعلام والتوثيق في اللجنة العليا للطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور ناصر أبوشعبان، إن كل المشاهدات السريرية والمتابعة للجرحى والمصابين الذين وصلوا إلى مستشفيات وزارة الصحة، خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، بينت مدى شراسة الضربات التي وجهت للمدنيين.

وأوضح أبوشعبان في بيان صحافي إن نوعية الإصابات مميتة، مع وصول الجرحى مبتوري الأطراف وإصابات بالغة الخطورة بفعل استخدام مختلف أنواع الأسلحة كأسلحة DIME المحرمة دولياً، وأخرى فتاكة ضد الأفراد والمدنيين تحتوي على قنابل مسمارية صغيرة الحجم انتشرت في أنحاء الجسم وشظايا غريبة الشكل أولية وثانوية، إضافة إلى حروق بدرجات مختلفة، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً للطواقم الطبية في التعامل مع هذه الحالات التي استشهد الكثير منها. وحذر أبوشعبان من أن الأسلحة والشظايا قد تحتوي على مواد مشعة أو معادن ثقيلة يمكن أن تسبب أمراضاً خطرة على المدى البعيد، كأمراض السرطان، وأمراض الدم، والعقم، والإجهاض المتكرر، بالإضافة إلى أنها تسبب التلوث البيئي.

في الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قرار استهداف قادة حماس «الذين يقفون وراء تخطيط هجمات خطرة اتخذ بفضل المعلومات الاستخبارية الاستثنائية التي قام جهاز الأمن العام بجمعها». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول إن «وضع هذا القرار موضع التنفيذ تسنى بفضل القدرات العملياتية الفريدة من نوعها للجيش»، وأردف: «جهاز الأمن العام والجيش يعملان بتعاون تام خلال عملية الجرف الصامد، مثل ما الأمر عليه دائماً، حفاظاً على أمن الدولة ومواطنيها». وأكد أن عملية الجرف الصامد «ستستمر إلى حين تحقيق هدفها، وهو إعادة الهدوء لمدة طويلة».

من جهة أخرى، قال صالح العاروري، وهو مسؤول لـ«حماس» من الضفة الغربية ويعيش في المنفى بتركيا، إن الحركة خطفت ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، وأثار مقتلهم في يونيو الماضي سلسلة من أعمال العنف أدت إلى الحرب الحالية في قطاع غزة. وهذا هو أول اعتراف بصلة الحركة بالحادث، وأدلى بهذه التصريحات في مؤتمر صحافي بإسطنبول.

وفي القاهرة، دعت جامعة الدول العربية مجدداً إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، وتعنت الحكومة الإسرائيلية الذي أدى الى إفشال مفاوضات القاهرة من أجل وقف إطلاق النار على قطاع غزة. وقال الأمين العام المساعد لدى الجامعة لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، السفير محمد صبيح، في تصريحات له أمس: «إن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن إفشال مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف إطلاق النار على غزة، حيث ظهر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر منقسماً على نفسه، من خلال تأييد غالبية أعضائه اجتياح غزة، واستمرار الانتهاكات على القدس والمسجد الأقصى، وطرد الفلسطينيين، وتكثيف الاستيطان، ما أدى إلى فشل جهود تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال فترة الهدنة الثالثة»، وأضاف «لا أعتقد أن درجة التفاؤل في الجامعة أو على مستوى العالم كانت ترى أن إسرائيل تسير في طريق السلام». وأكد أن هدف الجامعة العربية الأساسي هو العمل على إنهاء الاحتلال. ولفت صبيح إلى أنه على الرغم من استمرار الدعم العربي والدولي للمفاوض الفلسطيني، لكن للأسف إرادة السلام غائبة عن الجانب الإسرائيلي.

تويتر