القوات العراقية تعزز مواقعها في شمال وغرب بغداد.. والمالكي ينصح العبادي بتشكيل حكومة أغلبية سياسية

«داعش» يقطع رأس صحــافي أميركي للضغط على واشنطن في العراق

صورة

قطع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) رأس الصحافي الأميركي جيمس فولي، الذي خطف في سورية نهاية 2012، وهدد بقتل آخر، رداً منه على الدعم الأميركي للقوات العراقية والكردية في معاركها ضد مقاتلي التنظيم المتطرف في شمال العراق. وفيما أثارت الحادثة ردود أفعال دولية واسعة استنكرت «وحشية» التنظيم، عززت القوات العراقية المدعومة من ميليشيات وقوات البشمركة مواقعها في شمال وغرب بغداد بعدما نجحت في صد المقاتلين الإسلاميين. في حين نصح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، خلفه المكلف حيدر العبادي بتشكيل حكومة أغلبية سياسية «إذا ما واجه مطالب كثيرة وتعرض للابتزاز من قبل الأطراف السياسية».

وبثت مواقع إلكترونية اسلامية متطرفة شريط فيديو يظهر فيه شخص ملثم يرتدي زياً أسود، ويحمل بندقية وهو يقطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي كان مسلحون خطفوه في محافظة إدلب السورية في 22 نوفمبر 2012.

وفي شريط الفيديو ذاته يظهر رهينة آخر عرف عنه التنظيم المتطرف بأنه الصحافي الأميركي ستيفن جويل سوتلوف، جاثياً على ركبتيه وقد أمسك مسلح ملثم برقبته من الخلف. وهدد تنظيم «داعش» بإعدام الأميركي الثاني إذا لم يوقف الرئيس باراك أوباما الضربات الجوية الاميركية في العراق. وظهر كلا الرهينتين وهما يرتديان زياً برتقالي اللون شبيهاً بذاك الذي يرتديه المحتجزون في معتقل غوانتانامو الأميركي.

ويبدأ تسجيل الفيديو الذي يحمل عنوان «رسالة إلى أميركا» بعرض لإعلان أوباما أنه أجاز توجيه ضربات جوية إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ثم يظهر مقطع لإحدى هذه الغارات، تليه رسالة من الصحافي مدتها دقيقتان تقريباً، ثم عملية الذبح التي ارتكبها شخص ملثم يحمل سكيناً ويرتدي لباساً أسود اللون يتحدث الإنجليزية بلهجة بريطانية.

وجاء نشر الفيديو بعد إعلان أوباما «اتباع استراتيجية بعيدة الأمد» في القتال ضد «الدولة الإسلامية»، ودعم تشكيل حكومة عراقية جديدة برئاسة حيدر العبادي.

وكان فولي (40 عاماً) مراسلاً حراً شارك في تغطية الحرب في ليبيا قبل ان يتوجه إلى سورية لتغطية النزاع لصحيفة «غلوبال بوست» ووسائل إعلام أخرى، كما زود «فرانس برس» بتقارير صحافية أثناء وجوده هناك.

وقال رئيس مجلس إدارة صحيفة «غلوبال بوست»، فيليب بالبوني «نقول، باسم جون وديان فولي، وباسم غلوبال بوست ايضاً، إننا تأثرنا برسائل التعاطف والدعم التي انهالت علينا منذ نشر الإعدام المحتمل لجيمس».

وكتبت والدة فولي على صفحتها على موقع «فيس بوك»، إن ابنها «منح حياته محاولاً إظهار معاناة الشعب السوري إلى العالم»، مناشدة «الخاطفين الحفاظ على حياة الرهائن الآخرين».

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كيتلين هايدن في بيان «في حال كان صحيحاً نعتبر أن القتل الوحشي لصحافي أميركي بريء هو أمر مروع، ونقدم تعازينا الحارة لعائلته وأصدقائه».

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إنه «إذا تم التأكد منه، فإن هذا الإعدام الدنيء يظهر الوجه الحقيقي لهذه الخلافة الوحشية»، في إشارة إلى «دولة الخلافة» التي أعلن عنها تنظيم «الدولة الإسلامية».

أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد قطع عطلته لترؤس سلسلة من الاجتماعات الطارئة. وكتب على حسابه على «تويتر»، أمس، «إذا كان هذا صحيحاً، فإن قتل جيمس فولي عمل فظيع ومنحرف».

ودان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، «الإعدام الوحشي» للصحافي الاميركي. ورداً على سؤال لـ«بي بي سي»، قال إنه «الرعب، الرعب المطلق أمام ما يبدو إعداماً وحشياً». وأشار إلى ان الرجل الذي قتل فولي كان يتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية واضحة. وقال هاموند «يبدو أنه بريطاني. علينا أن نقوم بالمزيد من عمليات البحث للتأكد من ذلك».

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، في مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، أنه سيقترح قريباً عقد مؤتمر حول الأمن في العراق ومحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية»، معتبراً ان الوضع الدولي اليوم هو «الأخطر» منذ عام 2001.

وقال في المقابلة «علينا ان نضع استراتيجية شاملة ضد هذه المجموعة التي باتت تشكل كياناً منظماً ولديها الكثير من التمويل وأسلحة متطورة جداً، وتهدد دولاً مثل العراق وسورية ولبنان».

وفي برلين، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إن النبأ «أثر فيها كثيراً».

على الصعيد الميداني، عززت القوات العراقية المدعومة من ميليشيات شيعية وقبائل سنية وقوات البشمركة، أمس، مواقعها في شمال وغرب بغداد، بعدما نجحت في صد المقاتلين الإسلاميين.

ولم تنجح القوات التي تحاول استعادة مدينة تكريت، معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، من يد مقاتلي «الدولة الاسلامية» في دخول المدينة.

وقال عسكريون أكراد ان غارة أميركية استهدفت، أمس، تجمعاً للمقاتلين المتطرفين في مدرسة بالقرب من منطقة سد الموصل الذي استعادته القوات العراقية والكردية من أيدي «الدولة الإسلامية» بدعم جوي أميركي.

سياسياً، قال المالكي في خطابه الأسبوعي، أمس، «نريد للمكلف حالياً ان يمضي وأن يتمكن من تشكيل حكومته، وفق المعايير والالتزامات والكفاءات، وألا توضع على طاولته مجموعة كبيرة من المطالب والتحديات وعمليات الابتزاز».

وأضاف «أقول له (حيدر العبادي) ولكل المؤمنين بالديمقراطية، إذا وصلت الأمور إلى هذا الحد من إملاء الشروط، والقيود والعصي، في عجلة عملية التشكيل، أن يلجأ فوراً إلى تشكيل حكومة الاغلبية السياسية، وسيجد الكثير من النواب في مجلس النواب يشتركون في الحكومة ويمضون معه في التصويت لحكومة أغلبية سياسية». وتمنى المالكي «ألا نصل إلى هذا المستوى».

تويتر